بعد نيله ميدالية “الشرف” في روسيا.. ثائر زين الدين لتلفزيون الخبر: استخدمت تقنية عين الكاميرا لرصد مشاهد الحرب
منذ بداية الحرب على سوريا، لاحقت عين الأديب “ثائر زين الدين” وقلبه مشاهدها القاسية، واستحال قلمه عدسة كاميرا من نوع خاص تنقل من خلال الحروف صورة كاملة التفاصيل وحقيقية، فاستحقت أن تتجاوز حدود الوطن لتلقى الاستحسان على بعد آلاف الكيلومترات.
تحت عنوان “مشاهد سورية”، جاءت قصيدة الدكتور ثائر زين الدين لتنال إحدى أهم الجوائز الأدبية من قبل اتحاد الكتاب الروس، وهي جائزة وميدالية “النصر” باسم الكاتب الروسي المعروف “فلاديمير كاراباف” وهو أحد ابطال الاتحاد السوفيتي.
وقال الدكتور ثائر لتلفزيون الخبر: “بدأت بكتابة القصيدة منذ بداية الحرب المجنونة على سوريا، التي أريد منها أن تعيد البلد سنوات طويلة إلى الخلف، وتهدد وحدتها، ورصدت من خلالها الكثير من الجوانب التي عاشها الشعب السوري خلال هذه المحنة”.
وتابع زين الدين: “ترجمت القصيدة إلى اللغة الروسية شاعرة وروائية روسية معروفة جدا في بلدها هي “سفيتلانا سافيتسكايا”، ونشرت في روسيا في بعض المجلات الأدبية، فلاقت تقييما حسنا عند بعض الكتاب الروس ومنحت ميدالية النصر”.
وبين زين الدين أن “هذه الميدالية والوسام المرافق لها، تمنح عادة لأفضل الأعمال التي تكتب في فترات الحرب وتمنح لكتاب من خارج روسيا، وهذه المرة الأولى التي ينالها كاتب عربي”.
وأضاف الأديب أن” القصيدة تتألف من 34 مشهدا، وتقع في نحو 60 صفحة، وستنشر قريبا في مجموعة شعرية صادرة عن وزارة الثقافة السورية”.
وأشار زين الدين إلى أنه حاول استخدام تقنية “عين الكاميرا”، بمعنى أن يلتقط المشهد وكأن المصور يقف بعيدا عنه ودون أن يتأثر به، لكن الشعر لا يمكن إلا أن يخرج متأثرا بوجدان الشاعر ومشاعره، فحتى عين الكاميرا هذه من خلال زاوية الرؤية لن تكون محايدة بالتأكيد”.
تتحدث القصيدة، حسب كاتبها، عما مر به الشعب السوري، وبطولات رجال الجيش العربي السوري، وترصد حالات المهجرين من قراهم وبيوتهم في بداية الحرب، إلى جانب ملامسة معاناة السوري الاقتصادية التي هي من تبعات الحرب.
كل هذه التفاصيل تأتي بلبوس فني، فالشعر كما يصف زين الدين ” لايتحدث بلغة المقالة السياسية والاقتصادية”.
ولفت زين الدين إلى أن “الأعمال الأدبية بأجناسها المختلفة ساهمت في رصد واقع الحرب وأهوالها خلال السنوات الأخيرة”، منوها إلى أن “وزارة الثقافة أصدرت في العام الماضي 266 كتابا، وهو أعلى رقم تصدره منذ تأسيسها في منتصف الستينات من القرن الماضي”.
ووجد الشاعر والأديب الذي يحمل دكتوراه في الهندسة الميكانيكية أن “الموهبة الأدبية تجد طريقا للتعبير عن نفسها حتى في حال كان صاحبها مختصا في مجال علمي”، مستشهداً بالشاعر عمر أبو ريشة.
وشبه الأديب الذي يعمل على ترجمة الأدب العالمي، حركة الترجمة ب”الأنهار التي تصب في بحيرة معينة، فمن دون الروافد ستنضب البحيرة وتجف، والأدب والحضارة تحتاج إلى أن تتلاقح مع الحضارات الأخرى وهذا ما يقوم به المترجمون”.
وأوضح زين الدين أنه “وعدد من المترجمين ومن خلال المشروع الوطني للترجمة يضعون خططا سنوية يقومون من خلالها بترجمة عشرات الكتب من مختلف لغات العالم”.
ولفت الأديب إلى أن الأدباء يجمعون على أن حركة الحداثة لم تكن لتكون لولا ما ترجم من الشعر الأوروبي والانكلوسكسوني والروسي، فطرح النتاج العالمي مهم جدا لإنتاج روايات مهمة، كما كانت النهضة الأوروبية اعتمدت سابقا على الترجمات العربية”.
يذكر أن الأديب الدكتور ثائر زين الدين ينحدر من محافظة السويداء، ولد عام 1963، وحصل على شهادة في الهندسة الميكانيكية من جامعة دمشق عام 1986، بالإضافة إلى الدكتوراه في العلوم الهندسية في موسكو عام 1993، ويتولى حاليا منصب المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب.
رنا سليمان- تلفزيون الخبر