أبرز حوادث إسقاط الطائرات المدنية عبر التاريخ
لم تكن حادثة سقوط الطائرة الأوكرانية فوق الأراضي الإيرانية بفعل خطأ بشري من الدفاعات الجوية الإيرانية، الأول من نوعه في التاريخ، إذ شهد العالم على مر العقود الثمانية الأخيرة سلسلة من حوادث إسقاط الطائرات المدنية بشكل متعمّد، أو عن طريق الخطأ، ما أسفر عن آلاف الضحايا، كانت أبرزها الحوادث التالية:
أجبرت مقاتلات يابانية خلال الحرب اليابانية والصينية الثانية في آب 1938 طائرة ركاب تجارية، على متنها 18 شخصاً، على الهبوط في الأراضي الصينية شمالي هونغ كونغ، وقصفها بعد ذلك في محاولة لاغتيال الابن الوحيد للرئيس الصيني آنذاك “سون يات صن”، الذي اعتقد اليابانيون أنه كان على متنها.
وأعيد تجديد الطائرة لاحقا قبل أن تتعرض لإطلاق نار ثان في 1940 ما أدى إلى احتراقها بشكل كامل في أحد مطارات مقاطعة يونان الصينية، ومقتل ركابها التسعة.
وقتل في العام 1940 طاقم طائرة “كاليفا” الفنلندية وركابها السبع، بعد أن أسقطتها قوات الاتحاد السوفييتي فوق مياه خليج فنلندا، في طريقها من تالين في استونيا إلى هلسكني في فنلندا، لتقوم بعدها غواصة سوفيتية بسرقة البريد الدبلوماسي الذي كان في الطائرة.
وأسقطت مقاتلات يابانية في آذار من عام 1942 طائرة “كي إل أم” الهولندية المتجهة من “باندونغ” في إندونيسا إلى “بروم” في أستراليا، حيث أصابت محركها ما أدى إلى هبوطها اضطراريا على الشاطئ، ومن ثم عاود اليابانيون قصفها، لتحترق وعلى متنها 4 ركاب وشحنة ألماس تقدر بما قيمته 15 مليون جنيه استرليني.
وقامت مقاتلات “جونكر جو 88” الألمانية في حزيران 1943 باستهداف طائرة بريطانية متجهة من لشبونة البرتغالية إلى بريستول في انكلترا، وذلك في المجال الجوي لفرنسا المحتلة من الألمان آنذاك، ظنا منهم أن “وينستون تشرشل” رئيس الوزراء البريطاني يستقلها.
لكن تشرشل لم يكن في الطائرة، ليقضي في القصف جميع من في الطائرة، ومن بينهم بطل فيلم ذهب مع الريح “ليزلي هاوارد”.
وتعرضت طائرة من طراز “دي سي-3” في تشرين أول 1943 للهجوم من قِبل طائرات من طراز “جونكر جو 88” فوق ساحل جزيرة هالو في السويد، حيث كانت الطائرة تحلق في رحلة مجدولة من أبردين إلى ستوكهولم و حاول الطيار التملص من المقاتلات فحلّق على ارتفاعات منخفضة لكنه فشل فتحطمت الطائرة وقتل 15 راكباً من أصل 17 كانوا على متنها.
واعترضت مقاتلات من طراز “لافوشكين” تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، في تموز 1954 طائرة مدنية من طراز “دي سي-4” تديرها شركة طيران “كاثي باسيفيك” قبالة ساحل جزيرة هاينان الصينية، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص كانوا على متنها.
وأقدمت مقاتلتين بلغاريتين في تموز 1955، على إسقاط طائرة الخطوط التابعة ل”الكيان الصهيوني” “العال” من طراز “إل-149″، المتجهة من فيينا في إلى تل أبيب، إثر انحرافها في المجال الجوي لبلغاريا ورفضها الإنصياع لأوامر الهبوط، ما أدى إلى مصرع جميع ركابها الـ58.
وتحطمت طائرة من طراز “تي يو-104” في حزيران 1962 تابعة لشركة “أيروفلوت” السوفيتية أثناء رحلة داخلية بين مدينتي خاباروفسك وموسكو، بفعل مضاد جوي أطلق عن طريق الخطأ أثناء مناورات عسكرية لقوى الدفاع الجوي السوفييتي، ما أدى لمقتل ركابها ال84.
