الشهيدان الضابطان فراس ونورس حسن .. توأم سوري حقيقي على الأرض وفي السماء
التوأم فراس ونورس حسن، اسمان حفرا مكاناً لها في ذاكرة كل سوري، مازال يملك قليلاً من الأمل وسط حرب لم تترك له مجالاً لالتقاط أنفاسه وتذكر أحبته الذين رحلوا، أو الذين مازالوا على جبهات القتال.
الطيار النقيب نورس حسن الذي استشهد في 1 – 7 -2016 بعد سقوط طائرته في منطقة جيرود في ريف دمشق، لم يكن خائفاً من الموت بعد أن فقد نصفه الآخر أخاه التوأم الضابط فراس حسن في معارك جسر الشغور 24 – 1 – 2103 .
عدت وحيداً هذه الكلمة التي بدأ بها كلامه، أخ الشهيدين فراس ونورس حسن الشاب أوس حسن، الذي قال لتلفزيون الخبر “كنا ثلاثة أخوة، أخذت الحرب أخواي التوأم فراس ونورس وعدت أنا وحيداً، أجمع ما تبقى من صور أخوتي على هاتفي المحمول وفي ذاكرتي الصغيرة.
وأوضح أخ الشهيدين أوس حسن ” كان نورس مثالاً حقيقاً للضابط الطيار، أحب السماء منذ صغره، و حلم بالكلية الجوية، والتحق بها منذ العام 1999، وتنقل في جميع مطارات سوريا العسكرية، ومع بداية الحرب زاد إصرار نورس على متابعة الطيران و الوقوف إلى جانب الوطن والزملاء”.
وتابع “تنقل نورس بين عدد من المطارات العسكرية منها مطار منغ والطبقة والشعيرات وآخرها مطار الدوير العسكري، وكانت مهمته طيار حربي، ينفذ طلعات قتالية، وقادر على حسم معركة، كان صوت أصدقائه الذي يصله عبر الهاتف اللاسلكي وهم يطلقون الصيحات بنجاح طلعاته الجوية والدعوات له بالاستمرار، حافزاً ودافعاً كبيراً له جعل من الطائرة عشقه الأول والأخير”.
وعن الانجازات العسكرية التي حققها الطيار نورس قال أوس لتلفزيون الخبر “استطاع نورس تدميرغرفة عمليات النشابية التابعة لجيش الاسلام بريف دمشق بالكامل، وقدم الدعم الناري للقوات المسلحة في تدمر في حربها ضد تنظيم داعش”.
وأضاف “دمر غرقة عمليات لتنظيم لداعش بالحي الغربي بمنطقة الضمير، وقتل أكثر من 27 من عناصر التنظيم، وقدم الدعم الصاروخي للقوات بالقطاع الجنوبي لجبهة مرج السلطان، إضافة الى العديد من الطلعات القتالية على مختلف جبهات القتال”.
و عن استشهاده قال اوس لتلفزيون الخبر “كانت أخر مهمة جوية له يوم الجمعة 1 – 7 – 2016 حيث اتصل بنا يوم الخميس وقال أن لديه مهمة جوية في منطقة جيرود يوم الجمعة، وبعدها سيأتي ليقضي إجازة عيد الفطر في قريتنا (القلايع) التابعة لريف جبلة، وأثناء قيامه بواجبه تعرضت طائرة نورس لإصابة من المجموعات المسلحة التابعة لجيش الإسلام أدت إلى سقوط الطائرة ووقوعه أسيراً بين أيديهم”.
وعن مقطع الفيديو الذي تناقلته وسائل الإعلام للطيار نورس حسن قال أوس “لم تكن الشجاعة صفة غريبة على نورس، وكل من شاهد المقطع يدرك قمة الشجاعة والثقة بالنفس وبالواجب الوطني التي تحدث بها نورس، وكأنه لا يأبه لهم، لأن ايمانه بما يقوم به كان أقوى من محاولتهم لإشعاره بالضعف او بالوهن”.
وتابع أوس حديثه لتلفزيون الخبر “وصلنا نبأ استشهاد أخي نورس بعد أن قتلته مجموعات جيش الاسلام، ورغم مصابنا الكبير، نحن نفحر بشهادته لأنه هو من أراد الشهادة وامن بها وحصل عليها، ورغم حزنه الكبير على أخي فراس الذي استشهد أيضا في العام 2013 إلا أنه أصر على متابعة المسير والدفاع عن الوطن”.
وكان الضابط فراس حسن الأخ التوام للطيار نورس حسن استشهد في معارك ريف إدلب بجسر الشغورفي العام 2013 بعد معركة غير متكافئة استمرت ثلاثة أيام تعرض خلالها فراس للاصابة بكتفه.
وكان عدد أفراد الجيش العربي السوري قليلة أثناء هذه المعركة، وقاد فراس المعركة مع 75 فرداً من زملائه مقابل عدد كبير من المسلحين إلى أن استشهد في اليوم الثالث ولم يصل جثمانه إلى ذويه حتى هذه اللحظة، حسبما قال اخاه أوس لتلفزيون الخبر.
وختم أوس حسن حديثة “أخواي التوأم استشهدا دفاعاً عن الوطن، ولدى كل واحد منهما طفل صغير لابد أن يكبر ويتحدث للجميع عن بطولة هذان التوأمان اللذان أحبا الجيش العربي السوري منذ صغرهما، والتحقا به دون أي ضغوط من أحد، واستمرا في الطريق الصحيح إلى أن نالا الشهادة بكل صدق وإيمان بالوطن”.
سهى كامل ـ تلفزيون الخبر ـ اللاذقية