عادت المدرسة.. كيف نهيئ الأطفال نفسياً وجسدياً لعودة الدوام في ظل جائحة كورونا؟
تضع العودة إلى المدرسة هذا العام السوريين أمام تحدٍ جديد، ضروري لكنه غير مضمون النتائج، وأمام واقع الحال المستجد، يبدو الارتباك والقلق سيد الموقف، ومع الإجراءات التي أعلنت وزارة التربية اتخاذها لحماية الأطفال وتأمين عودة آمنة، يبقى أمام الأهل دور في تهيئة الطفل نفسياً وتعليمه العادات الصحية الضرورية.
وحول ذلك، أشارت الأخصائية التربوية والنفسية، دانيا حوراني، إلى أن ” المدرسة مهمة جداً للطفل، فهي تساهم بتكوين شخصيته ولها دور أساسي في صحته النفسية، وبسبب عدم وجود بديل حالي عن المدرسة في سوريا، فمن المهم تهيئة الطفل بشكل سليم لعودته إلى مقاعد الدراسة”.
وأضافت ” الجميع من أهال وطلاب مرتبك في ظل وجود جائحة كورونا والتحذيرات من التجمعات، والخوف مبرر، لكن يجب التقليل منه باتباع خطوات بسيطة”.
وتابعت حوراني ” تشكل عودة المدارس في الأحوال العادية مصدر توتر للطفل، بسبب تغيير الروتين الذي اعتاد عليه في العطلة طويلاً، لذلك من الضروري أن نبدأ بتغير عادات النوم والاستيقاظ قبل اسبوع على الأقل من بداية العام الدراسي”.
وأكملت الأخصائية “من المهم أيضاً أن ندع الطفل يختار أدوات ومستلزمات المدرسة بنفسه، أو على الأقل المساعدة في ترتيبها، وخلق حالة من الاهتمام لديه”.
وأردفت حوراني “من المهم أيضاً جعل الطفل شريكاً بالقرار، فيختار مثلاً من سيوصله إلى المدرسة في اليوم الأول، ويقوم بنفسه أو يشارك بوضع برنامج دراسي خاص به، وتنظيم عاداته اليومية في أيام الدراسة”.
وفيما يتعلق بالأوضاع الحالية، في ظل انتشار فيروس كورونا، أوضحت حوراني أنه “من المهم قبل بداية العام شرح المعلومات المتعلقة بالفيروس، واستخدام لغة واضحة ومبسطة وملائمة لعمر الطفل”.
وأكملت “وكذلك تدريبهم بشكل كامل على استخدام أدوات الوقاية الشخصية واتباع العادات الصحية كغسل اليدين، واستخدام المناديل الورقية أثناء السعال أو العطاس، والإجابة على جميع تساؤلاتهم بحب واهتمام”.
وأشارت الأخصائية إلى أن “الاستعانة بالرسوم والقصص والفيديوهات تساعد كثيراً بهذا الخصوص، خاصة إذا ما طلبنا من الطفل تصور شكل الفيروس ورسمه وتلوينه، خاصة لدى من يعانون من الخوف الشديد من المرض، أو ما تابعوه خلال الفترة الماضية عن المرض، أو في حال وجود إصابة لدى أحد الأقارب أو وفاة أحدهم بسبب الفيروس”.
ولفتت حوراني إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي “التوضيح للطفل أنه ليس من العيب الإصابة بالمرض، وأنه مرض عادي وعلينا فقط حماية أنفسنا بالطريقة الصحيحة، والطلب منه إخبار أصدقاءه بطرق الوقاية التي تعلمها في المنزل”.
وأكملت حوراني “يتأثر الأطفال جداً بردود الفعل العاطفية التي تظهر لدى الأهل، لذلك من المفروض عدم تداول الشائعات أمام الأطفال، خاصة طلاب المرحلة الابتدائية”.
ونوهت الأخصائية إلى أن “مسؤولية الأهل تقع في تعاملهم مع مخاوف أولادهم، وليس مكافحة هذه المخاوف، المهم هو مساعدة الأطفال في اكتساب استراتيجيات بناءة لتعامل الطفل مع مخاوفه، من خلال طمأنة الطفل وتهدئته وعدم السخرية منه ومحاولة إقناعه بأن مخاوفه غير منطقية، كما يجب تشجيع الطفل على التعبير عن مخاوفه والاستماع له باهتمام”.
وتابعت ” لا ينتهي دور الأهل مع بداية المدرسة، بل من الضروري المتابعة بشكل دائم، وسؤال الطفل عن يومه المدرسي، والاستفهام عما يسمعه من أصدقائه في المدرسة، ومناقشته ما اذا كانت صحيحة أو لا”.
وختمت حوراني بالتذكير بأن ” مهمة الأهل الدائمة تعليم أطفالهم كيفية مواجهة الحياة عن طريق الحب والاهتمام، وتهيئة الطفل نفسياً لا تقل أهمية عن تجهيزه جسدياً”.
وكانت منظمة الصحة العالمية أوصت أن تعود الحياة لطبيعتها مرة أخرى، ولم توصي بعدم عودة المدارس، مبينة أن الاستعدادات ستختلف من دولة إلى أخرى، حيث يجب تمهيد عودة الدراسة واتخاذ كافة الإجراءات التي تمنع انتشار عدوى فيروس كورونا وغيره من الفيروسات، لضمان وسلامة جميع أفراد المجتمعات.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر