متى ظهر الدف والرق في “التخت الشرقي”؟
تحتل الموسيقى الشرقية بآلاتها المختلفة مكانة خاصة في الموسيقى العالمية، ويضم التخت الشرقي مجموعة مميزة من الآلات الوترية والإيقاعية، التي تترك في النفس أثراً وسحراً، كفيل بنقل المستمع إلى عصر آخر وجو مختلف.
وتعتبر آلتا “الدف والرق” من آلات الإيقاع الشرقي الرئيسية، تعزف بطرق مختلفة، ابتداء من الهز والخشخشة إلى الضرب بأصابع اليد بإيقاعات منتظمة.
ويرجع ابتكار الرق إلى العصور الإسلامية، وتشير مصادر مختصة بتاريخ الموسيقى، إلى أنه لم يكن متواجداً في فترة ما قبل ظهور الإسلام، ويظهر رسمه منقوشا على كثير من الآثار الإسلامية العربية المختلفة، والتحف المعدنية والخشبية والعاجية وفي المخطوطات القديمة.
كان أول ظهور لهذه الآلة في العراق، وبالتحديد في القرن الخامس عشر، حيث استعمل الرق مع الناي فى حلقات الذكر عند المشايخ والدراويش المتصوفين.
وبعد فترة انتقلت آلة الرق من الشرق إلى أوروبا، الأمر الذى أكدته العديد من اللوحات الفنية الأوروبية، والتي أوضحت كيف استعمل الأوربيون الرق، لتدخل بدورها في الأوركسترا، ولكن استعمالها اقتصر على المقطوعات التي تعبر عن جو شعبي أو عربي أو أسباني أو غجري.
والدف مستدير الشكل غالباً، يصنع على هيئة إطار من خشب خفيف مشدود عليه جلد رقيق، ويسمى بالرق إذا زينت جوانبه صنوج نحاسية صغيرة لتحلية نقرات الإيقاع.
ويضفي وجود إحدى هاتين الآلتين على المعزوفة جواً خاصاً، يصفه البعض “بالروحاني”، وربما يعود هذا الربط لمرافقته الموشحات والأناشيد الدينية، وتراث الشعوب الشرقية وأجواءها.
ومن الآلات المشابهة للدف والرق آلة “بانديرو” والمستخدمة فى البرتغال والبرازيل، و”بوبين” باليونان، و” داييريه، وريبانا” بدول جنوب شرق آسيا، و”رابانا” ويستخدم فى سيري لانكا، و”الطار” ويستخدم بشمال أفريقيا والشرق الأوسط، و”كانجيرا” بجنوب الهند.
والتخت كلمة فارسية بمعنى منصة أو صدر المجلس، وهي عبارة عن دكة تنصب فوق منضدة عالية هي مجلس المغني ورجاله في صدر السرادق أو الملهى على حسب الداعى للحفلة،حتى يكونوا موضع أنظار المستمعين.
ويتكون التخت الموسيقي الشرقي من مجموعة من الآلات الموسيقية وهي العود، والكمان والقانون،والسنطور، والناي، والدف، والطبلة، والربابة.
انتشر تخت الموسيقي الشرقية كفرقة موسيقية في عهد الاحتلال العثماني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكان العازفين يجلسون أثناء العزف على مكان مرتفع عن الأرض.
كانت ألحان التخت قديما محدودة التأليف عمادها المغني وعدد قليل من العازفين لا يتجاوز عددهم أربعة أفراد، والبطانة المذهبجية (الكورس) أو ما كانوا يسمونهم السنيدة او الصهبجية.
وكان المغني يتوسط التخت وعلى يمينه العازفون (العود والقانون وعازف الكمان وعازف الناي). وعلى يساره ضابط الايقاع. ويليه جماعة المذهبجية (الكورس) .. وعددهم اثنان أو ثلاثة ويختارون من حفظة الموشحات والأدوار.
وأن يكونوا من ذوي الأصوات القادرة التي تمتاز بوفرة المساحة الصوتية وخاصة الطبقات الحادة (الجوابات).
كان المغني يغني على تخته ثلاث وصلات بينها فترة استراحة، ويطلق على كل قسم “وصلة”، وتكون الأغاني التي تشملها الوصلة في مقام واحد، وتأتي الوصلة الثانية في مقام آخر، كذلك الوصلة الثالثة.
تلفزبون الخبر