“pomato” .. أول بحث سوري يوفر ثمار البندورة ودرنات البطاطا في نبتة واحدة
قدم الدكتور السوري في الهندسة الزراعية علاء سهيل ابراهيم، وهو باحث بالهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية واختصاصي زراعة محمية تطعيم شتول خضار، بحثاً سورياً جديداً من خلال الحصول على التركيب النباتي المسمى Pomato في سوريا.
وأوضح “ابراهيم” لتلفزيون الخبر أن “بحثه تمثل بالحصول على نبات مطعم مجموعه الخضري بندورة ومجموعه الجذري بطاطا ما يسمح بالحصول على ثمار بندورة ودرنات بطاطا في نفس الوقت”.
وأضاف “من خلال البحث المستمر تم الحصول لأول مرة في سوريا، على التركيب النباتي المسمى عالمياً Pomato”، على اعتبار الفكرة منتشرة مسبقاً في بعض دول جنوب آسيا وغيرها”.
وأوضح الدكتور أنه “تم ذلك من خلال تطعيم شتول البندورة على نبات البطاطا بعد عدة محاولات تم فيها توفير الظروف البيئية التي تضمن نجاح التئام أنسجة الطعم مع أنسجة الأصل”.
ولفت إلى أن “النتائج الأولية أشارت إلى استمرار نمو الطعم والأصل لعدة أشهر ما يضمن إمكانية الحصول على محصولين مختلفين من نبات واحد”.
وأشار إلى أنه “يكمن مبدأ الفكرة في إمكانية تطعيم نباتين من نفس العائلة النباتية أو من نفس الجنس، أحدهما يكون الطعم الذي يتميز بنمو وإنتاج جيد كماً ونوعاً لكن غير مقاوم للظروف البيئية أو لآفات التربة”.
وتابع “ابراهيم” “ليأتي دور الأصل الذي يتميز بمجموع جذري قوي النمو ومقاوم للظروف البئية وآفات التربة ويتوافق مع الطعم المستخدم”.
وأردف “أما في حالة نبات Pomato فيتم الحصول عليه بتطعيم البندورة على البطاطا اللذين ينتميان إلى العائلة الباذنجانية من أجل الحصول على محصولين مختلفين في وقتٍ واحد بعد توفير الظروف البيئية الملائمة لنمو هذا التركيب النباتي”.
ولفت الدكتور “ابراهيم” إلى أنه “سيتم البحث في المرحلة القادمة عن التركيب النباتي الأمثل من Pomato من أصناف البندورة والبطاطا المنتشرة محلياً وإمكانية توافقها عند التطعيم بشكل مثالي”.
وأكمل “وذلك لضمان الحصول على محصولي البندورة والبطاطا بشكل اقتصادي يساهم في توفير المساحات المزروعة واستثمارها بشكل أعظمي مع ضمان زيادة الإنتاج والدخل في وحدة المساحة”.
وعن المشاكل والسلبيات، تحدث الدكتور أنه “لا يعبّر الحصول على نبات مطعم ونموه في الأرض الدائمة بالضرورة على ضمان زيادة الإنتاج والربح الصافي، وإنما ممكن أن يحصل العكس تماماً، لأن بعض التراكيب النباتية التي نحصل عليها بالتطعيم تنخفض إنتاجيتها أحيانا أو تصبح أكثر حساسية للظروف البيئية”.
إضافة إلى “الآفات مقارنةً بالنباتات غير المطعمة، ما يتسبب في حدوث خسائر فادحة عند زراعة شتول خضار مطعمة غير مدروسة، وهذا ما يحدث حالياً عند مزارعي الزراعات المحمية في الساحل السوري”، وفقاً للدكتور “ابراهيم”.
وأكمل في معرض حديثه عن السلبيات، أن “الفلاحين يشترون شتول بندورة أو خيار أو باذنجان مطعمة مجهولة المصدر بأسعار مرتفعة، لتظهر أعراض عدم التوافق وضعف النمو والحساسية للأمراض وتدني الإنتاج مقارنةً مع النباتات غير المطعمة، ما جعل العديد من المزارعين يعزفون عن شراء الشتول المطعمة ويأخذون فكرة سيئة عن التطعيم”.
وعن التطلعات والآمال، أشار “ابراهيم” إلى أنه “لا بد من الإضاءة على مجال تطعيم شتول الخضار الذي يحتاج الدعم سواء من قبل الحكومة أو القطاع الخاص ما يساهم في زيادة التعمق في الأبحاث والتسريع بإنجازها خاصةً أن ما توصل إليه هو اجتهاد شخصي وتجربة صغيرة”.
“حيث قام بإجرائها ضمن حديقة المنزل دون أي دعم، إذ أن إجراء بحث كهذا ضمن الموارد المحدودة المتاحة له حالياً سيتطلب وقت طويل جداً”، بحسب الدكتور.
وأضاف “مع العلم أن الحصول على شتول مطعمة موثوقة يكون الأصل فيها متوافقاً مع الطعم ومقاوماً للظروف البيئية ويساعد في زيادة الإنتاج والدخل مع إمكانية خفض سعر الشتول المطعمة باعتماد أصول محلية عوضاً عن الأصول المستوردة ذات التكلفة العالية أمر مهم”.
ولفت إلى أن “الأمر ليس صعباً بقدر ما يحتاج إلى إرادة ودعم الجهات المعنية، ما يؤدي لإزالة السلبيات والشكوك حول تقنية تطعيم شتول الخضار والاستفادة منها بالشكل الأمثل”.
يذكر أن الدكتور علاء سهيل ابراهيم، مواليد دمشق عام 1985، يقيم في بانياس- طرطوس، ويعمل في محطة بحوث سيانو – مركز البحوث العلمية الزراعية في اللاذقية منذ عام 2009.
كما أن الدكتور “ابراهيم” حائز على دكتوراه في الهندسة الزراعية اختصاص بساتين بتقدير امتياز عام 2017 عن بحث بعنوان “دراسة تأثير تطعيم الخيار Cucumis sativus L، ونشر 7 مقالات علمية حول تطعيم شتول الخضار والحمضيات والمشاركة في عدة ندوات ومؤتمرات علمية ودورات تدريبية.
تلفزيون الخبر