العناوين الرئيسيةعلوم وتكنولوجيا

الجمعية الفلكية السورية توضّح بالمؤشرات حقيقة سخونة صيف 2022

قال مدير الجمعية الفلكية السورية، الدكتور محمد العصيري، لتلفزيون الخبر: “بما يتعلّق بصيف 2022 بالمجمل، لا نستطيع التنبؤ بفصل الصيف ووصفه بالأكثر حرارة، لأنه تنبؤ بعيد المدى، وتوقعاته ستكون غير صحيحة، ولا تستطيع أي جهة التنبؤ بحرارة الصيف، خاصةً في ظل التغيّرات المناخية التي يشهدها العالم بأكمله”.

وأضاف “العصيري”: “إلّا أن هناك ملامح ودلالات من خلال بعض المؤشرات، كتلك المرتبطة بنسبة غاز ثاني أكسيد الكربون والميتان المنطلق بالجو”.

وتابع رئيس الجمعية: “إضافةً إلى ما شهده شهر نيسان الجاري من ارتفاعات في الحرارة، بالرغم من أنه من أشهر الربيع، والتقلّبات المناخية الحادة والسريعة خلاله، إلّا أننا لا نشعر بحرارته مثل فصل الصيف لانخفاض الرطوبة خلال الربيع مقارنةً بالصيف”.

وأوضح “العصيري” أنه: “بالعودة لتسجيلات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، نجد أن شهر أب 2021 كان الأكثر سخونة فى التاريخ، وكسر كافة الأرقام التى سبق تسجيلها، وشهد عام 2021 طفرة كبيرة فى ارتفاع درجات الحرارة، وسجّل أرقاماً اعتبرها خبراء المناخ جديدة من نوعها ولم يسبق حدوثها”.

وتابع رئيس الجمعية: “حيث شهد صيف 2021 أشهر متتالية ارتفعت فيها درجات الحرارة بشكلٍ كبير، وتسببت في العديد من المشكلات، وتوصل علماء المناخ إلى قياسات تقول إن الفترة بين كانون الثاني إلى أب هي الفترة الأكثر سخونة فى التاريخ”.

وأضاف “العصيري”: “ليس هذا فقط بل أن شهر أب فقط شهد حينها ثلاث قفزات فى درجات الحرارة، وهو ما جعل العلماء يعتبرون 2021 الأكثر حراً على الإطلاق، ومن المتوقّع أن يستمر هذا حتى عام 2022”.

وأشار رئيس الجمعية إلى أن: “الأرقام القياسية التي يتم تسجيلها من عام لآخر، ومن شهر لآخر، تمثل خطراً كبيراً للغاية على العالم، فهي تسبب زيادة سخونة الأرض، وتوسع ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تهدد ذوبان الجليد وارتفاع منسوب المياه والإضرار بالكائنات الحية”.

وتابع “العصيري”: “إذا استمرت درجات الحرارة بالارتفاع، كما يتوقّع العلماء، سنواجه مشكلات الفيضانات العملاقة، الجفاف، ودمار كامل لبعض المناطق”.

وأوضح رئيس الجمعية: “الجدير ذكره أن أحدث التقارير أكّدت على أن ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي يتسبب فيها الإنسان، ستستمر لعقود، وهذا ما يتلخص من تقرير منظمة الأرصاد الجوية العالمية”.

وتابع “العصيري”: “يكفي أن نقارن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون لآذار هذا العام والمقدرة بـ 418.81 ppm مقابل 417.64 ppm لآذار العام الماضي، والنسبة الأساسية المقدرة بـ 250 ppm، لنعلم أن النسبة ازدادت للضعف تقريباً”.

وأضاف رئيس الجمعية: “بالتالي من مخطط علاقة درجة الحرارة مع زيادة هذا الغاز، نلحظ استمرار درجات الحرارة بالارتفاع، ما يدفعنا للتوقّع أن عام 2022 ذو صيف حار، وكذلك الأمر بالنسبة لغاز الميتان”.

ليختم “العصيري” حديثه بالقول: “بالنهاية هذه المشكلة هي مشكلة عالمية، وهي مشكلة ضاغطة على أصحاب القرار، لأن ما تحمله من كوارث سواء على البيئة أو الاقتصاد كبيرة جداً، ولهذا على العالم أن يجد الحل قبل أن تتفاقم المشكلة وتتأزم”.

 

وأكّد رئيس الجمعية، أنه: “نحن نقوم بتحليل المعطيات والدرسات، أما التنبؤ وإعطاء الحالة المناخية فهي عائدة للمديرية العامة للأرصاد الجوية”.

يُشار إلى أن المديرية العامة للأرصاد الجوية والجمعية الفلكية السورية، وقعتا آذار الماضي، اتفاقية تعاون مشترك، يتم من خلالها التنسيق والتعاون في المجالات المشتركة، ويبقى للأرصاد الجوية دور كبير في الدراسات والأبحاث والتنبؤات قصيرة المدى بدقة عالية، بحسب العصيري.

يُذكر أن “العصيري” أكّد من وجهة نظر “فلكية” أن الشمس بريئة من هذه التغيّرات، بالرغم من نشاطها الملحوظ خلال الأونة الاخيرة، والمتمثل بوجود عدد من البقع على سطحها.

شعبان شاميه – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى