مهرجانات “الكورونا” في سوريا .. أين “وعي المسؤولين”!
مع ارتفاع المنحنى التصاعدي للمصابين بفيروس كورونا، بدأت عدة جهات بافتتاح مهرجانات للتسوق الشعبي ضمن مدينة دمشق.
وكان أول مهرجان تم افتتاحه “مهرجان التسوق الشهري” والذي تنظمه غرفة صناعة دمشق وريفها على أرض صالة الجلاء الرياضية في منطقة المزة، حيث يستقبل زواره بين الساعة الحادية عشرة صباحاً ولغاية الساعة التاسعة مساءً، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري.
وتزامن افتتاح مهرجان التسوق الشهري مع ارتفاع المنحنى التصاعدي للمصابين بفيروس كورونا، الأمر الذي دعا القائمين على المهرجان إلى منع دخول الأشخاص بدون ارتداء كمامة، ومن لايملك كمامة في جعبته، إضافة لوجود بائع كمامات على باب الدخول للمهرجان.
ولوحظ بشكل واضح في هذا التسوق الشهري أن عدداً كبيراً من الزائرين يرتدون الكمامة ليتمكنوا من الدخول إلى المهرجان وفي الداخل يقومون بإزالتها لتذوق العينات المجانية التي تقدمها الشركات المشاركة، حيث غاب عن المنظمين نقطة هامة كتلك! إضافة إلى عدم ارتداء معظم المشاركين أي وسيلة وقاية سواء أكانت كمامات أم قفازات.
ليصبح المهرجان دعوة مفتوحة للاحتكاك المباشر دون أي مراعاة للتباعد الاجتماعي او الإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها.
الأسعار التي يفترض ان تكون مناسبة للجميع، جاءت مخيبة للآمال، حيث لم تشكل أسعار بضائع المهرجان فرقاً يذكَر عن أسعار السوق، فالفروقات الملموسة قام المواطن بدفعها أجور مواصلات.
ورغم كل التحذيرات التي تطلقها وزارة الصحة عن ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية اللازمة للتصدي لفيروس كورونا، والابتعاد عن التجمعات، تتابع المهرجانات مسيرتها الكورونية، حيث تعزم غرفة تجارة دمشق على افتتاح مهرجان “خيراتك ياشام” للتسوق والتخفيضات على أرض حديقة تشرين اعتباراً من ظهر اليوم الخميس ولغاية الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
بدورها، وزارة الأوقاف ونظراً لتوسع انتشار وباء كورونا في محافظتي دمشق وريف دمشق، علقت الوزارة صلاة عيد الأضحى المبارك في محافظتي دمشق وريف دمشق فقط، لارتباطها ببعض العادات الاجتماعية المؤدية للتزاحم، وكافة الدروس والمجالس وحلقات التدريس الديني وأنشطة معاهد الأسد في مساجد دمشق وريف دمشق حتى إشعار آخر.
مع استمرار إقامة صلاة الجمعة وصلوات الجماعة في دمشق وريف دمشق وكافة المحافظات، وهنا يتخاطر السؤال الأهم هل “الكورونا” متواجداً في صلاة العيد وغير متواجد في صلاة الجماعة، أم أنه لا يمكن ترك مسافة أمان بين مصلي صلاة العيد مع إمكانية تركها في صلاة الجماعة؟.
وإغلاق كافة صالات التعزية والأفراح التابعة لوزارة الأوقاف في محافظتي دمشق وريف دمشق حتى إشعار آخر.
بدورها، وزارة السياحة شددت على أن قرار إغلاق صالات الأفراح مازال سارياً العمل به، مشيرة إلى أن “قرار الإغلاق لايشمل الصالات المكشوفة، وكأن كورونا يختبئ بالمغلقة ويختفي بالمكشوفة”.
فيما تنتشر على “فيسبوك” صوراً لاحتشاد العشرات المتكدسة فوق بعضها دون أي معيار تباعدي أو استيعابي للمكان (المكشوف) في دمشق.
وبالعودة إلى المهرجانات، أعلنت محافظة دمشق أنها ستقيم مهرجان “الغالي بيرخص لكم” للتسوق من المنتج إلى المستهلك اعتباراً من 28 تموز 2020 ولمدة شهر على أرض مدينة المعارض القديمة، وسيتم اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية حرصاً على السلامة العامة، أوقات الزيارة من 5 عصراً حتى 12 ليلاً.
يشار إلى أنه سجلت وزارة الصحة يوم الأربعاء 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا مايرفع حصيلة الإصابات المسجلة في سورية إلى 561، وشفاء 5 حالات من الإصابات المسجلة بفيروس كورونا ليرتفع عدد المتعافين من الفيروس إلى 165، و وفاة حالة من الإصابات المسجلة بفيروس كورونا مايرفع عدد الوفيات بالفيروس إلى 32.
وتتركز الأعداد الأكبر من الإصابات ضمن مدينة دمشق وريفها بالإضافة إلى توزع باقي الإصابات في عدد من المحافظات الأخرى .