إعادة افتتاح شارع المنشية بحلب بعد إغلاقة حوالي أسبوعين .. “ويا ريتو ما فتح”
شهدت شوارع مركز مدينة حلب على مدى أسبوعين ازدحامات شديدة بسبب قطع الشارع الواصل بين مخفر العزيزية والمنشية بذريعة “أعمال الصرف الصحي”، ليعاد بداية الأسبوع الحالي افتتاحه أمام حركة السيارات، “ويا ليته لم يفتح”.
فبعد حوالي الأسبوعين من الأعمال ذات “المستوى الكبير” لإصلاح شبكة الصرف الصحي في المنطقة، كانت المفاجأة بالوضع السيء الذي آل إليه الشارع المذكور، حيث تركت الحفر الناتجة عن تلك الأعمال فيه دون تزفيت، مع امتدادها على طول الشارع، من بدايته لنهايته.
وقسمت الحفر الناتجة عن فتح الصرف الصحي الشارع إلى قسمين، بسبب امتدادها في منتصفه تقريباً، لتكون عملية المرور عبارة عن اختبار قيادة للسائق الذي يضطر للمشي على جانبي الحفرة الممتدة طويلاً، وفي حال اضطراره للعبور من فوق تلك الحفر، فيكون الاختبار لجودة السيارة هنا إن كانت ستصطدم بحرف “الجورة” أم لا.
وبحسب ما هو واضح في وضع الشارع، فإن ورشات الصيانة قامت بردم الحفر الناتجة عن أعمال الصرف الصحي بعد الانتهاء منها بالبحص فقط، دون تزفيت الشارع، حتى أن عملية مد البحص تمت دون المستوى المطلوب، أي بارتفاع منخفض، ما أدى لتشكل تلك الحفر الطويلة على طول الشارع.
واستغرب العديد من المواطنين من “الآلية المتبعة من قبل المعنيين في التعامل مع الشارع الرئيسي الذي يعد واحداً من أكثر شوارع مركز المدينة ازدحاماً”، متسائلين: “كيف يتم فتح هكذا شارع مهم وحيوي وهو بالوضع السيء هذا دون تزفيته وإنهاء الأعمال فيه بشكل كامل؟”.
وعبر أحد السائقين الذي يعمل على سيارة “تكسي” عن استغرابه من الأمر لتلفزيون الخبر قائلاً: “في السابق كنا نعلق في الازدحامات ونحن نعلم أن السبب هو إصلاحات تتم في الشارع المذكور”.
وتابع “الآن نعلق بالازدحامات لأن الشارع فتح ويا ليته لم يفتح، فالعبور منه بالحفر الممتدة على طوله وازدحامات النهار يأخذ وقتاً أكثر من الوقت الذي كنا نلتف حوله خلال الأسبوعين الماضيين”.
وكان محافظ حلب حسين دياب تفقد الأعمال التي تتم في الطريق المذكور قبل أيام قليلة من إعادة افتتاحه، علماً أن عمليات الإصلاح كانت عبارة عن “استبدال قناة الصرف الصحي بمجرور مدروس وفق المتطلبات والشروط الفنية”.
وشدد دياب حينها، بحسب ما نشره المكتب الصحفي للمحافظة، على “ضرورة تنفيذ المشروع وفق المواصفات العقدية وجودة عالية وضمن المدة الزمنية ولاسيما موضوع طبقات الردم ودحلها والتنسيق مع مجلس المدينة بخصوص الصيانة الزفتية”.
ويتمتع الشارع المذكور بأهمية وحيوية تظهر بشكل واضح عبر ارتباطه بمناطق مركز المدينة، وعندما كان مقطوعاً سابقاً، كانت الحركة المرورية تلتف حوله من جهة العبارة.
ويعرف أن أعمال الصرف الصحي التي يقوم بها متعهدون عادةً لا تشمل العقود المبرمة حولها أعمال التزفيت، بل تكون من مسؤولية مجلس المدينة، إلا أن الأعمال التي تمت في شارع المنشية تعود مسؤولية تزفيتها لمديرية الصرف الصحي في هذه الحالة، بحسب ما أكده مصدر في المديرية لتلفزيون الخبر.
وبين المصدر أن “الزفت جاهز للمد ولكن يتم انتظار الجو حتى يصحو من أجل القيام بهذه العملية، حيث أن الأيام الماضية شهدت هطولات مطرية منعت هذا الأمر”.
ومنه، فإن شارع المنشية يمكن اعتباره مثالاً قريباً للعديد من الأمثلة حول سوء إدارة الأعمال الخدمية في حلب، (شارع جب القبة كمثال آخر).
وفا أميري – تلفزيون الخبر