ماذا تعرف عن مصطلح الكلب المستضعف .. “The Underdog”
“الكلب المستضعف” هو مصطلح يعبر عن ظاهرة انحياز البشر وتعاطفهم مع الطرف الأضعف في أي صراع وأي منافسة ضد الطرف الأقوى “Top Dog” أو”Over dog”.
وبعد فوز باراك اوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2008، قامت مجلة “Basic and Applied Social Psychology” بنشر مقال بعنوان، “أفضلية النقيصة: المستضعفون في الساحة السياسية”.
ويتحدث المقال عن أن باراك اوباما قدم نفسه في حملته الانتخابية على أنه (كلب مستضعف) “Underdog”، مستغلا أنه رجل ذو بشرة سوداء، وأصله كيني إفريقي وليس أنجلو سكسوني، حيث لم تعرف امريكا في تاريخها رئيس من غير البشرة البيضاء.
ويبين المقال أنه على عكس ما هو متعارف عليه، فإن هنالك الكثير من الفوائد لعرض الإنسان أو المرشح السياسي نفسه وكأنه “Underdog”، فعندما يكون الشخص ذو حظوظ قليلة بالفوز، يرتبط اسمه بأذهان الناس بالروايات والقصص والأفلام التي يوجد بها شخصية ضعيفة تحقق النصر في نهاية الأمر.
وعلى سبيل المثال قصص النجاح المشهورة “لستيف جوبز” و”ايلون ماسك” الذين كانت ظروفهم ليست بالمثالية إلا أنهم حققوا نجاحا باهرا.
لذلك عندما يكون الشخص “Underdog”، فهذا يزيد من تعاطف الجمهور معه لأن ظروفه كانت أصعب وأكثر تحديا من غيره.
ووضح المقال أن ظاهرة “الكلب المستضعف” قابلة للنجاح بشكل كبير، وخاصة مع الناخبين المحايدين، فعلى سبيل المثال، عندما يترشح سياسي ما عن الحزب الجمهوري الأمريكي، فإنه من المنطقي أن ينتخبه الجمهوريون ولا ينتخبه الديمقراطيون، وتتبقى الفئات المحايدة التي ستتعاطف مع المرشح “المستضعف”، مما يدفعهم لانتخابه.
وتختفي ظاهرة (الكلب المستضعف)، “Underdog”، عندما يكون الفرد متورط وطرف غير محايد ولديه مصلحة ومنفعة شخصية في وصول مرشح ما للحكم.
ولإيضاح هذه الفكرة، قام مجموعة من الباحثين في جامعة ريتشموند الأمريكية، بطرح سيناريو خيالي، مبينين لمجموعة من الأشخاص أنه توجد مدينة تحتوي على نهر، ونريد اختبار مدى نقاوة مياه الشرب في النهر، وأن هنالك شركتان، الأولى ضخمة ولها باع طويل في تنقيه المياه، أما الثانية شركة صغيرة وحديثة وذو خبرة ضئيلة، وطلبوا منهم التصويت.
فاختار أكثر من نصف المشاركين الشركة الصغيرة والأقل شهرة، أي الشركة (المستضعفة) “Underdog”، إلا أن الباحثين قاموا بتغيير المعطيات، حيث جعلوا المدينة خاصة بالمشاركين، مؤكدين أن النهر يحتوي على مواد كيميائية.
ووفقا للمعطيات السابقة، صوت نحو 75% من المشاركين لصالح الشركة الضخمة والشهيرة، مما يثبت أن الشخص المحايد سيميل دوما “للكلب المستضعف”، إلى أن يتحول لطرف متورط ذو مصلحة شخصية، سيميل دوما للأكثر شهرة ولصاحب الفرص الأكبر بالنجاح.
الجدير بالذكر أن الكثير من المراقبين السياسين اعتبروا أن نجاح باراك اوباما في انتخابات 2008 كان مرتبطا بشكل كبير بكونه “مستضعفا”، حيث صرح اوباما سابقا “عندما يكون اسمك باراك اوباما ، فأنت دائما كلب مستضعف في السباقات السياسية”.
جاد ونوس – تلفزيون الخبر