فلاش

عمليات التجميل في دمشق .. واقع الصبايا ودخول الشبان على الخط

مرايتي..يا مرايتي… ربما أخفقت تلك المرآة وربما لم تخفق، المرآة تلك الأداة التي لايمكن لأي أنثى أن يستمر يومها دون الوقوف أمامها، لتعطيها النتيجة التي ترضى عنها، و أصبحت مؤخراً هاجساً لبعض الرجال أيضاً.

لكن المؤرق بالنسبة للكثيرين، أن تكون نتيجة معاينة المرآة ليست مرضية، مما يدفعها للجوء إلى ما يعدّل ويقوّم، ويصلح ما يزعجهم، ويضعف ثقتهم بأنفسهم، “حسب أقوالهم”.

دانية ، الفتاة ذات العشرين عاماً، تتحدث لتلفزيون الخبر عن مشكلتها التي كانت تعاني منها قبل لجوئها لتلك العملية التي” غيرت مسار حياتها”، قالت: “لم يكن لدي شفاه، وأمي كانت تؤكد أن شفتاي رقيقتيان، وهذا كان من مواضع الجمال عبر التاريخ، لكن الموضة “موهيك”، إلى أن لجأت لعملية نفخ الشفاه.

بينما أم دانية، أكدت لتلفزيون الخبر أن “معايير الجمال احتلفت عما كانت عليه في الماضي، فالفم الصغير كان من معايير الجمال سابقاً”

وسارة التي كان يؤرقها أنفها الذي يأخذ حجماً كبيراً من وجهها كما وصفت ذلك، تقول لتلفزيون الخبر: “أتعرض كثيراً للسخرية والتعليقات اللاذعة ممن حولي”.

وتابعت: “هذا الأمر أحرجني كثيراً وعزلني في كثير من الأحيان عن محيطي لأتفادى سماع ذلك، ورغم ذلك هي تخاف من إجراء جراحة تجميلية مع العلم أن جميع المحيطين بها يشجعوها على ذلك”.

أما “ليندا” الأربعينية التي تطلقت بسبب إجراءها لعملية تجميل كي ترفع خديها، قالت لتلفزيون الخبر: “طلقني زوجي لدى عودته من السفر بسبب عملية التجميل التي كنت أحلم بها، لكن ذلك لم يزعجني مطلقاً، “هو عقله متحجر”.

حنين الطالبة الجامعية، تقول لتلفزيون الخبر ” مستحيل أن أتزوج لو بقيت على هذه الحال، كنت أخجل دوماً من شكل أسناني، ولا أظهر ضاحكة في أي صورة، حتى إنها لا ترضى أخذ صور “سيلفي، ماجعلها تقوم بعملية تجميل لفكها”.

حيث أصبح اللجوء لعمليات التجميل هاجساً لدى العديد من النساء والرجال، لكن الملفت، أن تلك العمليات لم تعد تقتصر على إجراء عمليات ضرورية مثل عملية الشفة الأرنبية، أو آثار الحروق على الجلد، أو آثار الحمل والترهلات، أو آثار الجروح والكسور.

بل باتت تشهد طفرة كبيرة تثير الكثير من التساؤلات، وتشكل نوعاً من الهروب من الواقع، وهناك الكثير من الحالات التي تكرر عمليات التجميل تباعاً للوصول للنتائج المرضية.

و أكد طبيب التجميل “منير أسعد ” لتلفزيون الخبر أن تطور الحياة الاجتماعية العامة، وتطور مستوى الوعي والحالة الثقافية، لدى الناس ساعد كثيراً على انتشار عمليات التجميل.

وأضاف الطبيب: أن “الرجال يقبلون بشدة بشكل كبير مؤخراً على القيام بعمليات التجميل، و يرتبط ذلك مع تسلمهم بعض المناصب التي تقتضي الاهتمام بالمظهر بشكل أساسي مثل موظفي البنوك وشركات التأمين والإعلام”.

حيث تحدث الشاب الثلاثيني حسام لتلفزيون الخبر عن تجربته مع عملية التجميل التي تخلّص بها من مشكلة عدم وجود ذقن له، حيث قام بعملية زراعة الذقن، التي أعادت له ثقته بنفسه وفق قوله، “لأنها موضة”.

وقال سامح ذو الخمسة وعشرين عاماً لتلفزيون الخبر: “ليس من الممكن أن أمضي عمري وأنا بهذا الأنف، كنت أنام وأستيقظ وأنا أفكر كيف من الممكن ان أتخلص من شكله المحرج، إلى أن قمت بعملية التجميل التي أوصلتني إلى مبتغاي”.

بينما أكد الطبيب لتلفزيون الخبر أن “عمليات التجميل تخضع للترويج الذي تقدمه وسائل الإعلام والانترنت حول هذا الموضوع لأنه أصبح موضوعاً دسماً و لا تخلو محطة إعلامية منه، وكذلك لأنه أصبح ثقافة عامة مع تطور الحياة وانفتاح الحياة الاجتماعية والاقتصادية.”

وفي جانب آخر، قال الطبيب: “كلما استمرت الحرب زادت التشوهات الناتجة عن القذائف تحديداً، وفي ظل الأزمة التي يعيشها وطننا فإننا كأطباء تجميل نعمل أكثر على الجراحة الترميمية والتصنيعية الناتجة عن الضياع المادي لأحد أجزاء الجسم أثناء التعرض للقذيفة أو شظاياها”.

يذكر أن هناك الكثير من الاختلاطات التي تشوب عمليات التجميل كالقيام بعمليات فاشلة وموت مرضى وتشويه وتحرش جنسي أثناء العملية بالإضافة إلى النصب والاحتيال، لذا من المهم اختيار جراح التجميل الصحيح، في الوقت الذي أصبحت فيه واقع لايتجزأ عن مجتمعنا.

 

روان السيد – تلفزيون الخبر – دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى