فلاش

موسم الحرائق في ذروته.. زراعة اللاذقية تتسلّح بخطتها السنوية وبحاجة لدعم بوجه “تجار الحروب”

في فصل الخريف يصل موسم الحرائق إلى ذروته وخاصة في محافظة اللاذقية حيث تزداد الرياح الشرقية الجافة وتنخفض الرطوبة النسبية، الأمر الذي يؤدي إلى سرعة انتشار النيران وازدياد شدتها وبالتالي صعوبة إمكانية السيطرة عليها.

فعند كل حريق ينشب هنا أو هناك في اللاذقية، يؤكد أهالي المناطق والقرى والبلدات على امتداد خطوط اشتعال نيران الحرائق أن “فصل الشتاء يعتبر موسماً بالنسبة إلى تجار الحطب في ظل ارتفاع أسعار المازوت”.

ويضيف الأهالي لتلفزيون الخبر “جرت العادة أن تسبق فصل الشتاء الكثير من الحرائق التي تأتي على الأحراج والغابات بالإضافة للموسم الدائم بالنسبة للفحم وخاصة للأركيلة، الأمر الذي جعل من مسلسل الحرائق فرصة لتجميع الفحم وبيعه وهي تجارة لا شك مربحة خاصة أن رأسمالها عبارة عن جهد يقتصر على إشعال الحريق ومن ثم التحطيب أو التفحيم”.

ويطالب الأهالي “بضرورة إيجاد حلول عملية لوضع حد للتعديات الجائرة على الحراج والغابات ولجم المعتدين وكل من يقف خلفهم من مستفيدين سواء من أجل التفحيم أو التحطيب أو لغايات أخرى ذات أهداف ربحية تصب في جيوب “سماسرة الحريق”.

مدير مصلحة الحراج في اللاذقية باسم دوبا قال لتلفزيون الخبر إن “الحرائق تعتبر التهديد الأكبر للغابات فقد تلتهم مساحات كبيرة جداً خلال وقت قصير في حال توفر الظروف الجوية المناسبة لانتشار الحرائق من رطوبة متدنية وارتفاع بدرجات الحرارة ورياح شديدة السرعة، الأمر الذي يتطلب جاهزية دائمة من العاملين في إخماد الحرائق”.

ولمكافحة حرائق الغابات، أوضح دوبا أن “مديرية الزراعة أقرت خطة سنوية لإدارة مكافحتها، تتضمن وضع آلية للاستفادة من جميع الإمكانيات المتاحة لدى مديرية الزراعة بالإضافة للصعوبات والمقترحات”، مضيفاً “اتخذت المديرية كافة الإجراءات الخاصة بمكافحة الحرائق الزراعية والحراجية”.

وعن الإمكانات المتوفرة، بيّن دوبا أن “لدى المديرية خمسة مراكز إطفاء موزعة على الحفة، زاما، القرداحة، القليلة، بلوران، بالإضافة إلى 34 إطفائية مع ثلاثة صهاريج تغذية، وعشرة سيارات نقل عمال، 19 جرار مع مقطورة، 16 فرقة تدخل سريع، 10 أبراج مراقبة”.

وأكد أن “الإمكانيات المتوفرة بحالة فنية جيدة والفرق على اتصال مباشر مع غرفة العمليات في مديرية الزراعة الجاهزة على مدار الساعة لاستقبال الاتصالات على الرقم المجاني 188 والتعامل الفوري مع أي حريق”.

وبالتوازي مع جاهزية الإمكانيات المادية، شدد دوبا على “أن الكادر البشري العامل في مجال إخماد الحرائق بكامله مستنفر بشكل دائم سواء فرق الإطفاء ضمن المراكز أو فرق التدخل السريع المنتشرة على مستوى المحافظة وحتى عمال الأبراج”.

وأردف دوبا: “هذه الأرقام تعد جيدة على مستوى المحافظة حيث يتم العمل والسيطرة على الحرائق بأقل المساحات مع الطموح الدائم لزيادة عدد الآليات العاملة بإخماد الحرائق نظراً لصعوبة تضاريس المواقع الحراجية في المحافظة”.

كما استعرض دوبا عدد الحرائق في السنوات الماضية وخلال العام الحالي، مبيناً أنه “في عام 2016 كان عدد الحرائق الحراجية (254) حريقاً و(1050) حريقاً زراعياً، أما في عام 2017 كان عدد الحرائق الحراجية (100) حريق، و(704) حرائق زراعية، بينما في عام 2018 وحتى تاريخ 10 أيلول الجاري، بلغ عدد الحرائق الحراجية (43) حريقاً، و(428) حريقاً زراعياً”.

كما أشار دوبا إلى أن “المديرية قامت بترميم معظم الطرق الحراجية في المواقع الحراجية، من أجل سهولة التحرك والتعامل مع الحرائق”.

وفيما يتعلق بالتعديات على الغابات، أكد دوبا “أنه مادامت الغابات الخضراء موجودة فسيبقى هناك تعديات عليها”، مشيراً إلى أنه “يتم التعامل مع المخالفين عبر تنظيم ضبوط وإحالتهم للقضاء ومصادرة عدد كبير من الآليات التي تقوم بعمليات تهريب الأخشاب والحطب التي لا تحمل ترخيصاً”.

دوبا الذي بيّن أنه “منذ بداية العام وحتى تاريخ 30-8 تم تنظيم 303 مخالفة بين قلع وحرق وقطع وتفحيم وكسر”، أكد أن “الإجراءات التي يتم اتخاذها بموجب قانون الحراج غير رادعة لبعض المخالفين”
مضيفاً “نحن بحاجة إلى مؤازرة جهات أخرى لضبط كبار المسيئين الذين يرون أنفسهم فوق القانون ولا تستطيع مخالفتنا لهم أن تلجمهم عن الاستمرار في التعدي على الغابات والحراج”.

يشار إلى أن محافظة اللاذقية وجهت مؤسسة المياه ومديرية الصحة بتسليم خزانات المياه الموجودة لديها إلى مديرية الزراعة، لاستخدامهم كمركز ومنهل مائي لتزويد صهاريج الإطفاء بالمياه وتحسين أداء فرق العمل وتأمين حاجة الدوائر وأهالي المناطق الفقيرة بالمياه الجوفية.

صفاء إسماعيل – تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى