“الفقراء يصنعون المجد” ..الشهيد عبد الكريم حسن .. أيقونة من الرجولة لا تندثر
تحدث الجميع عن مناقب الشهيد عبد الكريم حسن ، الشاب الثلاثيني المندفع للخير والمحب لأمته التي آمن فيها وبنهضتها ذات يوم ، قالوا عن عبد الكريم بانه شاب وسيم الخلق ، دقيق في عمله ، لا يترك واجبه الموكل اليه .
والشهيد عبد الكريم ، هو أحد المنتمين للحزب السوري القومي الاجتماعي وخدم في صفوف مقاتلي الحزب في عدة أماكن كان آخرها في حاجز باب تدمر .
وخلال أوقات العمل على الحاجز ، يتسم عبد الكريم بالجدية وعدم التهاون في عمله، لأن دم الأطفال الذين قضوا بتفجيرات سابقة كان حافزاً له كي يدقق في كل التفاصيل، وكل عابر على الحاجز، بحسب رفاق الشهيد .
وبعد استشهاده قال المواطن محمد سليمان “موظف في البناء والتعمير” لتلفزيون الخبر، قبل يوم من التفجير الارهابي وكالعادة أرى عبد الكريم ورفاقه في الذهاب واثناء عودتي من العمل مستقلاً سيارة بيك آب، توقفت على الحاجز وطلب مني الهوية وتفحصها وتفحص السيارة”.
وتابع ” محمد سليمان ” ابتسم الشهيد عبد الكريم على غير عادته فقلت له الحمد لله انك ابتسمت ، اتمنى أن أعرف سبب ابتسامتك ؟؟ فلم يعط جواباً ..كان متفائلاً وقتها .. وأضاف : ربما بالشهادة القادمة .”
لم يتبق من جسد عبد الكريم حسن شيء .. لأنه أعظم من المادة.. وأسمى من الروح.. فتناثر جسده على أطراف الحي الذي كان هدفاً لإجرام اللحى الصفراء القادمة من نفايات الانحدار البشري ..
سيذكر الاطفال يوماً ان هذا الجسد الذي تنفسوه شهيقاً مع الهواء سيعطيهم دفعاً بمحبة هذا التراب وهذا الوطن الذي يذبح على مرأى العالم .
كثيرة هي الهموم الشخصية التي اعتصرت ساعات وقته، و أنفاس صدره، فباح ببعضها لرفاق مصيره الذين استشهد معظمهم، وبقي آخرون وماتت بعض الهموم التي ما تحدث بها.
وقال رفاق الشهيد لتلفزيون الخبر” كان حلم عبد الكريم ان يمتلك منزلاً ويتزوج به ككل الشباب ، الا ان هذا الاجرام لم يترك حلماً إلا وحوله الى كابوس، ولم يحصل عبد الكريم على منزل يسكن فيه ولا ضريحاً يحتضن جسده في هذا الوطن .. هي قسوة الاقدار على الفقراء والمستضعفين”.
رحل عبد الكريم حسن ، الشاب الذي دفعه الفقر الى قضاء معظم أيامه على الحاجز ، فنصف الراتب يذهب الى أهله في قرية ضهر مطرو بريف طرطوس والنصف الآخر يعيش فيه
عبد الكريم .
عاش عبد الكريم مظلوماً .. واستشهد مظلوما، في دولة تعاني من الحرب .. وما أدركت ان الفقير هو من يقاتل لبقاء مؤسساتها التي ماكانت يوماً ل وما فتحت أبوابها يوما لتحتضنه .. بسبب فساد بعض أرباب الكراسي .
وبتاريخ 4 -9-2016 كان لعبد الكريم اذن للنزول الى منزله ضمن إجازته الاعتيادية ولأنه لا يملك ثمناً لتذكرة الذهاب الى أهله، قرر أن يبقى ليقبض راتبه الشهري، وفي ذات اليوم استدان سندويشة وعلبة كولا من أحد المطاعم في ساحة الزهراء، كما استدان علبة سجائر من صاحبة محل قرب الحاجز تدعى أم جلال .
أم جلال لم تعرف أن هذا الشاب الوسيم الذي استدان منها ثمن علبة السجائر لن تراه أبداً .. ليس لأنه لم يقبض راتبه ..بل لأنه سدد حياته ثمناً من أجلها ومن أجل العشرات من أبناء الحي المستهدف .
استشهد عبد الكريم حسن على حاجز باب تدمر، أثناء تصديه ورفاقه لسيارة مفخخة حاولت الدخول الى حي الزهراء في 5/9/2016.
وقال المهندس نهاد سمعان ” منفذ عام حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي ” لتلفزيون الخبر”إن الشهيد عبد الكريم يمثل باستشهاده الذي نفخر به ، الانتماء السوري والولاء الحقيقي للوطن”.
وأضاف سمعان” التزم الشهيد بمبادئ الحزب ودافع عنها وعن كرامة سوريا في كل ساحات القتال، وقضى شهيداً في ميدان الدفاع لينضم الى قافلة شهداء الحزب السوري القومي على مساحة الامة السورية “.
محمد علي الضاهر – تلفزيون الخبر