دخل إلى مشفى تشرين ( اللاذقية ) على قدميه ومنها إلى القبر .. حكاية “ سبب مجهول “ للوفاة

وقال بسام سلهب أخ المتوفى حكمت سلهب “إن الطبيب محمد صالح علي اخصائي الجراحة العصبية، أجرى عملية جراحية لأخيه حكمت سلهب في مستشفى تشرين الجامعي، وهي عملية ديسك في الظهر، وبعد 4 ساعات من العمل الجراحي، اتصل الطبيب محمد صالح علي، على هاتفي وأكد أن العملية تمت بنجاح”.

وأوضح سلهب “ذهبنا إلى العناية المشددة وجدنا أخي على المنفسة، وفي حالة خطيرة جداً، وعندما طلبنا الدكتور محمد صالح علي لم يكن موجوداً، ولم نستطع التواصل معه، وفي العناية المشددة كان هناك عدد من الأطباء المقيمين وطلبوا طبيب قلبية لمعاينة المريض بشكل فوري”.

وأضاف سلهب “لم يتوفر في مستشفى تشرين الجامعي أي طبيب قلبية، وجميع الأطباء كانوا أطباء مقيمين سنة 4، وذهبت لاحضار طبيب قلبية، واستطعت التواصل مع الدكتور باسم معروف رئيس الشعبة القلبية في مستشفى تشرين الجامعي، وأكد أن أخي لا يعاني من أي مشكلة قلبية”.

وبيّن أخ المتوفى “طلب الأطباء المقيمين طبيب سكري، وبدأت البحث عن طبيب اختصاص سكري وغدد، وتمكنت من التواصل مع الطبيب ناظم قوزي، الذي أكد أن أخي لا يعاني من أي مشكلة في سكر الدم، عادوا وطلبوا طبيب أمراض دم، وأحضرت الطبيب سامر عاقل الذي بدا متشائما جداً وقال أن حالته ليست جيدة”.

وأضاف سلهب “قمت باحضار الأطباء على نفقتي الخاصة، ولم يتوفر في مستشفى تشرين الجامعي ذلك اليوم أي طبيب سواء قلبية أو سكر دم أو أمراض دم، وجميع الأطباء كانوا أطباء مقيمين سنة رابعة أو ثالثة”.

وبيّن سلهب “توفي أخي في اليوم الثاني للعملية، وجاء في تقرير الطبيبة الشرعية منال الجدع أن : “السبب المباشر للوفاة اضطراب في عوامل تخثر الدم + انحلال دم مجهول المصدر”.

وتابع سلهب “قدمت شكوى لنقابة الأطباء وشرحت لهم حالة أخي الصحية قبل أن يدخل إلى غرفة العمليات، وأكدت أنه كان بحالة جيدة، وأجرى جميع التحاليل اللازمة، وطلبت معرفة سبب وفاة أخي، الذي دخل إلى العملية على قدميه وخرج الى العناية المشددة، ثم تركوه للأطباء المقيمين الذين لم يستطيعوا تحديد مشكلته”.

وجاء تقرير نقابة الأطباء، بعد تشكيل لجنة مؤلفة من عدد من الاطباء أن سبب الوفاة هو “ تدهور حالة المريض أثناء العمل الجراحي والتخدير وذلك بسبب هبوط الضغط وتسرع نبض وتعرق غزير بارد”.

وأضاف التقرير “ بعد الاطلاع على الوثائق وملف المريض حكمت سليم سلهب تبين انه وجود اضطرابات دموية من فقر دم ونقص صفيحات وتطاول زمن “بروثرومبين” يتماشى مع( DIC ) غير واضح السبب.

وتابع “ أمام هذه المعطيات المخبرية والسريرية لا يمكننا تحديد سبب الوفاة بدقة، وتبقى جميع الاحتمالات الطبية من دموية وجراحية وعصبية وقلبية واردة لدى المريض المذكور “
.
من جانبه ، قال الدكتور محمد صالح علي اخصائي الجراحة العصبية ، الذي أجرى العمل الجراحي ، لتلفزيون الخبر “إن المريض حكمت سليم سلهب أجرى عملية تثبيت فقرات، واجريت العملية باشراف مباشر مني شخصياً، وليست عملية ديسك في الظهر، وهي عملية أشمل و أوسع بكثير، وأثناء العمل الجراحي تعرض لانحلال دم، وذلك نتيجة نقل الدم الذي جرى أثناء العملية”.

وأوضح الطبيب صالح علي “احتاج المريض إلى دم وتم نقل الدم، ما ادى إلى اصابته بانحلال دم وتنافر زمر الدم يسمى “تنافر تحت الزمر”، ما ادى إلى نزول ضغطه وتسرع دقات قلبه، وتم نقله إلى العناية لمراقبته”.

وأضاف “بعد العمل الجراحي أجري له الكثير من التحاليل لمعرف سبب انحلال الدم، وتم التأكد أنه لا ينزف وليس لديه أي نزيف، وجاءت الطبيبة الشرعية منال الجدع وأكدت وجود انحلال دم مجهول المصدر، وتوفي المريض”.

وقال الطبييب محمد صالح علي لتلفزيون الخبر “قدمت للمريض حكمت سلهب الكثير من المساعدة، وكنت أجريت له عملية في مشفى الرازي ( ديسك) قبل عملية التثبيت في مشفى تشرين، ولم أتقاض أي مبالغ مادية كأتعاب، لانني أردت معالجته ومساعدته، وترددت أكثر من مرة إلى بيته لتضميد الجرح، وتنظيفه وتغييره، وكان بلا أجر مادي”.

وختم الطبيب محمد صالح علي حديثه لتلفزيون الخبر “لا أعرف السبب الذي يدفع أخ المتوفى حكمت سلهب إلى الشكوى وتوجيه الاتهامات، وليس لدي أي فكرة عن أسبابه، وتقرير المشفى والطبيب الشرعي ونقابة الأطباء واضح، ورغم ذلك أوكد أني قدمت الكثير من المساعدة الطبية والانسانية للمريض وعائلته”.

يذكر أن تقرير اللجنة الطبية المشكلة من قبل نقابة الأطباء ، غالبا ما يكون لطيفاً مهادناً ، بينما يبقى حق عائلة المتوفى بمعرفة سبب وفاة ابنهم ، حق شرعي .