العناوين الرئيسيةعلوم وتكنولوجيا

هل يمكن التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها؟

كثرت هذا العام الزلازل والهزات الأرضية التي ضربت منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وبشكل خاص على السواحل السورية والتركية، ليصنف عام 2020 على أنه العام الذي شهدت به سوريا تأثرها بهزات أرضية متكررة، الأمر الذي يعد غير مسبوق من ناحية كثرة تلك الهزات.

وسجل يوم الأربعاء 15-4-2020 هزتان أرضيتان إلى الأراضي السورية، الأولى ناتجة عن زلزال بقوة 4.7 قبالة السواحل السورية، الساعة 10:40 صباحاً، والثانية هزة ارتدادية في الساعة 11:18 بقوة 4.6.

وبما أن السوريين لم يعتادوا على مثل هذه الكثرة في الزلازل التي تضرب البلاد، ظهر التساؤل حول: “هل يوجد طريقة للتنبؤ بالزلزال قبل حدوثه؟”.

وحول ذلك، فإن كافة الدراسات العلمية قبل عام 2020 أكدت أنه “لا يوجد طريقة للتنبؤ بالزلزال قبل حدوثه، ولمعرفة الأمر يجب الإجابة عن 3 أسئلة هي “أين و متى وما هو حجم الزلزال؟”،والجواب هو الأمر غير الممكن.

ويعتقد بعض العلماء أنه “يمكن التنبؤ بالزلزال الوشيك من خلال قياس انبعاثات غاز الرادون، إلا أن هذا الأمر يحتاج لتكرار هذه النتائج مع انبعاثات غاز الرادون في كل مرة يحدث فيها زلزال، وهذه الاختلافات في انبعاثات غاز الرادون تخبرنا عن الحجم و الموقع والتاريخ الدقيق للهزة، إلا أن العلماء لم يتمكنوا من القيام بهذا الأمر أيضاً”.

وتوصل باحثون من مركز “جي إف زد” الألماني للأبحاث الجيولوجية لعلوم الأرض، في الشهر الأول من عام 2020، إلى مفاهيم من الممكن أن تساعد في تحسين قدرة البشرية على اكتشاف الزلازل في وقت مبكر.

وتقوم الطريقة على خوارزمية جديدة تستند إلى حقيقة أن الزلازل تنبعث منها موجات يطلق عليها “Prompt Elasto-Gravity” (PEGS)، التي هي أساساً تغيرات مفاجئة في الجاذبية بسبب تفاعلات الأرض الداخلية، التي تسير بسرعة الضوء، أسرع بكثير من الموجات الزلزالية التي تبلغ سرعتها حوالى 8 كم في الثانية فقط.

لذلك، إذا تمكن الشخص من اكتشاف هذه الإشارات، فسيكون من الممكن اكتشاف الزلازل قبل وصول الهزات المدمرة أو موجات تسونامي، بفارق زمني كبير، بحسب ما نشرته وكالات إعلامية عن الباحثين.

ولم يثبت بشكل قاطع بعد إن كانت هذه الطريقة ناجحة في التنبؤ بوقوع الزلازل، إلا أن الباحثين يأملون أنه في المستقبل من الممكن يساعد فحص التغيرات في الجاذبية التي تسبب الزلازل بتحديد ما إذا كانت هذه الهزات قد تسبب الكوارث العملاقة على سبيل المثال “تسونامي”.

وشرح الباحثون أنه “ما زال هناك الكثير من العمل الذي يتوجب القيام به لأن أدوات القياس الحالية ليست حساسة بعد بما فيه الكفاية، وإشارات التداخل المستحدثة بيئياً كبيرة للغاية بحيث لا يمكن دمج إشارات PEGS مباشرة في تسونامي فعال مبكراً نظام التحذير”.

يذكر أن باحثون يابانيون يحاولون بدورهم التوصل لطريقة تمكن البشرية من التنبؤ بالزلازل، حيث توصلوا لابتكار أداة للكشف عن “الزلازل الصامتة”، وهي تحركات تكتونية صغيرة لا تنتج الهزات أو الاهتزاز، على أمل التنبؤ بحدوث زلازل أكبر، علماً أن هذه الأداة يتم تجريبها لمراقبة “الزلازل الصامتة” الأصغر تحت قاع المحيط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى