“كش مدارس خاصة”.. التفوق في اللاذقية صناعة المدارس الحكومية
دحضت نتائج التعليم الثانوي والأساسي الاعتقاد السائد عند شريحة واسعة من المواطنين وهي أن المدارس الخاصة تصنع طالباً متفوقاً، فالطلاب الذين نالوا العلامات التامة وما دونها بأجزاء من العلامة كانوا درسوا جميعهم في مدارس المتفوقين والمدارس الحكومية.!
واللافت أن تنتزع المدارس الحكومية سواء للمتفوقين أو الطلاب العاديين، لقب صناعة التفوق من المدارس الخاصة، في الوقت الذي رفعت فيه الأخيرة أقساطها مئة بالمئة لتتدلل في مقاعدها عن الطلاب الميسورين الراغبين بالتسجيل بها طمعاً بالتفوق.
في نتائج الشهادتين الثانوية والاعدادية، برز اسم مدرسة الشهيد الكميت إبراهيم بليدي للمتفوقين في اللاذقية، حيث حصل طالبان درسا فيها على العلامة التامة، فيما نقص أربعة طلاب أجزاء من العلامة لتكتمل العلامة التامة، وكان عدد الطلاب الأوائل ٦ في اللاذقية من أصل ١٢ طالباً على مستوى سوريا.
في نتائج التعليم الأساسي تربعت أيضا مدرسة الشهيد الكميت ابراهيم بليدي ومدرسة الشهيد منذر حسن علي للمتفوقين في صدارة التفوق بثلاث طالبات نلن العلامة التامة، تليها أربع مدارس حكومية أيضاً للطلاب العادية نالت فيها أربع طالبات العلامة التامة.
وأثارت نتائج الشهادتين الثانوية والإعدادية، ردود فعل غاضبة من بعض أولياء أمور الطلاب المسجلين في المدارس الخاصة، إذ قال أحد أولياء الأمور لتلفزيون الخبر: “دفعت دم قلبي لابني ليتعلم في المدرسة الخاصة وأراه واحداً من الأوائل على سوريا”.
وأضاف: “هل أصبحت المدارس الخاصة مجرد تجارة والتعليم آخر ما يفكرون فيه، خاصة في ظل رفع الأقساط السنوية؟”.
بدورها عزت إحدى الأمهات السبب وراء اختفاء أسماء المدارس الخاصة إلى جانب أسماء الطلاب الأوائل، “إلى أن المدرسين بالمدارس الحكومية على درجة من الكفاءة، في حين أن المدرسين بالمدارس الخاصة يكونوا حديثي التخرج وليست لديهم خبرة كافية لتوصيل المعلومة الطلاب”.
رأي آخر على النقيض، يعبر عنه أحد أولياء الأمور بالقول: “الأمر ليس كذلك، فطلبة الثانوية العامة وحتى الاعدادية لم يذهبوا إلى مدارسهم سواء الخاصة أو الرسمية بسبب كورونا، وجميعهم اعتمدوا على الدروس الخصوصية”.
بدوره قال مدير تربية اللاذقية عمران أبو خليل لتلفزيون الخبر: “نتائج الشهادتين الثانوية والاعدادية جاءت رداً حاسماً على كل من قال إن المدارس الحكومية لا يوجد فيها تعليم، وإن المدرسين انتقلوا منها للتدريس في المدارس الخاصة”.
وأضاف أبو خليل: “أثبتنا أن المدارس الحكومية بخير وهي الأصل، أما المدارس الخاصة فتقدم اكسسوارات إضافية كالكاميرا والباص، أما الأساتذة فهم في ذات مستوى التدريس والاعطاء في المدارس الحكومية والخاصة”.
وتابع أبو خليل: “عاد ألق التفوق إلى محافظة اللاذقية التي كانت محرومة لعدة سنوات من لذة التفوق”، عازياً ذلك إلى “المتابعة الحثيثة للموجهين والكادر التربوي والتدريسي الذي أخذ بيد الطالب منذ بداية العام الدراسي، حتى صنع التفوق”.
الموجه الاختصاصي في مادة الرياضيات بمديرية تربية اللاذقية نقولا مخول قال لتلفزيون الخبر: “الطالب الذي يتم قبوله في مدرسة المتفوقين يكون متميزاً أساساً، حيث ينقل تميزه ويستكمل مهاراته في مدرسة المتفوقين”.
وأضاف مخول: “لا تقل المدارس الحكومية عن المدارس الخاصة من ناحية أهمية المدرسين وأساليب التدريس المتبعة”.
وبرأي مخول “المدارس الحكومية تتفوق ببعض النواحي على نظيرتها الخاصة، سواء من ناحية دوام المدرس في الصف، والتزام الطالب، والنظام المدرسي الذي لا يتجزأ من ناحية الدوام والحضور”.
وعزا مخول السبب وراء سعي الأهل لتسجيل أولادهم في المدارس الخاصة رغم ارتفاع أقساطها، إلى أن ” المدارس الخاصة باتت موضة بين أولياء الأمور سواء للتباهي أو سعياً وراء بعض المدرسين المعروفين في المحافظة والذين يدرسون في المدارس الخاصة”.
وأكد مخول أن عودة الألق لمدارس الحكومية سببه “تضافر الجهود بين إدارة المدرسة والمدرسين وأولياء الأمور والطالب للارتقاء بالعملية التعليمية وإحراز التفوق علاوة على النجاح”.
الجدير بالذكر أن أقساط بعض المدارس الخاصة وصلت لمليون ونص ليرة للطالب الواحد، مع العلم أن أقساط العام الدراسي الذي أنهي للصفوف الانتقالية بسبب جائحة “كورونا”، لم تعاد للأهالي.
تلفزيون الخبر – اللاذقية