بعد 7 سنوات على احتلاله .. “درب حلب” بيد الجيش العربي السوري
يسجل يوم الثلاثاء 11-2-2020 تاريخ جديد هام لمدينة حلب وأهلها، فهو تاريخ تحرير كامل “درب حلب” بعد 7 سنوات من انقطاعه بسبب سيطرة المسلحين المتشددين عليه.
وانتهت سنوات الترقب والصبر والأمل والمعاناة التي عاشها أهالي حلب، لتتوج بيد الجيش العربي السوري الذي أصبح كامل طريق حلب – دمشق الدولي بيده، بعد تحريره آخر منطقتين فيه، عند مدخل مدينة حلب، وهما الراشدين الرابعة وبلدة خان العسل.
ومع سيطرة الجيش على كامل الطريق الدولي، تبقى عمليات تأمينه مستمرة، عبر تحرير بعض المناطق الموجودة بالطرف الغربي منه في ريف حلب الجنوبي الغربي.
وكانت عمليات تحرير كامل طريق حلب – دمشق الدولي بدأت الشهر الماضي، ابتداءً من مناطق ريف إدلب الجنوبي، وذلك عند التقدم السريع والكبير للجيش العربي السوري بعد تحريره مدينة معرة النعمان الواقعة على الأوتستراد.
واستمرت عمليات الجيش شمال المعرة مروراً بخان السبل وصولاً لمدينة سراقب الهامة، التي تمكن الجيش خلال يومين فقط من حصارها وتحريرها بشكل كامل.
وتابع الجيش بعد سراقب تقدمه متجهاً لتلة العيس الاستراتيجية، داخلاً الحدود الإدارية لمحافظة حلب، ليتم أيضاً حصار التلة من 3 جهات وإعلان تحريرها مع القرى المحيطة بها خلال يوم.
وبعد تلة العيس، تقدم الجيش العربي السوري باتجاه بلدة الزربة الهامة معلناً تحريرها أيضاً، مع منطقة رأس القرميد وأبو شليم، لتبقى منطقتي الراشدين الرابعة وخان العسل، وتتوج العملية العسكرية للجيش يوم الثلاثاء بتحرير المنطقتين والسيطرة على كامل الطريق الدولي.
ويبلغ طريق حلب – دمشق الدولي 400 كيلومتراً يحتاج قطعه حوالي 4 ساعات، واصلاً أقصى محافظة سورية بالشمال، وهي حلب، مع العاصمة دمشق في الجنوب.
وسيطر المسلحون المتشددون على الطريق عام 2012، مع بداية وصول الحرب إلى مدينة حلب، حيث سيطر المسلحون حينها على ريف المدينة الجنوبي، على امتداد الطريق، علماً أن الحركة بقيت على الطريق في ذلك العام، لكن بشكل قليل.
وارتكب المسلحون خلال عام 2012 أبشع الجرائم بحق أهالي حلب العابرين للطريق، عبر السرقات والخطف والقتل، مع اعتقالهم الشباب بشكل خاص، من داخل بولمانات السفر التي كانوا يوقفونها على الطريق بقوة السلاح، وكان ذلك كان كرهاً منهم وبحجة عدم انضمام الحلبيين إلى “ثورتهم” المزعومة.
أما في بداية عام 2013، أغلق طريق حلب – دمشق الدولي من قبل المسلحين، ضمن خطة حصار للمدينة التي كانت أحياؤها الواقعة بالجهة الشرقية محتلة من قبل المسلحين المتشددين.
وعاشت مدينة حلب حينها حوالي السنة من أصعب سنوات حربها، بسبب الحصار الشديد لعدم وجود أي منفذ أو طريق يصلها بباقي المناطق السورية، حتى بدء عملية فتح طريق خناصر في الشهر العاشر من 2013.
وبدأت في ذلك الشهر معارك فتح وتأمين طريق بديل لمدينة حلب عبر بلدة خناصر شرق حلب وصولاً إلى السلمية بريف حماة، ضمن عملية ضخمة أطلقها الجيش العربي السوري وانتهت بالفعل عبر فتح الطريق الذي أصبح يسمى بـ “شريان حلب”.
وعادت رحلات السفر والنقل عبر طريق خناصر بشكل رسمي بداية عام 2014، بعد تأمين جوانب الطريق، علماً أن الطريق أطلق عليه طيلة السنوات السابقة اسم “طريق الموت”، بسبب الاستهدافات التي كانت تطاله في بعض الأحيان، (في السنة الأولى من افتتاحه)، بالإضافة لضيق الطريق وخطورته وما ينتج عن هذا الأمر من حوادث مرورية كبيرة فيه، ما زالت تقع حتى الآن.
وينتظر أهالي حلب حالياً إعلان تحرير “درب حلب” بشكل رسمي، بعد تأمين جانب الطريق الغربي من قبل الجيش العربي السوري، ولحين عودة الحركة إلى الطريق رسمياً، يتجهز دوار الموت الشهير على مدخل مدينة حلب ليرحب بأول الواصلين إلى الشبهاء، ممن وعدوها وصدقوا: “بكرى منجي يا عيوني”.
وفا أميري – تلفزيون الخبر