في ذكرى رحيله الثالثة والأربعين.. “عبد الحليم حافظ” عانى من الفيروس أيضاً
لأول مرة منذ وفاة “عبد الحليم حافظ” تؤجل عائلته إحياء ذكراه الثالثة والأربعين التي كان من المقرر إقامتها في منزله بالزمالك كالعادة، تقيُّداً بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، فيما امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بأغانيه وصوره احتفاءً بهذه الذكرى.
وهناك الكثيرون مما لا يعلمون أن عبد الحليم حافظ عاش متألماً في كثير من سنوات حياته بسبب فايروس أصاب كبده، فضلاً عن العديد من المآسي التي عايشها بدءاً من الأيام الأولى لولادته.
عاش “العندليب” يتيماً لأمه التي توفيت بعد أيام من ولادته، لينشأ في رعاية زوجة والده، الذي توفي أيضاً قبل أن يتم عامه الأول، لتتخلى زوجة الأب عنه مع أشقائه الأربعة، لينتقل للعيش في منزل خاله الحج متولي عماشة.
خلال استقرار عبد الحليم حافظ في منزل خاله، كان يمضي وقته باللهو في “ترعة” القرية، لينتقل إليه مرض “البلهارسيا”، وما ضاعف مأساته انتقال دم ملوث إليه في إحدى مراحل علاجه، وازدادت تداعيات مرضه منذ العام ،1956 وخضع لأكثر من 60 عملية جراحية بسبب هذا المرض الذي تسبّب أيضاً بإصابته بفيروس في الكبد، ودوالي المري.
رفض “عبد الحليم” في أواخر حياته تناول دواء لفيروس الكبد حيث كان من الممكن أن يُشفى وفق المقربين منه، أما سبب رفضه فيعود إلى أن هذه الأدوية تؤثر على الذاكرة، وقد تعرضه لأن ينسى كل ما حفظه وألا يستطيع غناء كلمات أغنياته، وهو ما دفعه لرفض الأمر من أجل جمهوره.
تحدث عبد الحليم في مذكراته عن السرير الذي رقد فيه الكثير من سنوات حياته قائلاً: “أكره هذا السرير والنوم عليه، ولكني مضطر. لا أنام كالعاديين، لكنني تقريباً كنت أقضي على هذا السرير ما يعادل نصف عمري ولم أستمتع بسنوات النجاح”.
وفي 31 آذار توفي عبد الحليم في غرفة أحد المستشفيات الكبرى بالعاصمة البريطانية لندن بعد خضوعه لعملية جراحية، فتعرض لنزيف حاد بسبب تلف كبده، فيما كانت بجانبه شقيقته الكبرى “عليا شبانة” التي ودعته منهارة بالبكاء.
عاش عبد الحليم حافظ العديد من قصص الحب المأساوية، أولها من إمرأة تدعى “جي جي” كانت فائقة الجمال أحبها حينما رآها لأول مرة، وكانت من عائلة أرستقراطية من الإسكندرية، رفض أهلها طلبه بالزواج، بعدها علم بوفاتها، وعانى من اكتئاب شديد، وغنى لها “في يوم في شهر”، خلال فيلمه “حكاية حب” وفق ما يروي أصدقاؤه.
كما جمعت صاحب “جانا الهوى” قصة حب بالفنانة الراحلة “زبيدة ثروت”، وفق تصريحاتها، وتقدم لطلب يدها من والدها، إلا أنه رفض زواجهما قائلاً: “مش هجوز بنتي لمغنواتي”، وتمنت زبيدة خلال العديد من تصريحاتها بأن تدفن إلى جواره.
أما بعد وفاة العندليب الأسمر طارده خبر زواجه من “سعاد حسني” حيث أكدت شقيقتها “جنجاه حسني” ذلك، فيما أكد “محمد شبانة” نجل شقيقه أن عمه لم يتزوجها، وأن هذه الأقاويل أثيرت بعد وفاة عمه.
وتم عرض فيلم روائي بعنوان “حليم” عام 2006 من بطولة “أحمد زكي” وإخراج “شريف عرفة”، كما تم تصوير مسلسل “العندليب.. حكاية شعب” وجسد شخصيته “شادي شامل” ولم يحظ بأي نجاح عزاها النُّقاد إلى الأخطاء التاريخية والابتعاد عن الشخصية المركزية والأداء المتواضع لـ”شامل”.
يذكر أن الاسم الحقيقي لـ”عبد الحليم حافظ” هو “عبد الحليم علي إسماعيل شبانة” وهو من قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، وفيها حتى الآن السرايا الخاصة به وتحوي بعض المتعلقات الخاصة به.
وإن “العندليب الأسمر” رغم هذا الزمن على غيابه إلى أنه ما يزال يحتفظ بمكانه الأثير في قلوب وذاكرة الجمهور العربي من خلال مئات الأعمال الفنية سواء أكانت أغنيات إلى جانب عشرات الأفلام التي لا تنسى له.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر