فلاش

الزعيم الراحل كاسترو .. وداعا

توفي الزعيم الكوبي فيديل كاسترو عن عمر يناهز 90 عاماً يوم السبت 26/11/2016 وأعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو عبر التلفزيون الحكومي وفاة “القائد الأعلى للثورة الكوبية”.
 
ولد الزعيم الكوبي فيدل أليخاندرو كاسترو في عام 1926 من والدين مهاجرين من اسبانيا ، كانا يعملان في الزراعة، ودرس القانون في جامعة هافانا من عام 1945-1950 وعمل كمحامي في مكتب صغير.
 
وكان فيديل كاسترو يطمح أن يكون نائباً في البرلمان الكوبي إلا أن الانقلاب الذي قاده باتيستا وألغى به الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في البلاد فهاجم كاسترو ورفاقه إحدى الثكنات العسكرية كرد فعل على ديكتاتورية باتيستا فالقي القبض على كاسترو وحكم عليه بالسجن 15 عاماً ثم أطلق سراحه في عام 1955 ونفي الى المكسيك.
 
وفي المكسيك التقى كاسترو بأخيه راؤول، الرئيس الحالي لكوبا، والقائد الاممي الأسطوة ورفيق دربه ارنستو تشي غيفارا واتفقوا مع 80 ثائراً على العودة الى كوبا والقيام بالثورة، وعاد كاسترو ورفاقه الى كوبا على متن القوارب وفي عام 1956 شنوا حرب عصابات على قوات باتيستا انطلاقاً من الجبال وبتأييد شعبي كبير استطاع ارنستو تشي غيفارا دخول هافانا برفقة 300 مقاتل فانضمت القوات العسكرية إلى مقاتلي كاسترو وهرب رئيس كوبا ورئيس وزرائه خارج البلاد.
 
وأصبح فيديل كاسترو أمينا عاما للحزب الشيوعي الكوبي منذ عام 1956 وعمل على تأميم الشركات والمصانع والأراضي الزراعية وصادر ممتكات الولايات المتحدة في كوبا المقدرة بـ 25 مليار دولار.
 
وفي عام 1960 أمر الرئيس الأمريكي ايزنهاور وباقتراح من جهاز المخابرات الامريكية دعم المعارضة الكوبية للقيام بانقلاب مسلح على حكم كاسترو، فقام جهاز المخابرات الامريكية بتدريب الكوبيين المعارضين في غواتيمالا وقاد العملية مدير Cia ألن دالاس والتي أطلق عليها عملية “زابارا” أو المعروف بغزو خليج الخنازير.
 
وقامت القاذفات الامريكية بشن هجوم على مطارات كوبا بهدف شل حركة المطارات إلا أن الزعيم كاسترو كان أمر بنقل الطائرات قبل يومين من العملية الامريكية بناء على معلومات قدمتها المخابرات السوفييتية.
 
وقامت السفن الامريكية المتواجدة قبالة الشواطئ الكوبية بإنزال قوات المعارضة الكوبية ودعمتها بالدبابات والمدفعية وفي ذات الوقت أنزلت أربع طائرات أمريكية 1500 مقاتل من قوات باتيستا في خليج الخنازير فتصدت لهم قوات الدفاع الشعبي بمؤازرة الجيش الكوبي والذين تمكنوا من أسر عدد كبير من المرتزقة الكوبيين والاستيلاء على دباباتهم ومدفعيتهم واعترف الاسرى بانهم تدربوا على ايدي الولايات المتحدة للاطاحة بحكم كاسترو وشكلت هذه العملية الفاشلة صدمة لوكالة الاستخبارات الامريكية وللرئيس الامريكي الذي حاول نفي علاقة امريكا بها.
 
واشتدت علاقات الصداقة مع الاتحاد السوفييتي الذي قدم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي للقوات الحكومية الكوبية، ولحماية الجزيرة من الغزو الامريكي نشر السوفييت وبأمر من الزعيم خروتشوف منصات صواريخ بالستية في كوبا ما أدى في 1962 لأازمة عالمية كادت أن تتسبب بحرب نووية بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة..
 
وبعث كاسترو رسالة في عام 1962 الى الزعيم السوفييتي خروتشوف طالبا منه شن هجوم نووي على الولايات المتحدة إلا أن السوفييت لم يستجيبوا لطلب كاسترو وقاموا بسحب الصواريخ من كوبا شريطة تعهد الولايات المتحدة بعدم غزو الجزيرة و كذلك إزالة الصواريخ البالستية من تركيا الحليف الأمريكي على حدود الاتحاد السوفييتي.
 
داخليا، اتبع كاسترو سياسة الاكتفاء الذاتي نتيجة الحصار الامريكي الذي امتد حتى عام 2015 و ركز على الزراعة والصناعة المحلية، وأولى التعليم أهمية كبيرة حتى وصلت نسبة الأمية في كوبا 0%، وفرض كاسترو التعليم الالزامي حتى المرحلة الثانوية، وتعتبر كوبا من البلدان المتقدمة من حيث حملة الشهادات الجامعية.
 
ودعم كاسترو الجيش وأصبح الجيش الكوبي ثاني أقوى جيش في امريكا اللاتينية كما أنه شارك بحروب خارجية للاطاحة بالحكومات اليمينية في الدومنيكان وبنما وزائير وبوليفيا والجزائر واليمن وإثيوبيا وغينيا بيساو والموزمبيق ودعم كاسترو علنا الحكومة الاشتراكية في نيكارغوا.
 
وتوترت العلاقات بين الفاتيكان وكاسترو بسبب اتهام البابا لكاسترو بالارتداد عن الكاثوليكية وعادت العلاقات إلى التحسن في مطلع التسعينيات، حيث سمح كاسترو لبابا الفاتيكان بزيارة كوبا بعد أن أعلن تأييد الكنيسة للاشتراكية.
 
وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي رفض كاستروا الهبات المادية من الولايات المتحدة في عام 1993 واتجه الى الصين وفنزويلا لاستجلاب الدعم لبلده المحاصر.
 
واستقال فيدل كاسترو من رئاسة كوبا ومن قيادة الجيش في 19 شباط 2008 بعد صراع دام 19 شهراً مع المرض، وتولى زمام السلطة في كوبا شقيقه راؤول كاسترو.
 
جدير بالذكر ان “الزعيم كاسترو” نجا من حوالي 633 محاولة اغتيال، أغلبها من تدبير CIA، وهو أكبر رقم لمحاولات اغتيال تستهدف شخصية سياسية، كما دأبت المخابرات الامريكية على محاولة الاساءه لشكله بعدة طرق منها محاولة استخدام السيجار المسمم والذي يتسبب باسقاط لحية كاسترو وارتباك في شخصيته، وكذلك جرت محاولة وضع ملح الثاليوم في حذاء كاسترو والذي يسبب اسقاط لحيته وتشويه صورته وجميع هذه المحاولات باءت بالفشل.
 
يذكر أن كاسترو نشر مقالات بعدة لغات في المواقع الالكترونية في كوبا وفي سفاراتها في دول العالم وربطته علاقة جيدة مع بعض الدول العربية لا سيما سوريا ومصر وغيرها من الانظمة الجمهورية، وأعلن عن تأييده لقضية الشعب الفلسطيني ضد “اسرائيل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى