فلاش

يوم وفاة المظلوم وميلاد العبقري واحد .. جوزيف وزياد “قدر”

على الرغم من افتراقهما منذ وفاة المظلوم، إلا أن ثنائية زياد الرحباني وجوزيف صقر ما زالت حية لليوم، وبزخم واحد منذ بدأت حتى اللحظة ما زال محبوهما يتداولون الأغاني والمسرحيات التي جمعتهما.

1 كانون ثاني من عام 1997 كان يوم وفاة العظيم المظلوم، طبعاً إعلامياً، ابن قرية قرطبا في محافظة جبل لبنان، المعروف باسم جوزيف صقر.

1 كانون ثاني من عام 1956 كان يوم مولد العبقري المثير للجدل حتى اليوم، الذي تمرد على إرث والديه العظيمين، عاصي وفيروز، زياد الرحباني.

كل المقابلات الصحفية التي أجريت مع من عاصر جوزيف أجمعت على أوصاف كلها تصب في مصب واحد، “البسيط” “الآدمي” “الدرويش”، إحدى المقالات خط صاحبها أن “جوزيف في مسرحية بالنسبة لبكرا شو لم يكن يمثل، كان نفسه”.

فيما زياد، الذي بدأ مشواره، قبل مشروعه في الجاز الشرقي وقبل التأليف والتلحين والمسرح الساخر، مع الأدب بديوان شعر في سنينه الأولى أسماه “صديقي الله”، هو المتمرد الذي اعتنق الشيوعية فيما بعد.

بدأ جوزيف صقر مع الرحابنة في كورال السيدة فيروز، ومثل في مسرحيات عدة مع عاصي ومنصور، فخر الدين وهالة والملك ولولو وميس الريم.

كان أحد أهم إبداعات زياد الرحباني هو جلب جوزيف من كورال فيروز ووضعه على المسرح لوحده، ليعرف أبناء هذه المنطقة إحدى أفضل الثنائيات المسرحية والغنائية، التي كانت نتاجاً للحرب الأهلية اللبنانية.

أنا لي عليك مشتاق، يا نور عنيا، الحالة تعبانة يا ليلى، بما إنو، لي عم تعمل هيك، عايشة وحدا بلاك، مربى الدلال، وغيرها الكثير من الأغاني التي مازالت تصنف على الرفوف الأولى، بصوت نقي ولكنة ساخر أقرب من أي توصيف للواقع.

أعاد نشر مسرحية “بالنسبة لبكرا شو” لمحبي الثنائي الظلم المجحف بحق عبقرية جوزيف المسرحية، فأغلب مسرحيات الثنائي الناجحة كانت بلا تصوير، وحين عرضت “بالنسبة لبكرا شو” أجمع الكثيرون أن “رامز” بقبعته القروية كان أجمل ما فيها.

فيما زياد الرحباني الذي يتهمه البعض بأنه “موضة”، ولكن موضة من منتصف السبعيات في القرن الماضي لازالت موضة؟، فيما يرى محبوه أن زياد كغيره من الأدباء الصادقين، كتب شيئا مخلداً، فأهم صفات الأدب هو الخلود، لأنه ليس “موضة وبتخلص”.

“وع سيرة الخلود”، محبو زياد من السوريين اكتشفوا في الحرب الحالية معان جديدة لجمله التي لطالما تداولها، “عبوة عبوة مافي الشي”، “حامل ليرة بتسوى ليرة”، “قرب لمضيلك بقلم ستسلو كل الشعوب بمرا حتفيق”، “شي غريب كيف ماشي مخشخش من دون خشخاشة والفيلم مكفى وفاهمينو شايفينو من دون شاشة”.

يتابع من عام 1997 العبقري نتاجه من دون رفيقه المظلوم، مفضلاً عدم الحديث عنه نهائياً، وإن مر عليه في لفتات قليلة منها رده في مقابلته مع الفنان بسام كوسا على سؤال “قديش أذاك غيابو لجوزيف صقر؟”، ليرد زياد “عطبنا العادة حتى لهلق، ما بحب فكر بهالشي”.

زياد الرحباني كان سبق له أن اختصر ثنائيته مع جوزيف صقر بالقول “ماحدا يفكر انو رح يحل محلّ جوزيف لا هلق ولا بعدين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى