محليات

رغم الحزن.. الآشوريون في قرى الخابور يستقبلون عيد الميلاد

مع اقتراب عيد الميلاد و رأس السنة الميلادية، وكما جرت العادة مع بداية شهر كانون الأول من كل عام، ترتدي منازل أبناء الشعب السوري الآشوري في قرى الخابور ببلدة تل تمر غربي الحسكة حلة العيد.

وتزين النجوم الملونة والأجراس والشموع حدائق ومنازل الخابوريين، لتذكِّر الزائرين بالرموز السماوية التي قادت المجوس لمغارة بيت لحم في فلسطين المحتلة.

وبداية الاحتفالات في بلدات و قرى الخابور الآشورية، كمثيلاتها في المدن الأخرى في محافظة الحسكة، حيث تبدأ بتزين شجرة الميلاد، وتبدأ النسوة بتجهيز الحلويات و المأكولات، وفي يوم 25 الشهر الحالي يقام القداس الإلهي في كنيسة القديسة في بلدة تل تمر، و يوم 27 الشهر حفلة “بابا نويل ” لأطفال الخابور في الكنيسة نفسها.

وقال الشاب جيمس هرمز، من أبناء بلدة تل تمر، لتلفزيون الخبر “ثمان سنوات مضت على الحرب، تغيرت خلالها كل تفاصيل حياتنا، ولكن بقيت طقوس أعيادنا المقدسة لا تتغير، يأتي العيد مزيناً لنفوسنا قبل بيوتنا، ويبقى الخابور البيت الكبير الذي يلبس ثوب الفرح رغم الحزن”.

وأوضح جيمس هرمز أن “عدد الآشوريين الحاليين يقارب 2000 شخصاً، بعد أن كان عددهم يفوق 15 ألف نسمة في قراهم، التي تهجروا منها، وسافر الجزء الأكبر منهم نتيجة الظروف”.

بدورها، قالت السيدة نوال هرمز لتلفزيون الخبر إنه “لعيد الميلاد المجيد مميزات خاصة، وله أجواء جميلة ومتميزة”.

وبينت هرمز أن “الخابور حاله كحال باقي المدن، يستعد لاستقبال هذه المناسبة العظيمة، ذكرى ميلاد مخلصنا يسوع المسيح، وتشمل التحضيرات أولاً تزيين الشجرة التي ترمز لإبراز نور المسيح، وتجهيز المأكولات و الحلويات”.

وتابعت نوال “وهذا العيد جاء ليدخل الفرحة لقلوب الجميع من مختلف الفئات والأعمار، وهذه التحضيرات تتم بأجواء جميلة، ومن خلالها نرى السعادة و الابتسامة على وجوه جميع المحتفلين، بالأخص الأطفال، وبهذه التجهيزات نبرهن على فرحنا بميلاد المسيح، الفرح الذي يعد أكبر من الحزن الذي زَرَعَتهُ الحرب في الأرض خلال السنوات الثمانية الماضية”.

وكانت بلدة تل تمر شهدت قبل ثلاث سنوات تفجير ثلاث سيارات مفخخة من انتحاريي “داعش”، مساء الخميس 10 – 12 -2015، راح ضحيتها 28 شهيداً مدنياً، إصابة العشرات، بالإضافة للدمار و الخراب الكبير في الأبنية السكنية والمحال التجارية حيث تدمر 59 منزلاً و محلاً.

كما اختطف تنظيم “داعش” في 23 شباط من عام 2015، 235 مديناً آشورياً عقب احتدام المعارك بينه وبين “وحدات الحماية الكردية”، وهجومه على القرى والبلدات ذات الغالبية السكانية الآشورية في ذلك الوقت، وتم الإفراج عنهم بعد دفع فديات مالية على دفعات.

عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى