“زوايا آرت غاليري” .. فضاء مختلف لتعزيز الثقافة والجمال
في مكان واحد يجمع بين العراقة والجمال والحداثة، وفي زمن نفض غبار الحرب التي نالت من الثقافة والفن مثلما نالت من تفاصيل حياة السوريين الأخرى، أقامت رولا سليمان غاليري “زوايا” مجتذبة المواهب الشابة التي لم تنل فرصتها، لتضيء وسط دمشق بأطياف الفن المختلفة.
افتُتح الغاليري في 25 أيلول في بناء برج الروس العريق في منطقة القصاع، بحضور تجاوز ال500 شخص، مترافقاً مع معرض للفنون التشكيلية وأمسية موسيقية.
وقالت مؤسسة الغاليري “رولا سليمان”، لتلفزيون الخبر: “بدأت الفكرة منذ ما يقارب الثمانية أشهر، برسالة مجتمعية الهدف منها رفد الحركة الثقافية والفنية ودعم الحراك الثقافي المحلي”.
وأكملت السيدة رولا “أثناء التحضير برزت الإمكانية لاحتضان المكان أفكاراً أخرى، مثل العروض المسرحية والسينما والرقص والمؤتمرات وورشات العمل، لدعم المبادرات الشبابية بشكل خاص”.
وأوضحت سليمان ” وهكذا تم تجهيز المكان لمختلف أنواع الأنشطة الثقافية، فيحوي قاعة متعددة الاستعمالات مسرح موسيقى سينما معارض مؤتمرات وورشات العمل، بالإضافة إلى قاعة أصغر تناسب أنشطة أخف”.
وتابعت ” إلى جانب المكتبة المكونة من طابقين، يحتوي العلوي الكتب والسفلي مجهز بطاولات وكراسي وانترنت، وهي مناسبة لطلاب الجامعات لإجراء مشاريعهم وبحوثهم والاستعارة داخلية، برسوم اشتراك بسيطة تؤمن استمرارية المكان”.
وأردفت سليمان ” وهناك حديقة ملحقة مناسبة لورشات النحت والرسم أو أنشطة الأطفال، وهي تابعة لجمعية “نحنا” الثقافية وجزء من تعاون متبادل في المجال الثقافي مع الجمعية”.
وأوضحت سليمان “الهدف والتوجه الأساسي من الغاليري هو فئة الشباب، الذين لم يأخذوا فرصتهم بعد، الأمر الذي دفع معظم المواهب إلى السفر، فكان التوجه لخلق منصة خاصة لا تشترط أن يكون الاسم معروفاً”.
وتابعت ” نحاول من خلال الغاليري إيجاد التوازن بين الربح من أجل ضمان استمرارية المكان وبين دعم الشباب فالاستثمار الأساسي لنا هو الشباب والإنسان في مواجهة فكر تكفيري، وذلك بجمع الناس بثقافة وأغنية ومسرح”.
وأشارت السيدة رولا “عمل الغاليري هو استثمار طويل الأجل على المستوى الثقافي تُحصر نتائجه مستقبلاً، ومن حق الناس حتى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة أن تتذوق وتحسن ذائقتها البصرية والفنية، فكانت سعادتنا بترحيب الناس حتى من الذين لا نعرفهم بوجود هكذا مكان يفسح المجال لكل الانشطة، ويتمتع بتاريخ عريق”.
وذكرت السيدة رولا أنه ” تم تفعيل المكان بشكل مجاني لمدة ثلاث أشهر قبل الافتتاح، لأي ورشة عمل وشهد المكان عرضاً مسرحياً، وكان لدينا هدفان من ذلك، الأول هو تعريف الناس بالمكان والهدف الثاني اجراء اختبار للمكان وتجهيزاته وطاقته الاستيعابية”.
وثمّنت سليمان الجهود الكبيرة التي بذلها من وصفتهم “بالجنود المجهولين الذين قدموا وقتهم وجهدهم من أجل أن يظهر المكان بهذه الحلة ومجهزاً بهذا الشكل”.
وترافق الافتتاح بمعرض للفن التشكيلي ومعرض للتصوير الضوئي للفنان “حسين صوفان”، وأيضا مع أمسية عزف مميزة لمجموعة من الموسيقيين الشباب هم :مهدي المهدي وخالد بهنسي واحمد اسكندراني.
ويشارك في المعرض الذي يستمر حتى 30 أيلول الحالي، عدد من الفنانين التشكيليين السوريين، وانتمت لوحاتهم إلى مدارس فنية مختلفة بين الواقعية المطعمة بالرمزية والتلوينية والتجريد بالخطوط واللون، بينما ركز التصوير الضوئي للفنان حسين صوفان على العلاقة بين النور والظلال وإبراز جماليات الجسد الإنساني”.
إحدى المشاركات في المعرض، الفنانة نازك سليمان قالت لتلفزيون الخبر: “تمثل لوحاتي المرأة بصمتها، وتترك المجال للمتلقي بفهم ما تريد التعبير عنه من نظرتها”.
وعمدت الفنانة إلى إدخال عنصر القهوة في رسم اللوحة بطريقة خاصة، فيما تعكس إحدى اللوحات حالة التمرد والقوة عند المرأة، في حين يضفي الظل الموجود خلف إحدى النساء في لوحة أخرى إيحاء بماضيها أو شخصيتها.
ووصفت نازك الغاليري بأنه “كان ملجأً للفنانين من موسيقيين ورسامين واليوم تبلورت مهمته لاستقطاب الفنانين بمختلف شرائحهم ومواهبهم”.
وبيّنت الفنانة أنه “خلال الحرب أغلقت الكثير من الغاليريات، وعدد كبير من الفنانين غادروا سوريا، في حين بقي الخريجون الجدد الذين عايشوا الأوضاع الصعبة في دراستهم وحياتهم وظروف عملهم، واعتمد بقاء الحركة الفنية واستمرارها على جهودهم، ما يعطي الغاليري قيمة أكبر كونه حاضن لهؤلاء الشباب”.
يذكر أن عمل الغاليري متصل بعمل جمعية “نحنا” الثقافية التي تأسست عام 2013،وهي مؤسسة غير ربحية، جاءت فكرة إنشائها كرد فعل على الحرب والعنف لخلق فسحة حوار من خلال المسرح والأغنيات والفن وجميع المجالات الثقافية.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر