من هي الرسامة صاحبة اللوحة التي لفتت الأنظار في منزل فيروز؟
لفتت لوحة للسيدة فيروز في عمق الصورة التي جمعتها بالرئيس الفرنسي ماكرون، غداة زيارته لها مطلع الشهر، وبعد الانتشار الواسع للصورة، دارت تساؤلات عمن رسم هذه اللوحة، التي لم تغير مكانها منذ نحو 3 عقود؟
وفقاً لمصادر عدة، الفنانة “سيسي سرسق”، هي من رسمت لوحة فيروز في العام 1980، أي قبل أربعين سنة.
وسيسي فنانة كرواتية الأصل، تنقلت في أكثر من دولة عربية وأجنبية، قبل أن تستقر في لبنان، حيث عاشت الفترة الأطول من حياتها بعد 20 عاماً أمضتها في مصر.
ولدت جوستينا (سيسي) توماسيو في مدينة سبليت بكرواتيا، لأب يعمل في السلك الدبلوماسي اليوغوسلافي.
وتنقلت كثيراً في طفولتها وشبابها، بسبب عمل والدها، إذ أمضت 4 سنوات في إيطاليا، ثم 5 سنوات في النمسا، والتحقت بمدرسة الفنون في بلغراد، لكنها تابعت تعليمها في أنقرة لمدة 4 سنوات.
بعد ذلك انتقل والداها إلى إيران لمدة 5 سنوات، قبل أن يستقر بهما الحال إلى مصر العام 1945.
عندما احتاج والداها للسفر مرة أخرى، قررت سيسي البقاء في القاهرة، وحصلت على وظيفة تابعة لوزارة الإعلام.
في إحدى الحفلات، التقت بالأمير اللبناني “حبيب سرسق”، الذي تزوجته عام 1947، وانتقلت إلى ما كان يُعرف بقصر الجزيرة الشهير في القاهرة، لتعيش معه ومع عائلته التي كانت تمتلك القصر، حيث كان يقوم بخدمة العائلة نحو 120 عاملاً وعاملة.
وعائلة سرسق أسرة لبنانية أرثوذكسية، وإحدى العائلات الأرستقراطية السبعة التي كانت تحكم لبنان.
وتمكنت العائلة من تأسيس نفوذها وثروتها في عهد الدولة العثمانية، من خلال التجارة والاستيراد والتصدير وامتلاك العقارات.
وتذكر سيسي في مقابلة إعلامية، أن حماتها منعتها من الرسم في الفترة التي عاشت فيها بقصر الجزيرة، خوفاً على سجاد القصر الفاخر، فوصفته سيسي لاحقاً بأنه كان “قفصاً ذهبياً” بكل ما للكلمة من معنى.
ولكن عندما أمم الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر القصر العام 1962، خسرت العائلة ممتلكاتها في القاهرة، وانتقلت إلى لبنان العام 1965.
من قصر الجزيرة، انتقلت سيسي إلى قصر سرسق الذي بُني عام 1860، وسرعان ما انخرطت سيسي في الحراك الفني، واستكملت عشقها للرسم والفنون.
سافرت سيسي حول العالم، وعرضت أعمالها في نيويورك وبالم بيتش وروما وباريس ولوزان وبلجيكا، كما كانت تعرض أعمالها في القاهرة وبيروت تقريباً كل عام.
لم تُشر سيسي في أي من مقابلاتها الإعلامية إلى العام الذي قررت فيه العودة إلى كرواتيا، لكنها عادت إلى مسقط رأسها أخيراً حيث توفيت العام 2015.
يذكر أن لوحة مميزة تجمع صور أشهر فناني العالم، كانت تزين درج سينما “مارينيان” سابقاً، في بيروت، تعود للفنانة سيسي.
رنا سليمان _تلفزيون الخبر
