بائع الكعك .. أول العائدين إلى سوق الخابية بحلب
يبدو بائع الكعك الوجهة الأولى لزوار باب النصر، والمحل الأول عند مدخل سوق الخابية، وأصحابه هم أول العائدين إلى السوق بعد عودة الأمان إلى المنطقة.
“عدنا إلى محلّنا عندما كان السوق مدمراً”، يقول ياسين مارعي صاحب محل الكعك في سوق الخابية، ويتحدث مارعي عن العودة في ظل الدمار إذ يقول لتلفزيون الخبر: “لم يكن هناك أحد بعد، لكنني حاولت أن أصلح الأضرار في محلي وبدأت العمل”.
مضيفاً: “رغم الدمار في السوق وخلو الناس في المنطقة ما حوله لكن البعض كان يقصد هذا المحل لسمعته وطيبة منتجاته”.
ويبيع ياسين مارعي مجمل أصناف، الكعك من كعك السخانة والكعك المالح والمعجنات الخفيفة.
ولكعك السخانة قصة يرويها مارعي لتلفزيون الخبر: “كعك السخانة من أقدم أنواع الكعك في حلب، وكانوا التجار سوق الحرير قديماً يحتفظون بكميات منه كمؤن يتناولونها على طريق السفر خلال عملهم، وكانوا يقصدون هذا النوع من الكعك لأنه يمكن حفظه بجودته ومذاقه عدة أيام دون أن يبيت أو تتغير طعمته”.
ويقول مارعي أنهم ورثوا المهنة أبّأ عن جد: “أبي كان يعمل في صناعة الكعك منذ الستينات وتعلمنا منه أنا وأخوتي، ونقلت هذه المهنة لأولادي، رغم الضرر الذي لحق بنا خلال الحرب إلا أنني استطعت أن أعود إلى محلي الذي هو محل الأجداد ومستقبلاً محل الأحفاد”.
وكان مارعي قد عاد إلى محله في سوق الخابية قبل أعمال الترميم التي شهدها السوق مؤخراً، وفي العام 2017 كان مارعي الوحيد في السوق وأول من افتتح محله دون أي خدمات.
يقول مارعي: “اعتمدت على التخديم الذاتي، لا كهرباء ولا ماء في البداية، أما الآن باتت تصل مياه الشرب إلى المنطقة لكن لا كهرباء حتى الآن وأعتمد على المولدة الكهربائية الخاصة لتشغيل المكنات”.
لم تعد المهنة كالسابق يقول مارعي: “على الرغم من أن الكعك أكلة شعبية واستهلاكية لكنها أيضاً باتت غالية الثمن مقارنة مع أسعار المواد الأساسية التي تدخل في مكونات الكعك، ولم يعد العمل كالسابق إذ صعوبات العمل باتت كثيرة وهناك محلات جديدة افتتحت في مناطق مختلفة، أدخلت تعديلات على أصناف الكعك والمعجنات وبات الناس يميلون إلى الأصناف المحدثة، لكن يبقى لكعك السخانة خصوصيته في القوام والمذاق”.
أما عن ترميم السوق والحركة فيه يقول مارعي: “الحمد لله تم ترميم السوق لكنني أسميه سوق الكسالى، فأصحاب المحلات لا يأتون لفتح محالهم، وعدد المحلات المفتوحة هنا لا يتجاوز الخمسة، لذلك نعاني من قلة الحركة الشرائية داخل السوق”.
ورغم أن السوق يقع في منطقة مأهولة سكنياً وفيها محلات تجارية إلا أن ضعف الحركة في الأسواق الأثرية المرممة حديثاً هو سمة مشتركة بين كل الأسواق الأثرية، وهي مشكلة يعاني منها بعض أصحاب المحلات الذين عادوا إلى العمل في محلاتهم الأصلية بينما مازال آخرون يتجهون إلى استئجار محلات بديلة في مناطق مختلفة من المدينة سعياً لحركة شرائية مضمونة.
ويضم سوق الخابية أكثر من 100 محلاً تجارياً كان يشتهر بعضهم بصناعة الأواني الفخارية (الخابيات) التي تستخدم لتبريد مياه الشرب، ويتضمن السوق محلات لبيع مجمل أصناف الحقائب واللوازم المدرسية والأحذية الجلدية فيما يمتد بطول 210 أمتار ضمن الأحياء السكنية لحلب القديمة.
نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب