على إيقاع الوعود البراقة للكهرباء.. “الرذاذ” طوق نجاة الزراعات المحمية
كثرت الطرائق التي اتبعها مزارعو البيوت المحمية لحماية محاصيلهم الزراعية من موجات الصقيع، وترافقت بمراحل تطور متعددة كان آخرها تقنية استخدام الرذاذ لحماية محاصيلهم الزراعية التي خففت عنهم الكثير من الخسائر المادية بما لها من استدامة عمرية جيدة.
ولما كانت تقنية الرذاذ مرتبطة بالكهرباء، فإن طوق نجاة المزارعين بمزروعاتهم المحمية في كل شتاء هو توفر الكهرباء و الماء، فالكهرباء مطلوبة لتشغيل مضخات المياه التي تقوم بسحب المياه من الخزانات أو الآبار وضخها بقوة مباشرة في الأنابيب الموصولة بأنابيب الرذاذ .
المزارع محمد الفروي قال لتلفزيون الخبر: “تعتمد تقنية الرذاذ المبتكرة على رش المياه فوق الشرائح البلاستيكية عبر الرذاذات باستمرار، وخاصة عند تدني درجات الحرارة وصولاً إلى درجة الصفر، وهو ما يعني تجمد المياه وتكوّن طبقة من الجليد على الشرائح”.
وأضاف” هذه الطبقة تكون كعازل للمزروعات داخل البيت المحمي، مهمته حماية المناخ الداخلي من تدني درجات الحرارة وإصابة المحصول بالأضرار”.
وأضاف الفروي: “لدي ٣٠ بيتا بلاستيكيا مزروعين حالياً بندورة وفليفلة وخيار وفاصولياء، و منذ بداية الشتاء ونحن نعاني من انقطاع الكهرباء خاصة ليلاً، وما زاد الطين بلة هو موجة الصقيع التي تشهدها المحافظة حالياً والتي ستضرب المحاصيل”.
وتابع الفروي: “لا وسيلة لتدفئة البيت البلاستيكي سوى باستخدام تقنية الرذاذ، لأنه لا نستطيع شراء ليتر المازوت ب٣٥٠ ليرة، ناهيك عن صعوبة تأمينه”.
بدوره، قال المزارع حسين علي لتلفزيون الخبر: “في السنوات السابقة عندما كنا نستخدم المازوت في تدفئة المزروعات داخل البيوت البلاستيكية كانت خسائرنا كبيرة جداً، وذلك لأن التدفئة محصورة بأمتار قليلة جداً حول محيطها”.
وأضاف علي: “لكن بعد استخدام تقنية الرذاذ أصبحت زراعتنا أفضل، حتى إن أجسادنا لم يعد يرهقها التعب والسهر في المناخ البارد خلال حدوث الصقيع، إلا أننا رغم ذلك نعيش كابوس خسارة محاصيلنا بسبب انقطاع الكهرباء”.
ورغم وعود المعنيين في الكهرباء منذ بداية الشتاء بعدم قطع الكهرباء ليلاً عن مناطق الزراعات المحمية إلا أنه بدون جدوى، بحسب المزارع أبو مهند الذي قال لتلفزيون الخبر: “رغم الصقيع الذي يهدد مزروعاتنا ورغم الوعود البراقة بإعفائنا من التقنين، إلا أن الكهرباء تنقطع بحجة أعطال وحمولات”.
وناشد المزارعون “المعنيين في شركة كهرباء اللاذقية أن يتم إعفاءهم جدياً من التقنين الكهربائي في الليل حتى لا يخسروا محاصيلهم، خاصة في ظل جو الصقيع الذي تشهده المحافظة”.
بدوره، قال مصدر في الشركة العامة لكهرباء اللاذقية لتلفزيون الخبر: “بالتنسيق بين محافظة اللاذقية ووزارة الكهرباء، تم تأمين التغذية الكهربائية في منطقة الشريط الساحلي التي تنتشر فيها الزراعات في البيوت البلاستيكية والهنغارات”.
وبيّن المصدر أن “هذا الإجراء يأتي بهدف حماية البيوت البلاستيكية والهنغارات من آثار الصقيع، وذلك بالتعاون مع الجمعيات الفلاحية وذلك خارج كمية الكهرباء المتاحة للمحافظة”.
يذكر أن الوسائل التي كان يستخدمها المزارعون في حماية مزروعاتهم المحمية من الصقيع، بدأت عبر التدفئة وتسخين المناخ الداخلي بواسطة مدافئ المازوت، أو إشعال النيران خارج البيت المحمي لرفع درجة حرارة الجو، وهو الأمر الذي أبقى المزارعين في حالة ترقب دائم، خوفاً من حدوث أي طارئ غير محسوب، كانتهاء المازوت أو انخماد النيران.
ثم انتقل المزارعون إلى حماية محاصيلهم المحمية باستخدام تقنية الرذاذ التي يمكن للمزارع تنفيذها، حيث يعمل على مدّ أنابيب في أعلى قمة البيت المحمي وعلى امتداده، موصولة بشبكة أنابيب أخرى قادمة من مصدر مياه جيد، هو في الأغلب أحواض إسمنتية.
وتكون الأنابيب مجهزة بفتحات بأبعاد متساوية فيما بينها، جاهزة لتركيب الرذاذات الصغيرة ضمنها، والمعنية بتحويل المياه المتدفقة ضمن الأنابيب إلى رذاذ فور خروجها منها.
تلفزيون الخبر – اللاذقية