وسائل إعلام عالمية تتحدث لأول مرة عن ارتكاب “الجيش الحر” جرائم حرب بحق السوريين
تواجه الفصائل المسلحة التابعة لتركيا اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وذلك مع انتشار مقاطع فيديو مسجلة بهواتف محمولة تُظهر أعمالا وحشية.
واجبرت هذه المقاطع الإعلام العالمي إلى الانتباه بعد ثماني سنوات، على الجرائم التي يرتكبها “الجيش الحر” ، وهذه المرة لأن المقتولين، والمنكل بهم، هم أكراد سوريين .
ونشرت البي بي سي تقريرا مطولا، للصحفي جيار غول، تحت عنوان “العملية التركية في سوريا: هل ارتكب حلفاء تركيا جرائم حرب ضد الأكراد؟”
وحذرت منظمة الأمم المتحدة من إمكانية تحميل تركيا مسؤولية أفعال ما أطلقت عليهم تسمية “حلفائها”، بينما وعدت أنقرة بالتحقيق في الأمر.
وأظهر فيديو رجالا ملتحون يهتفون “الله أكبر”، وفي خلفية المشهد جثث لمقاتلين أكراد، بينما يقول الرجل الذي سجّل المقطع بهاتفه “نحن مجاهدون من فيلق المجد”.
وفي مكان آخر، تظهر مجموعة من الرجال يضعون أقدامهم على جثة امرأة غارقة في الدماء، وأحدهم ينعتها بـ”العاهرة”.
وتشبه التسجيلات المصورة في بشاعتها تلك التي كان ينشرها تنظيم “داعش” .
وتتساءل البي بي سي اليوم عن أمر عرفه السوريون قبل ثمانية سنوات، فالفكر الراديكالي هو نفسه عند كل التنظيمات الإسلامية .
لا يفرق السوريون بين “داعش” و”حبهة النصرة” و”الجيش الحر” ، جميعهم يحملون أفكاراً متشددة، تقوم فكرتها الأساسية على قتل المختلف معهم، طريقاً إلى الجنة التي يقولون أنهم وعدوا بها .
فحادثة رمي السوريين من سطح بناء البريد في مدينة الباب شمال حلب، ورمي سوريين اخرين بعد ذبحهم، في نهر العاصي، كانت من أفعال “الجيش الحر” قبل وجود “داعش” و”جبهة النصرة”.
وتتابع البي بي سي “ لكن الرجال الذين ظهروا في التسجيلات الأخيرة ليسوا أعضاء بتنظيم الدولة، وإنما ينتمون لائتلاف يُعرف باسم “الجيش الوطني السوري”، والذي يتلقى التدريب والمعدات والتمويل والأجور من تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو). ويخضع هؤلاء لقيادة الجيش التركي” .
وصُور الفيديو في يوم 21 تشرين الأول بشمال سوريا. والمرأة التي تظهر تحت أقدام المقاتلين تُدعى أمارة ريناس، وهي عضو في “وحدات حماية المرأة” المكونة من مقاتلات كرديات، والتي لعبت دورا بارزا في هزيمة تنظيم “داعش”.
وفي التاسع تشرين الأول، شن جيش الاحتلال التركي والفصائل السورية التابعة له هجوما على شمال سوريا، وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب قوات بلده من المنطقة.
وبعد بداية الهجوم التركي، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المقاطع التي يُقال أن المسلحين التابعين لتركيا صوروها. وظهر في أحدها مقاتل يهتف بالعربية: “جئنا لقطع رؤوس الكفار والمرتدين”.
وفي فيديو آخر، ظهر مقاتل مقنع متشح بالسواد ممسكا بامرأة يتملكها الفزع وسط عدد من المقاتلين، أحدهم يصورها، بينما يصيح آخر “خنزيرة”، ويقول ثالث “اقطعوا رأسها”.
وتبين لاحقا أن هذه المرأة إحدى المقاتلات الكرديات في “وحدات حماية المرأة”، وتُدعى جيجك كوباني.
وأثار الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع حالة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بعد أيام من نشره، عرض التلفزيون الرسمي التركي فيديو يظهر جيجك وهي تتلقى العلاج في إحدى المستشفيات في تركيا.
وقال مسؤولون في الولايات المتحدة إن بعض الممارسات التي ظهرت في تسجيلات الفيديو هذه قد تعتبر جرائم حرب.
وقال جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، أمام البرلمان إن: “الكثير من الناس فروا من منازلهم مدفوعين بمخاوف من ممارسات قوات المعارضة السورية الموالية لتركيا”.
وأضاف: “نرجح أن قوات المعارضة السورية الموالية لتركيا والتي تعمل بإمرة القيادة العامة للجيش التركي ارتكبت جرائم حرب في حادث واحد على الأقل”.
يذكر أن وسائل الإعلام العالمية، تعاملت على مدى ثماني سنوات من الحرب على سوريا، بلا مهنية، وكانت تنقل تدفق الأخبار باتجاه واحد، وتظهر “الجيش الحر” ومناصريه على أنهم “ثوار” وحمائم سلام ، وتتجاهل المجازر والفظائع التي كانوا يرتكبونها.
تلفزيون الخبر