موجوعين

“جمانة” التي قتلها الفيسبوكيون على الرصيف وتباكوا عليها .. حيّة ترزق

تداولت صفحات “فيسبوكية” و”فيسبوكيون” سوريون صورة لسيدة مستلقية على رصيف بجانب الحديقة المعروفة في دمشق بحديقة “الفورسيزنز” نسبة للفندق الشهير في العاصمة الذي تعد الحديقة امتداداً له.

وحملت صورة السيدة التي تم تداولها تعليقات كثيرة كانت في أغلبها تقول أن “هناك سيدة توفيت على أرصفة دمشق” مع كثير من العبارات المحملة بمعاني الإنسانية المعتادة هذه الأيام .

وكان تلفزيون الخبر نشر قبل عام ونيف قصة السيدة ذاتها والتي تدعى “جمانة قصاص” المصابة بمرض السرطان والمنتظرة لمن يلهف لحالها ويساعدها في تأمين مصاريف علاجها.

وروت السيدة لتلفزيون الخبر حينها قصتها مع عناء مرضها الخبيث الذي لايقل خبثاً عن واقعها مع التشرد في الوقت الذي كانت تفترش فيه ركناً بمقدار متر ونصف بجانب الحديقة، ذاتها.

السيدة المريضة اليوم و بعد عام وأكثر، عن نشر تلفزيون الخبر لقصتها أسوأ حالاً، لاسيما بعد وضع إدارة الفندق الشهير حواجزاً بيتونية شلّت ماتبقى من قدرتها على الحركة، فباتت تجوب أركاناً كثيرة من الحديقة حاملة متاعها باحثة عن ماتيسر لها من زاويا تلقي فيها تعبها”، وفق ماقالت لتلفزيون الخبر الذي عاود زيارتها.

تعب “جمانة” من تداعيات مرضها، وبعد أن سُلِب ركن راحتها الدافئ على جانب الحديقة، وفقاً لسياسات الأمان التي اتبعها واضعو تلك الحواجز، دفعها قبل نحو أسبوع أو أكثر بقليل، وفق ما بينت السيدة لتلفزيون الخبر، للاستلقاء أرضاً لتسارع إحدى العدسات وتلتقطها، ويتم نشرها على أنها جثة ملقاة على الرصيف ويتم تداول الصورة.

السيدة جمانة تقول لتلفزيون الخبر: إنها “لاتعبأ بالصور والشعارات ولا يهمها من يرأف لحالها من خلال نظرات الشفقة، وتعاود مناشدتها لمساعدة حقيقة تجد من خلالها مأوى يحتضن مرضها وبرد شتائها”.

سنة واحدة و أكثر بقليل تفصل لقاء تلفزيون الخبر الأول “لجمانة” عن الثاني، لتتولى هذه المدة الزمنية مهمة الإيضاح حيث لاحاجة لسرد الوقائع ولا لأسئلة أكثر، فمقارنة بسيطة بين قسمات وجهها ونقصان وزنها الواضح بين الأمس واليوم، تجيب عن الكثير.

و يشار إلى أن المرأة الأربعينية جمانة قصاص أكدت لتلفزيون الخبر خلال لقائه الأول بها أنها شُرِدَت بسبب ظروف الحرب بعد أن هدم منزلها في منطقة المليحة لتبقى بلا ملاذ، و تصاب بعدها بمرض السرطان.

يذكر أن الشعب الذي تباكى على السيدة التي “ماتت“ على الرصيف، على حد زعمه، وبكى عليها، هو ذاته الذي قرأ حكاية بؤسها وشقائها ومرضها ، قبل أكثر من عام ، لكنه حينها، لم ينزل إلى الشارع حيث تنام ليساعدها“، واكتفى بالدعم “الفيسبوكي“ .

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى