بعد الوصول للـ”الحضيض”.. ناشطون يطلقون هاشتاغ #دراما_بلدنا للارتقاء بمستواها
كثرت في الآونة الأخيرة الآراء الرافضة للمستوى المتدني الذي وصلت إليه الدراما السورية، بما في ذلك الدعوة لإيقاف العديد من الأعمال، واتهامها بأنها لا تليق بما وصلت إليه دراما من أمجاد سابقة.
ونتيجة التردي العام أطلق مجموعة من الناشطين هاشتاغ #دراما_بلدنا دعوا من خلاله الجمهور المتابع للدراما لإسقاط مقولة “الجمهور عايز كده” من خلال التعبير عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يشكلون رأياً عاماً قادراً على الارتقاء بصناعة الدراما السورية.
ومما جاء في بيانهم: “أنتَ من يسقط أي عمل، وأنت فقط من يرفعه إلى النجوم، هذه الصناعة لن ترتقي إذا لم تطالب بارتقائها. عبِّر عن رأيك بـ”دراما بلدنا” كي نرتقي. قُلْ بصوتٍ عالٍ نريد دراما حقيقية”.
وتناقل رواد مواقع التواصل الهاشتاغ وانتشر بكثرة، لتتوالى الآراء المؤكدة على أهمية الدور المُناط بجمهور الدراما، والبعض قلَّل من أهمية ذاك الدور، معطياً الأهمية الأكبر للفكر الإنتاجي وللنصوص الجادة، في حين رأى آخرون أن الموضوع ميؤوس منه.
وفاء محمد كتبت على صفحتها: “لم تعجبني مسلسلات هذا العام نهائياً، لا شيء فيها يشبهنا، كلها تَصنُّع وكذب، ولقطات مكسيكية على تركية على هندية. أريد أن أتابع مسلسلاً اجتماعياً معاصراً مثل “مذكرات عائلية” أو “أسرار المدينة” أو “أحلام كبيرة”.. أبتغي الإحساس أن الناس ضمن العمل الدرامي فيهم شيء منا، ويتكلمون مثلنا”.
وافقها “علي أكبر” قائلاً: “نريد دراما تشبهنا، ونريد ضخ روح جديدة فيها، ملّينا من القصور والفيلات والموديلز وفتوش البان آراب”.
أما “خليل العلي” فكتب: “في هذا الوقت المال يصنع كل شيء، لذا علينا المثابرة لإظهار المخالف لهذه الرداءة، فتسقط بالتقادم، والناس لن تتذكر سوى الدراما الحقيقية أما عروض الأزياء فستنتهي بموضة أخر”.
البعض ربط سوءات الدراما بالجوع، ومنهم الشاعر “علاء زريفة” الذي كتب: “أعتقد أن الفن في بلدنا اليوم بات نوعاً من الرفاهية بمكان، ووجه من أوجه التفاهة المعممة بمكان آخر. الفن الحقيقي الجاد والعميق لا يصنعه الجائعون”.
وهناك الكثير ممن كان لهم الرأي ذاته، مُقرِّين بأن مستوى الدراما المتدني سببه الأساسي الجوع للمال من قبل القائمين على هذه الصناعة، ومن أصحاب هذا الرأي المهندس “أديب عراد” الذي استشهد بمثل روسي يقول “دب السيرك الجوعان لا يجيد الرقص الشعبي”.
السيناريست رامي كوسا علَّق على الموضوع بقوله: “الجمهور غير قادر أن يعبر عن رأيه بحق ربطة الخبز. وكل تغيير مفيد في بلادنا لا يمكن أن يحصل من قاعدة الهرم حتى رأسه، فالتغيير المفيد يبدأ من رأس الهرم، كما أن جمهور منطقتنا ليس على خريطة المنتجين أساساً، فالمهم بالنسبة لهم جمهور الخليج بصورة أساسية، وذاك الجمهور لا تعنيه همومنا ورغباتنا بصناعة دراما أفضل.
وأضاف كاتب “أولاد آدم”: نستحق ما أصابنا، ففي سوريا لا دراما حقيقية يمكن أن تُصنَع طالما هناك قرار بعدم تحرير الإعلام، ولا يمكن أن يكون ثمة بصيص أمل من دون ذلك، فالكُتَّاب والجمهور أضعف الحلقات، ولندافع عن أنفسنا وأسمائنا ليس أمامنا سوى أن نكتب للمسرح أو فيلماً قصيراً”.
من جهته السيناريست شادي كيوان دعا إلى كف يد الرقيب الغبي عن أي مشروع فني، فهو شرط ضروري لنجاحه، قائلاً: “سنسعى باستمرار للوصول إلى دراما حقيقية من دون أن ندع ذاك الرقيب مبرراً جاهزاً للنوعية الرديئة للمشاريع الدرامية التي نشاهدها”.
أما “عمار أحمد” فاعترض على الاهتمام بالدراما عموماً إذ كتب: “لا نريد دراما، أساساً ماذا تفيدنا هذه الدراما “الزراطة”، النجوم يملؤون جيوبهم وشركات الإنتاج تُمَليِرْ. أريد شيئاً واحداً أن تقوم وزارة المالية بمحاسبتهم ضريبياً كما يحدث في مصر ودول أخرى”.
يذكر أن الاعتراضات كثرت مع بدء الموسم الدرامي، وطالب كثيرون بإيقاف مسلسل “بوشينكي” و”يوماً ما” و”حركات بنات”…، كما استاء كثيرون من المستوى المتدني لبعض الأعمال الأخرى واصفين إياها “كأنها من البالة” و”تستغبي المشاهد”، وقد تسبب لهم الجلطات والأزمات القلبية.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر