فلاش

الحسكة تودع عام 2019 بحزن وغصة وتفاؤل يبقى


ودعت محافظة الحسكة سنة 2019 بالكثير من التفاؤل، لما حملته نهاية السنة من تطورات أهمها انتشار الجيش العربي السوري في المناطق الحدودية الشمالية والسيطرة على الطريق الدولي الحسكة – الرقة – حلب، بعد غياب استمر 7 سنوات.

كما حملت نهاية سنة 2019 الكثير من المآسي نتيجة عدوان الاحتلال التركي المستمر والذي بدأ في 9 – 10 – 2019 على مدينة رأس العين وقراها واحتلالها بشكل كامل، ما أدى لتهجير أكثر من 41 ألف أسرة من منازلها واستشهاد العشرات من المدنيين و إصابة آخرين.

ورغم ذلك، تعتبر سنة 2019 من السنوات الهادئة نسبياً، بمعظم أشهرها، حيث لم تشهد مدنها أي نوع من الاشتباكات والتفجيرات الكبيرة بالمقارنة مع السنوات الماضية.

باستثناء تفجيرات السيارات المفخخة التي ضربت مدينة القامشلي وريف رأس العين وعدد من الدرجات النارية المفخخة في مدن الحسكة والشدادي راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين بين شهيد وجريح .

ولم تسجل مدن محافظة الحسكة خلال عام 2019 أي نوع من الاشتباكات بين الجيش العربي السوري مع “الوحدات الكردية” و قوات “الاسايش”، غلماً أن هناك استثناءات قليلة كانت عبارة عن حالات توتر تنتهي بسرعة.

وينظر أبناء الجزيرة السورية بكافة مكوناتها إلى الاتفاق والتفاهم ودعوات الحوار بين الدولة السورية و”الوحدات الكردية” بعين التفاؤل والأمل بالوصول إلى حل سياسي وعسكري وإداري بين الطرفين، ينعكس إيجاباً عليها، وأن يكون الحل هو الخلاص وطرد القوات المحتلة.

من جانب أخر وسع الاحتلال الأمريكي من احتلاله لمنابع وحقول النفط بالرميلان والشدادي عبر إدخال العشرات من القوافل العسكرية بشكل غير شرعي، لتكون سنة 2019 السنة الأكثر دخول وخروج للقوافل الأمريكية مع تمركزها النهائي في مناطق النفط فقط.

كما اعتبر الموسم الزراعي لعام 2019 من أفضل المواسم التي مرت على المحافظة منذ سنوات طويلة، لكنه انتهى بغصات كبيرة نتيجة الفيضانات والحرائق التي اجتاحت الحقول الزراعية بفعل فاعل، وغيرها بفعل الطبيعة.

وأتى بعد هذه الغصة، قرار رئاسة الحكومة بوقف شراء القمح والشعير في المراكز الحكومية، والذي كان بمثابة الضربة القاسية الذي سبب ضرراً لآلاف الفلاحين.

وانتقالاً للجانب الخدمي، لم تشهد المحافظة التي تحولت مدنها وشوارعها إلى قرى كبيرة، أي تحسن في الخدمات، نتيجة شح الدعم الحكومي وعدم وجود أي خطط تنفيذية لتحسين الواقع من قبل السلطات المحلية.

وأزمة رغيف الخبز على حالها من سوء، على حين أن المياه تزود كل 4 أيام، علماً أن وضع الكهرباء كان الأفضل، مع دعوات بتحسنها أكثر، أما شكاوى انتشار القمامة والطرقات المحفرة فكانت بازدياد.

يودع الحسكاويون سنتهم التاسعة من الحرب مثلهم مثل كل السوريين، على أمل أن تتوقف عجلة هذه الحرب عن الدوران في يوم من أيام، هو ما يمتنون أن يكون يوما من أيام عام 2020.


عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى