بسطات تفترش أرصفة دمشق
ترد بشكل متواتر إلى تلفزيون الخبر العديد من الشكاوي المتعلقة بانتشار البسطات بشكل عشوائي وغير حضاري، على الأرصفة في عدة مناطق من دمشق.
ولعل شكاوى البسطات، من أكثر الشكاوى التي يتهرب منها مراسلونا ومكاتب تحريرنا، لارتباطها بمحاربة ظاهرة مخالفة للقانون في الشكل، ومتشحة بالبؤس والفقر في المضمون.
ومع عجز فرق العمل المتعاقبة في محافظة دمشق عن مواجهة الظاهرة، نزلنا إلى المناطق التي ذكرت في الشكاوي وكانت البداية من شارع الثورة.
إن كنت مترجلاً أو متخذاً سيارة للتنقل، يمكنك ملاحظة الأكشاك والبسطات التي تملأ أرصفة منطقة شارع الثورة، الأمر الذي يضطر المشاة للسير على الطريق وتعريض حياتهم للخطر، وفقاً لـ “خليل “، أحد المارة الذين صادفهم تلفزيون الخبر في شارع الثورة.
ويتواجد على الرصيف في شارع الثورة عند موقف باصات مساكن برزة بسطة كتب، وأخرى للجرائد، واثنتين لاكسسوارات الموبايلات “نقي تشكيلة بألف ليرة” سعر مغري ونوعية سيئة.
وعلى المقلب الآخر لايمكنك استخدام الرصيف للسير لوجود كثافة من البسطات والأكشاك من جانب بناء يلبغا وصولاً إلى نهاية الرصيف عند نهاية جسر الثورة.
وتقول هدى، وهي ربة منزل، لتلفزيون الخبر، إن: الحديقة المجاورة ليلبغا لايمكن السير فيها لوجود “الزعران” ليلاً.
وفي الجهة المقابلة، أيضاً في شارع الثورة، مايسمى “بسوق الحرامية “ وهو سوق مبني بالأساس على تجمع بسطات مخالفة، تبيع “مشكل ملون” .
ومن شارع الثورة إلى منطقة البرامكة، وبالتحديد محيط جامعة دمشق، كاسات وصحون وألبسة وأحذية، دخان، عطورات، ساعات، وغيرها الكثير من أمام المصرف العقاري وصولاً إلى أمام باب كلية الحقوق.
وتمتد البسطات على طول الرصيف من باب الحقوق إلى الإشارة واتجاه باب العلوم، وهنا يمكن مشاهدة المعاناة بوضوح.
يقول عمر، وهو طالب في كلية الحقوق إنه: “يجب المحافظة على الأهمية الثقافية لهذه المنطقة لوجود جامعة دمشق فيها فهي صرح تعليمي وثقافي ومن معالم دمشق”.
وبالانتقال إلى تحت جسر الرئيس، الذي يبعد بضعة أمتار عن الجامعة، سالكين درج المصرف كما هو معروف، نزولاً ، لنشاهد عدداً من البسطات التي يمكنك أن تجد ماتحتاجه فيها.
أما في كراجات العباسيين، فتواجد البسطات هناك يسبب اختناقاً مرورياً في الطريق إلى الكراجات، كذلك الأمر ينطبق على كراجات السيدة زينب وكراجات درعا بدمشق.
وبالعودة، تاريخياً، للتصريحات، قال عضو المكتب التنفيذي بمحافظة دمشق، فيصل سرور لموقع “الاقتصادي” في شهر نيسان من عام 2017 إن: “المحافظة تحاول تخصيص سوق للبسطات في برزة، ضمن ما يعرف في المنطقة بـ “سوق الثلاثاء”، إلى جانب وجود أربعة أسواق جاهزة، أحدها في شارع الثورة، وهي مجانية دون أي مقابل”.
وذكر عضو المكتب التنفيذي لقطاع الخدمات والمرافق العامة في محافظة دمشق، سمير جزائرلي، لتلفزيون الخبر أن “الإجراءات المتخذة بحق البسطات تكون على نوعين، أولها، يتم بالتعاون مع دوائر الخدمات وعناصر شرطة المحافظة بمعالجة المخالفات من خلال مصادرة البسطات مع التأكيد على أن ليس كل البسطات تصادر فنحن في حالة كر وفر مع أصحابها”.
وأكمل “أما النوع الثاني وهو الحل الأمثل، يجري من خلال تأمين أماكن بديلة لعمل البسطات، وهي قيد التجهيز منها، منطقة في الزاهرة الجديدة – دخلة (سيرياتيل)، ركن الدين اوتستراد نهر عيشة، وفي الزاهرة عند فرن التضامن خلف الحديقة”.
ومن المواقع التي تعمل المحافظة على تغطيتها، بحسب جزائرلي، “الأول في شارع ال البيت قرب “الريجة” في منطقة باب صغير، والثاني في ركن الدين بجانب مستشفى ابن النفيس، والثالث في حي روضة الميدان بمساكن الزاهرة الجديدة”.
وحول السوق في منطقة برزة، الذي صرح عنه مسبقاً سرور، بين جزائرلي لتلفزيون الخبر، أن “لا فكرة لديه عن هذا الموقع”، مشيراً إلى أنه “من الممكن أن يكون من ضمن المناطق ال14 المقترحة لتكون بديلاً عن البسطات، مع التأكيد على أن ملكيتها تابعة للمحافظة وليست أملاك خاصة، وأن لا تسبب إزعاج للجوار من سكان المناطق المقترحة”.
وتبقى حكاية البسطات في دمشق معلقة بين لقمة العيش صعبة التأمين في ظل الظروف الاقتصادية العصيبة التي يعيشها السوريون، وغلاء الأسعار في كافة مناحي الحياة، وبين عبء آخر حملته الشوارع وأرصفتها، وروادها بازدحام وفوضى لم تخلق لتقام عليها.
تلفزيون الخبر