تربية اللاذقية توزّع على التلاميذ كتبا محلولة ومهترئة.. و”تطنش” تعليمات الوزارة
تلقى تلفزيون الخبر شكاوى بالجملة من أهالي عدد من تلاميذ الحلقة الأولى للتعليم الأساسي، يشتكون توزيع كتبا مدرسية محلولة ومهترئة على أولادهم الذين يعود قسما كبيرا منهم إلى المنزل باكياً لأنه لا يستطيع الإجابة على التمارين الموجودة في الكتاب، لأن طالب السنة الماضية قد أجاب عنها بالقلم الأزرق.
وقال عدد من أهالي الطلاب لتلفزيون الخبر: “بعض الكتب وخاصة كتب الصف الرابع والخامس تحتوي على خربشات بالقلم الأزرق رسمها الطلاب من السنة السابقة ويتوضع بعضها على الصور والنصوص، ناهيك عن أن بعض الصفحات ممزقة”.
وتساءل المشتكون بتهكم: “باعتبار أن المناهج المدرسية الجديدة تحتاج أن يحل الطالب على الكتاب المدرسي، فكيف سيتمكن الطالب الذي يرث الكتاب من التعلم وحل الأسئلة أو حتى الواجبات اليومية؟!”.
والأنكى بحسب الأهالي أن “أولادهم يرجعون إلى المنزل وهم يشكون ويبكون لأن المعلمة عنفتهم بسبب الإجابة باللون الأزرق على الكتاب، ليجيبوها بخجل لسنا نحن وإنما استلمناها هكذا”.
كما تساءل الأهالي: “لماذا إدارة المدرسة لم تفحص الكتب أثناء استلامها من الطالب في نهاية العام الدراسي الماضي، والتأكد من سلامتها وتغريم الأهالي الذين عبث أولادهم بكتبهم، بثمن كتب جديدة؟”.
وأضاف المشتكون: “ما أثار حفيظة أولادنا ودفعهن للغيرة والشعور بالنقص والدونية هو أن الكتب المعادة التدوير تم تسليمها للطلاب باستثناء أبناء المعلمين في المدرسة الذين استلموا نسخة كتب جديدة”.
وتابعوا بتهكم: “التمييز بين الطلاب يحطم معنويات الطالب ويدفعه للتراجع في مستواه الدراسي .. ألا يكفي التمييز في التعامل خلال العام الدراسي ومنح جميع الامتيازات لأبناء المعلمين والتي تزيد كلما ارتفعت درجة المعلمة من معلمة إلى إدارية إلى معاونة مديرة إلى مديرة”.
وأردف المشتكون:” الغريب أنه في الوقت الذي قامت فيه مديرية التربية بتسليم الطلاب كتب مستعملة ومهترئة، فإن مستودعات الكتب تعج بالنسخ الجديدة، فهل قصد مديرية التربية دفعنا لشراء الكتب الجديدة من المستودعات؟”.
وأكد بعض المشتكون أنهم “أمام تذمر أبنائهم من تسليمهم كتب مستعملة ومهترئة قاموا بشراء كتب جديدة لأبنائهم من المكتبات والمستودعات”.
واستطرد المشتكون بتهكم شديد:” كان الأجدى بوزارة التربية الإعلان صراحة عن عجزها تسليم كتب جديدة لجميع الطلاب كي يتدبر الأهالي أمورهم قبل بدء العام الدراسي الجديد”.
وطالب الأهالي “وزارة التربية بإيجاد حل لهذه المعاناة فلا الطالب قادر على الفهم وتلقي الدروس بشكل صحيح، ولا المعلمة راضية بذلك، ولا الأهالي لهم القدرة على شراء كتب جديدة من المستودعات”.
شكاوى الأهالي التي وردت بالجملة ومن كل حدب وصوب في المحافظة عرضناها أمام وزارة التربية التي أكدت عبر مكتبها الصحفي لتلفزيون الخبر، أن “تعليمات إعادة توزيع الكتب المستردة في مرحلة التعليم الأساسي تنص على توزيع كتب جديدة بأعداد التلميذ للصفوف الأول والثاني والثالث”.
وأضافت: “أما الصفوف الرابع وما فوق فيتم إعادة توزيع الكتب المستردة والصالحة للتوزيع والكتب الموزعة لأول مرة كونها كتب غير ملغاة “.
وأوضحت الوزارة أن ” الكتب التفاعلية” كتب التمارين” والتي يقوم التلميذ بالحل عليها فيتم توزيعها جديدة بأعداد الطلاب “.
وأكدت وزارة التربية “أن التعليمات العامة بضرورة التعميم على جميع المدارس بمختلف مراحل التعليم بضرورة توجيه الطلاب والتلاميذ للمحافظة على الكتاب أثناء العام الدراسي وإعادته الى المدرسة وفقا لتعليمات الاسترداد في نهاية العام الدراسي بحالة جيدة وصالحة للاستخدام في العام الدراسي التالي “.
وأكدت الوزارة أنه :” تم توجيه مديرية تربية اللاذقية لمتابعة المدارس محل الشكوى واتخاذ الإجراءات المناسبة بحق كل من لم يتقيد بالتعليمات الوزارية وقام بتوزيع كتب غير صالحة للاستخدام.
يشار إلى أن التعليمات الوزارية الخاصة بإعادة توزيع الكتب، تنص على توزيع الكتب المدرسية مجانا على جميع تلاميذ صفوف مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول وحتى الصف التاسع في المدارس الرسمية التابعة لوزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الأوقاف ومدارس أبناء وبنات الشهداء.
وتوزع كتب المواد الدراسية على طلاب مدارس المتفوقين في الحلقة الثانية من مرحلة التعليم الأساسي وفقا لأعداد الطلاب كتب جديدة غير مستعملة ولا تسترد منهم في نهاية العام الدراسي.
يذكر أنه وعلى الرغم من تعليمات الوزارة، إلا أن مديرية تربية اللاذقية لم تتخذ حتى كتابة هذا التقرير أي إجراء بتبديل الكتب التالفة، وغير الصالحة للدراسة، وزادت عليه بعدم الرد على اتصالاتنا المتكررة للاستفسار عن هذه القضية .
صفاء اسماعيل – تلفزيون الخبر – اللاذقية