كنائس حلب الأثرية.. بين العراقة وإعادة الإعمار
تعدّ الكنائس والجوامع والبيوت السكنية من الأماكن الأكثر ضرراً في حلب خلال الحرب، لكن رحلة الإعمار بدأت منذ إعلان تحرير حلب وعودة الأمان إليها.
ولم يكن سهلاً ترميم الكنائس الأثرية، فالأمر يحتاج إلى مبالغ طائلة، إلا أن من أوائل الكنائس التي بدأت مشوار الترميم هي كاتدرائية السيدة في ساحة فرحات بحلب، والتي تتبع لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك.
لهذه الكاتدرائية تاريخ عريق حيث استغرق بناؤها حوالي عقد من الزمن، وتم تجديدها عام 1852م، وهي كنيسة ضخمة تتميز بنقوشها وزخارفها، فيما يتشكل الجزء الأيمن منها من الحجارة البيضاء والسوداء والصفراء التي كانت معهودة في أبنية المماليك، وللكنيسة مدخل من ساحة فرحات وقد عُلّق على جدرانها بعض الأيقونات النادرة.
ثم توالى ترميم الكنائس منذ العام 2017 وآخر ما تم ترميمه كاتدرائية مار الياس المارونية في ساحة فرحات التي أعيد افتتاحها في آب العام الجاري.
وجرى ترميم الكاتدرائية بدعم من مؤسسة “عون الكنيسة المتألمة” البابوية التي قدمت الجزء اليسير من تمويل مشروع الترميم.
واستمر ترميم الكاتدرائية على مراحل عدة إلى أن أعيد افتتاحها العام الجاري، فيما تم بناؤها عام 1870 تبعاً لمخططات وهندسات معمارية قادمة من روما.
وتتميز بساعتها السويسرية التي تطل على أربعة اتجاهات وفيها تمثال النبي الياس الذي تم صنعه في ميلانو.
وفي منطقة التلل نجد كاتدرائية أم المعونات للأرمن الكاثوليك والتي هي واحدة من أكثر الكنائس ضرراً في بنائها، إذ تعرضت لقذائف وصواريخ عدة حتى تهدّم جزء من قبة الكاتدرائية.
ويعود بناء الكاتدارائية لعام 1831 إذ كانت داراً ملكاً لآل قرألي، اشتراها المطران كوبلي ثم حولها إلى كنيسة بطريقة هندسية مميزة.
وللأرمن الأرثوذكس كنيسة الأربعين شهيد الأثرية في حلب القديمة التي تضرر مدخلها في شارع الصليبة والجرس الأثري الخاص بالكنيسة، لكن البناء الداخلي بقي كما هو عليه.
وتعد كنيسة الأربعين شهيد في بوابة القصب من أقدم وأعرق الكنائس الموجودة في حلب، وما يميزها عن كنائس حلب وجود 3 مذابح فيها.
ولم تكن تمتلك جرساً حتى عام 1912بعد أن تم تشييد برج خاص للجرس وتبرع به أحد المغتربين السوريين.
وفي العام 2000 احتفلت الطائفة الأرمنية في حلب بالذكرى ال 500 لأول عملية ترميم للكاتدرائية، فيما كانت آخر أعمال الترميم التي أجريت فيها عام 2017.
وتتجاور كاتدرائية الأربعين شهيد مع ثلاثة كنائس أخرى فيما يتوسط الكنائس الأربعة في ساحة فرحات تمثالاً للمطران جرمانوس فرحات الذي كان له العديد من الإنجازات في مجالات الفلسفة والرهبنة واللغة العربية.
يذكر أنه تجري أعمال الترميم لعدد من الكنائس الحديثة نسبياً في مناطق مختلفة من مدينة حلب، فيما توقفت الصلوات في بعض الكنائس حرصاً على سلامة المصلين في ظل انتشار فيروس كورونا.
نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب