في المدارس الخاصة والحكومية.. تكاليف نقل طلاب المدرسة تثقل كاهل الآباء
ملابس المدرسة، والكتب، والحقائب والقرطاسية، ومصروف جيب يومي، تكاليف وأعباء بات الآباء يحسبونها “بالحيلة والفتيلة” خلال أشهر العطلة الصيفية، لحين بدء العام الدراسي، وسط غلاء فاحش في الأسعار يطغى على كل مفاصل الحياة.
ومما يحسب ضمن مصاريف العام الدراسي، أجور نقل الطلاب سواء كانوا في مدرسة حكومية أو خاصة، حيث يتفق عدد من الأهالي مع سيارة خاصة أو سيارة أجرة، أو استئجار شهري ل”سرفيس” أو حافلات المدارس المخصصة لنقل أبناءهم من البيت إلى المدرسة والعكس.
وتقول نادين، وهي أم لثلاثة أطفال في المرحلة الابتدائية والاعدادية، لتلفزيون الخبر إن “تكلفة مشوار الطريق لأبنائي الثلاثة شهرياً تعادل راتب موظف حكومي، بالرغم من أن أبنائي في مدرسة حكومية، إلا أنني أدفع 30 ألف ليرة لنقلهم كل شهر”.
وذكرت نادين أن “المبلغ المذكور الذي تدفعه مقابل نقله في سرفيس “مع المراعاة” 2000 ليرة عن كل طفل، كونها سجلت أبناءها الثلاثة سوية، بينما لو اتفقت مع سيارة، لتضاعف المبلغ مرة واحدة على أقل تقدير”.
وتلقى مهمة نقل الطلاب في السرافيس انتقاد بسبب حشوها المبالغ فيه للأولاد، فالسرفيس المخصص لـ 14 راكبا، يتسع لنحو 40 طفلا، وأحياناً أكثر، حتى بات معروفاً لدى الطلاب باسم “قطرميز المكدوس”.
وحقق سائقو السرافيس وسيارات الأجرة دخلاً إضافياً مربحاً من خلال نقل الطلبة سنوياً، وبالرغم من أن “أبو باسل”، سائق سرفيس في دمشق، فهو يرى في هذا العمل، بحسب قوله لتلفزيون الخبر “شغل ما بجيب همه”.
ويضيف سائق السرفيس أبو باسل “الأولاد مشاغبين وبوجعوا الراس، وبينزعوا الكراسي، وبياكلوا وما فيك تمنعهن، بس مجبورين نشتغل هالشغلة لنطعمي ولادنا كمان”.
أما بدر، الذي اختار لابنته إحدى المدارس الخاصة التي عادت إلى مقراتها الأصلية في ريف دمشق بعد عودة الأمان إلى مناطق منها “المعضمية، دروشا،الصبورة، الديماس” خلال السنوات الأخيرة ، شرح لتلفزيون الخبر أن “المدرسة تتقاضى قرابة 300 ألف ليرة سورية للنقل فقط”.
ةتابع بدر أن ” المبلغ المرتفع للنقل بسبب طول المسافة من دمشق حتى المدرسة، ويوفر الباص أمان أكثر لابنتي مع زملائها وإشراف الآنسة المشرفة على الطلاب”.
وكانت محافظة دمشق أصدرت قراراً في آذار الماضي تسحب بموجبه “جميع الموافقات والرخص الممنوحة لتخديم الطلاب والقطاعات الخاصة في مهمات النقل، نظراً للنقص في المركبات الذي تؤدي إليه هذه المهمات”.
وتتراوح أسعار النقل إلى المدارس خارج دمشق، ما بين 300 إلى 350 ألف سنوياً، إذا كان الطالب ينقل من دمشق إلى ريفها، وقرابة 70 إلى 100 ألف في حال سكن الطالب بالريف ومدرسته بمنطقة مجاورة.
وتشمل دائرة النقل كذلك المدارس الخاصة الموجودة في دمشق كمقر رئيسي لها، وهي تنقل طلابها من مناطق في العاصمة إلى مقر المدرسة الموجود في الغالب وسط المدينة.
وتتقاضى تلك المدارس مبلغ سنوي يقدر ما بين 120 إلى 150 ألف ليرة عن كل طالب، بغض النظر عن المرحلة التعليمية التي ينتمي إليها.
الجدير بالذكر أن الأسعار المذكورة في المدارس الخاصة، ترتبط نسبتها بالقسط الكامل للمدرسة، والمستوى الذي تصنف نفسها به، حيث تصل أقساط بعض تلك المدارس عن العام الدراسي كاملاً لقرابة مليوني ليرة سورية.
من جهة أخرى، وجد “خليل” أن على ولديه في الصف الثاني والرابع، الذهاب والإياب مشياً على الأقدام، وشرح لتلفزيون الخبر أن “لا استطاعة عندي لدفع عشرات الآلاف شهرياً لأي وسيلة نقل، فاخترت أن يعتادوا على الذهاب سوية إما مشياً أو من خلال المواصلات العامة”.
وتابع خليل “ساعدني في قراري أنهم سوية، كذلك قرب مدرستهم من بيتنا، فإن اختاروا المشي وصلوا دون تعب كبير وإن اختاروا المواصلات العامة، ف”سرفيس” واحد يوصلهم حتى باب المدرسة”.
وأردف خليل ” كما أنني قررت خلال العطلة تعويد أبنائي على قطع الطرقات والانتباه للسيارات، وتوجييهم بكيفية تعاملهم مع أي موقف طارئ من الممكن أن يواجهوه في الطريق”.
ومع اختلاف الخيارات السابقة التي اتخذها كلٌّ حسب قدرته، أجمع الأهلي على أن تكاليف المدرسة سواء لطفل واحد أو أكثر باتت حملاً ثقيلاً لابد من حسابه بدقة، متمنين تقديم التعليم الأفضل لأبناءهم بكافة تفاصيله حتى لا يقصروا بحق أطفال لا ذنب لها بارتفاع الأسعار وغلاء كل سبل العيش.
لين السعدي – تلفزيون الخبر.