مطعم البحرة 31 عاماً صمد في ذاكرة أبناء الحسكة
“ما رح أسكر مطعمي و أهاجر لأنني أحب بلدي وأهل مدينتي الحسكة .. ما راح اشتري الغربة و لو ببلاش ” بهذه الكلمات النابعة من القلب كان رد الرجل على السؤال الذي أصبح رائجا كثيرا هذه الأيام في مدينة القمح و النفط ( لماذا لم تهاجر؟ ) .
هو ” يعقوب عبدالكريم إلياس ” صاحب أقدم المطاعم الشعبية الصغيرة في مدينة الحسكة ” مطعم البحرة ” والوحيد الذي يقدم مأكولات سريعة لا توجد في المطاعم الأخرى بالمدينة والمحافظة بشكل كامل ، والذي يعمل فيه منذ 31 عام هو عمر المطعم الصغير .
يقول يعقوب إلياس لتلفزيون الخبر بان مطعمه يقدم منذ 31 عام سندويشات لمأكولات لا تقدمها كافة مطاعم محافظة الحسكة ومنها ( سندويش لحم الخاروف – البسطرمة – الشرادين – القلية – السجق – المارية – تمال المحشي – اللسانات – النخاع – المرتديلا المنزلية ) .
ويبين إلياس بأنه تم افتتاح مطعمه هذا بنفس ( المحل ) في عام 1985 م من قبل أخيه الأكبر ( سمير ) و الذي هاجر بعد عام من افتتاحه إلى البرازيل وبان اسم المطعم جاء من تسمية ( ساحة السبع بحرات ) القريبة من المطعم وسط مدينة الحسكة .
ويضيف إلياس بأن العمل و البيع تراجع بحدود 90 % خلال السنوات الماضية نتيجة ظروف الحرب التي تعيشها بلادنا إضافة إلى موجة الهجرة الكبيرة التي تشهدها مدينة الحسكة خلال هذه السنوات و من كافة المكونات أثر بشكل كبير على العمل ( كنا نبيع 350 سندويشة يوميا اليوم ما نبيع أكثر من 25 سندويشة ) .
ويتابع العم أبو عبدالكريم حديثه لتلفزيون الخبر كل هذه الظروف لم أفكر يوميا بمغادرة مدينتي الطيبة الحسكة حتى لو إلى محافظة أخرى لأنني دائما أشعر بأن اسمي و اسم مطعمي ارتبط ارتباط وثيق بالمدينة وأنا اعمل لوحدي فيه منذ ثلاثة عقود ولم يعمل معي أي شخص أخر أبدا .
في هذا البراد الكبير هو يشير إليه العم أبو عبدالكريم بيده والذي يضم 10 رفوف كانت مليئة قبل سنوات الحرب بالمأكولات و بالمواد الخاصة بالعمل اليوم هو شبه فارغ لا نقدم سوى ثلاثة أنواع من السندويش ( لحم الخروف -السجق – المارية ) وذلك نتيجة الظروف الاقتصادية و المالية الصعبة التي يعاني منها المواطن السوري .
يصمت العم يعقوب قليلا ويقول لا أتذكر بأنني أغلقت مطعمي لفترات طويلة باستثناء شهر رمضان خلال السنوات الماضية احتراما منه للصائمين في فصل الصيف ، و بأنه لم يصادف يوما قبل الحرب ولم يبيع فيه أي سندويشة ولو واحدة باليوم ولكن حدث هذا خلال السنوات الماضية و لأيام كثيرة يقولها وفي صوته الكثير من الحزن و الألم .
عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة