العناوين الرئيسيةسياسة
الرئيس الأسد: الوجود الأمريكي في سوريا سيولد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خسائر بين الأمريكيين وخروجهم
قال الرئيس بشار الأسد إن الوجود الأمريكي في سوريا سيولد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خسائر بين الأمريكيين وخروجهم.
وأضاف الأسد في مقابلة مع قناة روسيا (24) ووكالة روسيا سيفودنيا، أن “المحتل لا يمكن أن يأتي إن لم يكن لديه عملاء في البلد، من الصعب أن يعيش المحتل في أجواء كلها معادية له”.
مضيفا ” نقول دائماً إن الحل الأول والأقرب والأسلم هو أن نتوحد كسوريين حول المفاهيم الوطنية، عندها سيخرج الأمريكي ولن يتمكن من البقاء. لا من أجل النفط ولا من أجل غيره”.
وأوضح الأسد “لكن مع الوقت عندما يبقى المحتل، وتجربة العراق لاتزال ماثلة للأمريكيين، كانت النتيجة غير المتوقعة بالنسبة لهم ولكننا كنا نراها نحن في سوريا”.
وتابع” قلت أنا في إحدى المقابلات بعد غزو العراق في عام 2003 إن الاحتلال سيولد مقاومة عسكرية، فالوجود الأمريكي في سوريا سوف يولد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خسائر بين الأمريكيين وبالتالي إلى الخروج الأمريكي”.
وتابع الأسد “نحن لا نفكر طبعا بصدام روسي أمريكي. هذا الشيء بديهي وهو لا يخدمنا ولا يخدم روسيا ولا الاستقرار في العالم وهو شيء خطير، ولكن لا يمكن لأمريكا أن تعتقد بأنها ستعيش وهي مرتاحة في أي منطقة تحتلها، نذكرهم بالعراق ونذكرهم بأفغانستان، وسوريا ليست استثناء بالنسبة لهذا الموضوع”.
وحول سرقة الولايات المتحدة للنفط السوري قال الرئيس الأسد” أمريكا دولة مبنية كنظام سياسي على العصابات ليس لأنهم يسرقون النفط فقط، الرئيس الأمريكي لا يمثل دولة، هو عبارة عن مدير تنفيذي لشركة”.
وأكد الرئيس الأسد أن دمشق سترفع شكوى للأمم المتحدة بشأن مسألة سرقة النفط السوري من قبل الولايات المتحدة.
وقال: “طبعا هذا شيء طبيعي، ولكن أنا وأنت والكثيرون في هذا العالم يعرفون أنه لا توجد أمم متحدة، لأنه لا يوجد قانون دولي، فكل الشكاوى التي ترفع للأمم المتحدة تبقى بالأدراج، لأن هناك شبه دولة تحكمها العصابات وتنطلق من مبدأ القوة”.
وأوضح: “نعيش اليوم في عالم يشبه الغابة، هو أقرب إلى العالم ما قبل الحرب العالمية الثانية وليس بعدها. لذلك سنرسل شكوى ولكنها ستبقى في الأدراج”، مشيرا إلى “أن الصراعات بين ترامب والآخرين في الولايات المتحدة هي صراعات من أجل الغنائم والمكاسب”.
وفيما يخص الوجود الروسي في سوريا قال الرئيس الأسد إن “الوجود العسكري هو في إطار أولا التوازن العالمي، لأن العالم اليوم لا يخضع للمعايير القانونية وإنما لمعايير القوة.. فالقوة الروسية من الناحية العسكرية ضرورية للتوازن في العالم، هذا جانب، الجانب الآخر هو مكافحة الإرهاب”.
وأضاف “روسيا دولة عظمى ولديها مهام على مستوى العالم وواجبات ومسؤوليات، هذه المسؤوليات تخدم العالم وتخدم أيضاً روسيا نفسها والشعب الروسي.. روسيا ليس أمامها خيار إما أن تلعب دور دولة عظمى أو أن تنكفئ وتصبح دولة عادية جداً، وهذا غير جيد للعالم”.
