صورة السوريين الذين شردتهم الحرب .. جدل أم بروباغاندا ؟
انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي مؤخراً صور لمئات النازحين من المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي عبر طوابير من السيارات والشاحنات أثارت حزنا ولغطاً بين السوريين
السوريون الهاربون من توظيفهم كجدار بشري أمام من جاء ليخلصهم من أسر واحتلال عانوا منه سنوات، أجبروا فيه على ممارسة عبادات وطقوس اخترعها أقوام يؤمنون أن شكل “تبول” الإنسان يحدد مدى إيمانه، ورسوخه في الدين .
وإن كانت معظم ردود أفعال السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي هو التعاطف والحزن، على رحلة تشرد جديدة لأخوة في البلوى، لم يخلو الأمر من متطرفين في الرأي، حملوهم وزر وجود الجماعات الإرهابية على أرضهم.
وكما كل مفصل لمرحلة تمر على السوريين ، تنبري وسائل إعلام لصناعة بروباغاندا رخيصة، غير عابئة بالموت الذي تصوره وتترجمه بلغة السياسة، مطية لأفكار تحمل مصالحها .
وحرم هؤلاء المدنيين من اللجوء إلى المعابر الإنسانية التي أمنها لهم الجيش العربي السوري على مدى أسبوعين ماضيين،وهي الحاضر جنوب حلب وأبو ظهور شرق إدلب والهبيط جنوب إدلب ، فمن يلجأ لها يقتل شرعاً، ويعتبر في نظر المحتلين خارجا عن الدين .
وعلى مدى تسع سنوات من الحرب السورية، تكررت الحادثة مئات المرات، في كل مرة يقرر الجيش أن يدخل منطقة لتحريرها من دنس المحتلين، بعد نفاد كل أشكال المفاوضات ومحاولات خروج المحتل بلا معركة حفاظا على المدنيين، يقوم المسلحون المتشددون باحتجاز المدنيين للاختباء بينهم.
وعندما ينجح المدنيون بالهروب من المسلحين، يصورهم الإعلام الممول، بأنهم هاربين الجيش، ويتاجر بهم في المحافل ، دون أن يعذب أحد نفسه ويسألهم عن الموت الذي عاشوه في ظل الاحتلال وما زالوا.
وإذا كان من حق السياسيين تحويل أي حدث إلى كتلة ذات قيمة في ميزان السياسة، فإنه ليس من حق السوري تحميل أخيه السوري وزر أنه لم يقاوم المخرز بعينه
يذكر أن أكثر من مليون مواطن سوري ، يبيتون اليوم على الطرقات في العراء، في ظل البرد القارس، لأن جهات سياسية لازالت قادرة على المتاجرة بموتهم وتحويلهم إلى مجرد صورة، للتجارة .