وأقلعت طائرة للخطوط الليبية، من طراز “بوينغ 727″، في شباط 1973 من مطار طرابلس في طريقها إلى مطار القاهرة، وبعد دخولها الأجواء المصرية تعرضت لعاصفة رملية أجبرت الطاقم على الاعتماد كلياً على الطيار الآلي.
فدخلت عن طريق الخطأ في المجال الجوي لشبه جزيرة سيناء الواقعة تحت الاحتلال الصهيوني آنذاك، فقامت طائرتان للعدو بإسقاطها، ونتج عن الحادثة مقتل 108 ممن كانوا على متنها، من بينهم مذيعة التلفزيون المصري سلوى حجازي، ونجا خمسة أشخاص فقط من بينهم مساعد الطيار.
و فتحت في نيسان 1978 مقاتلة “سوخوي-15″سوفيتية نيرانها على طائرة مدنية من طراز “بوينج 707” تتبع الخطوط الجوية الكورية عجزت عن التواصل مع المقاتلة المعترضة، بعدما انتهكت المجال الجوي السوفيتي بالقرب من مورمانسك و توفي اثنان من ركاب الرحلة في الحادثة، فيما نجا 107 ركاب مع الطاقم بأعجوبة بعدما هبطت الطائرة اضطراريا على سطح بحيرة متجمدة.
وانفجرت في تموز 1980 طائرة “دي سي-9” في الجو قبل أن تتحطم في البحر بالقرب من جزيرة أوستيكا الإيطالية، بينما كانت في طريقها بين مدينتي بولونيا وباليرمو، وقتل جراء ذلك 81 شخصا كانوا على متنها.
وقضت أعلى محكمة جنائية في إيطاليا في 2013 بأن ثمة أدلة واضحة “وفيرة” على أن الرحلة أُسقطت بصاروخ، ربما عن طريق الخطأ، أثناء عملية عسكرية كانت تجري آنذاك بين حلف شمال الأطلسي ومقاتلات مسلحة ليبية.
وتعرضت رحلة “الخطوط الجوية الكورية” القادمة من نيويورك إلى سيوول في ايلول 1983 لهجمة صاروخية مميتة نفذتها مقاتلة سوفيتية بعدما دخلت أجواء بلدها نتيجة خطأ قبطان الطائرة الكورية في تحليل بيانات نظام الملاحة الجوية، نتج عنها مقتل 269 شخصاً كانوا على متن الطائرة بما في ذلك عضو الكونغرس الأميركي “لاري ماكدونالد”.
وأسقط مقاتلو جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية طائرة “بولار-3” المخصصة للأبحاث العلمية تابعة لمعهد “ألفريد فيغنر” بألمانيا الغربية آنذاك، في طريق عودتها في شباط 1985 من القارة القطبية الجنوبية إلى جزر الكناري عندما ليقتل أعضاء الطاقم الثلاثة.
وتسبب صاروخ أطلقه مسلحون اسلاميون في أفغانستان في مقتل 52 شخصا كانوا على متن طائرة “أنتونوف-26” التابعة للخطوط الجوية الأفغانية، في ايلول 1985 قرب قندهار.
وسقط 290 شخصا قتلى في تموز 1988 بعدما تعرضت طائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية الإيرانية لصاروخ بحر-جو أطلقته المدمرة الأميركية “فينسنس”، خلال رحلة بين بندر عباس ودبي، وادعت السلطات الأميركية أن عملية الإسقاط جاءت نتيجة “خطأ تقديري”، إذ اشتبهت القوات البحرية الأميركية بأنها مقاتلة “إف-14” إيرانية.
وأشعل سقوط طائرة كانت تقل رئيس رواندا “يوفينال هابياريمانا” ورئيس بوروندي “سيبريان نتارياميرا”، أثناء استعدادها للهبوط في العاصمة الرواندية كيغالي في نيسان 1994 فتيل الإبادة الجماعية في رواندا وحرب الكونغو الأولى اللتان حصدتا أكثر من نصف مليون قتيل. ولم يُعرف حتى الساعة من نفذ هذا الهجوم.
وقبل حادث سقوط الطائرة الأوكرانية الأخير ، كانت آخر حوادث سقوط الطيران بفعل هجوم هو تعرض طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية كانت متجهة من أمستردام إلى كوالالمبور، لصاروخ أرض-جو، في 2014 ليقتل كل من كان على متنها وعددهم 289 شخصاً.
و تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بإسقاط الطائرة في منطقة تشهد معارك بين أوكرانيا وموالين لموسكو من دون التوصل إلى أي نتيجة.
تلفزيون الخبر