وحول مذكرة التفاهم الروسية التركية قال الرئيس بشار الاسد “بكل تأكيد نقيّمه بشكل إيجابي، ليس انطلاقاً من ثقتنا بالطرف التركي الذي لم يكن صادقاً بشكل عام بكل التزاماته التي تعهد بها سابقاً، سواء في أستانا أو في غيرها”.
مضيفا أن “دخول روسيا على الموضوع له جوانب إيجابية لأننا كنا أمام ثلاثة خيارات: الخيار الأول هو الأجندة أو المخطط التركي بأبعاده الإخوانية والعثمانية”.
و”المخطط الآخر هو المخطط الأمريكي، وهو مرتبط بالتركي، الذي أراد من دخول تركيا تعقيد الوضع في سوريا، وبالتالي إبعاد الحل الذي كنا نرى جميعاً أننا نقترب منه”.
“والخيار الآخر هو الطرح الذي طرحته ألمانيا وهو تدويل المنطقة وبالتالي إيجاد حماية دولية. كل هذه المخططات بالنهاية تعود للقيادة الأمريكية.. هنا يأتي الدور الروسي بشكل إيجابي لأنه يقطع الطريق على هذه المخططات ويلعب دوراً في سحب الذريعة أو الحجة الكردية من أجل تهيئة الوضع باتجاه الانسحاب التركي”.
وفيما يخص إعادة انقرة للاجئين السوريين إلى منطقة سيطرة تركيا في سوريا قال الاسد “لا أحد يصدق أن تركيا تريد إعادة ثلاثة ملايين لاجئ سوري إلى هذه المنطقة.. هذا عنوان إنساني. الهدف منه الخداع”.
وأضاف الرئيس الأسد “طبعاً حتى لو أرادوا، هذا الكلام غير ممكن لأن هذا يعني خلق صراع بين أصحاب الأرض، أصحاب المدن، أصحاب القرى، أصحاب البيوت والمزارع والحقول وغيرها، مع القادمين الجدد لأن أصحاب الحق لن يتنازلوا عن حقهم في تلك المناطق. فهذا يعني خلق صراع على أسس عرقية”.
وتابع الاسد أن “الهدف الحقيقي لتركيا هو المجيء بالمسلحين الإرهابيين الذين كانوا يقاتلون في سوريا وهزموا.. نقلهم إلى هذه المنطقة مع عائلاتهم لكي يكّونوا مجتمعاً جديداً متطرفاً يتماشى مع الرؤية التي يسعى إليها رئيس النظام التركي أردوغان، هذا هو الهدف الحقيقي”.
وتابع ” بكل الحالات سواء كانت الحالة الأولى أو الثانية كلتاهما خطيرة، وكلتاهما تهدف أو ستؤدي إلى خلق عدم استقرار في سوريا، لذلك بكل تأكيد نحن نرفضه”.
و حول المظاهرات في لبنان والعراق، قال الرئيس الأسد “أهم شيء هو أن تبقى الأمور في الإطار الوطني، إذا بقيت في الإطار الوطني فلا بد أن تكون إيجابية، لأنها تعبّر عن الشعب في هذه الدول”.
وأضاف” لكن عندما يدخل العامل الأجنبي فهي بكل تأكيد ستكون ضد مصلحة الوطن، وهذا ما عرفناه و جربناه في سوريا بشكل واضح، فلذلك نتمنى أن تكون هذه التحركات هي فعلاً دافع حقيقي لتغيير نحو الأفضل في كل القطاعات وعلى كل المستويات.”
وحول عودة الأمن والأمان في سوريا إلى ما كان عليه قبل الحرب بما يخص موكب الرئاسة قال “أنا أقود سيارتي لأنني أنا شخص لا أحب مظاهر السلطة، هذه طبيعتي، أنا أعتمد على نفسي، كنت أقود سيارتي دائماً ولم أغير شيئاً فأنا أفضّل أن أنقل طباعي للمنصب لا أن آخذ مظاهر المنصب، هذا هو مبدئي قبل الحرب”.
تلفزيون الخبر