بعد 53 عاماً من “اللاءات الثلاث”.. ماذا بقي من شعارات المؤتمر الذي لم تحضره سوريا
في 29 آب من عام 1967، انطلقت القمة العربية الأشهر في العاصمة السودانية الخرطوم، والتي أطلق فيها العرب “لاءاتهم الثلاث”، رداً على حرب حزيران، ولم يبقَ منها بعد 53 عاماً سوى الشعارات الرنانة “لا صلح ولاتفاوض ولااعتراف ب”اسرائيل”، لتذهب الدول التي أطلقتها مباشرة إلى التطبيع توالياً.
انعقدت القمة العربية الرابعة في العاصمة السودانية الخرطوم ما بين 29 آب و1 أيلول 1967 بُعيد نكسة حزيران 1967، والتي احتلت خلالها”إسرائيل” الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء.
حضرت القمة كافة الدول العربية، باستثناء سوريا التي دعت إلى حرب تحرير شعبية ضد المحتل.
وشهدت القمة مصالحة بين أكبر زعيمين عربيين حينها، هما الرئيس المصري جمال عبد الناصر والملك السعودي الملك فيصل.
وجاء في البيان الختامي للقمة أن القادة العرب “ساد اجتماعاتهم شعور مشترك بعبء “المسؤولية التاريخية” التي تواجهها الشعوب العربية في هذه المرحلة الحاسمة والدقيقة من مراحل النضال”.
وأضاف البيان: “تدارس أصحاب الجلالة والفخامة الملوك والرؤساء وممثلوهم أبعاد العدوان الذي تعرضت له الدول العربية في الخامس من حزيران الماضي، وقرروا أن إزالة آثار العدوان من الأراضي العربية هي مسؤولية جميع الدول العربية وتحتم تعبئة الطاقات العربية.
مع إيمانهم بأن هذه الطاقات كفيلة بإزالة آثار العدوان وبأن النكسة التي تعرضت لها الشعوب العربية يجب أن تكون حافزا قويا لوحدة الصف دعما للعمل العربي المشترك”.
وأوصى وزراء المالية والاقتصاد والنفط العرب في مؤتمرهم ببغداد قبيل القمة باستخدام وقف ضخ النفط سلاحا في المعركة.
ولكن مؤتمر القمة رأى “بعد دراسة الأمر ملياً” أن الضخ نفسه يمكن أن يستخدم سلاحا إيجابياً، باعتبار النفط طاقة عربية يمكن أن توجد لدعم اقتصاد الدول العربية التي تأثرت مباشرة بالعدوان وتمكينها من الصمود في المعركة.
ولذلك قرر المؤتمر استئناف ضخ النفط وبيعه للدول الغربية على أساس أنه طاقة عربية إيجابية يمكن تسخيرها في “خدمة الأهداف العربية”.
وأصدر المؤتمر قراراً يلزم بموجبه الدول العربية القادرة مادياً بدفع مبالغ مالية، إلى كل من مصر والأردن سنوياً ومقدماً عن كل ثلاثة أشهر ابتداء من منتصف شرين الأول 1967 وحتى إزالة آثار العدوان.
وكان الهدف المعلن من هذه المساعدات أن تقوم الدول النفطية الثلاث بتوفير ميزانيات لإعادة بناء القوات المسلحة لمصر ولدول “المواجهة” الأخرى، وتم استثناء سوريا من هذه المساعدات.
على أن المواجهة التي ادعت الدول دعمها، تم استبدالها بالتطبيع الواسع في هذه الأيام على المستويات كافة، وانصاعت بعض الدول لما تسميه “بالأمر الواقع” والاعتراف بأحقية الكيان “الإسرائيلي” بوجوده في المنطقة.
حيث شهد عام1978 عقد أول اتفاق “سلام” بين مصر و”اسرائيل”، فيما عرف باتفاق “كامب ديفيد” وتبعتها الأردن عام 1994، في اتفاقية وادي عربة، وكان آخرها الاتفاق بين الكيان ودولة الإمارات عام 2020، مع تكهنات بلحاق دول عربية أخرى بركب التطبيع عما قريب.
وهكذا سقطت “اللاءات” من الشعارات المخدرة التي احتفت فيها الشعوب العربية يوماً، لتظهرعلى حقيقتها “بالصلح والاعتراف والتفاوض السري”، مع عدو لم يُعد شبراً واحدا مما احتله من الأراضي العربية بموجب هذه الاتفاقيات المنفردة.
تلفزيون الخبر