الاكتئاب .. أكثر الأمراض النفسية التي يعاني منها سكان مناطق الحرب في سوريا
لا تقتصر الأذية التي تسببها الحروب على تلك الجسدية، فالخوف والرعب الذي يعايشه الناس في المناطق التي تندلع فيها الحروب، يترك آثاراً نفسية متفاوتة الدرجة والخطورة، وقد تتطلب سنوات من العلاج، هذا إن حصلوا عليه .
وبيّنت أخصائية الصحة النفسية دانيا حوراني لتلفزيون الخبر أن ” مرض الاكتئاب بالدرجة الأولى هو ما يعانيه قسم كبير من سكان المناطق التي تعرضت للحرب في سوريا، دون وجود إحصائيات رسمية نظراً لصعوبة إجراءها واستمرار الحرب في بعض المناطق”.
وأضافت الأخصائية ” معظم مشاريع الدعم النفسي في المناطق التي عادت لسيطرة الدولة السورية، هي تابعة لمنظمات دولية وخاصة، وتعنى بالأمراض النفسية الناجمة عن الحرب والتي ازدادت كثيراً”.
وأشارت ” إضافة إلى الأمراض النفسية هناك الإعاقات العقلية الناجمة عن الولادات في ظل نقص التغذية والأدوية، وغياب اللقاحات والعلاجات الطبية، مع ملاحظة ارتفاع نسب الانجاب في تلك المناطق”.
وأوضحت حوراني ” يعاني أغلب الذين عاشوا أجواء الحرب من اضطراب ما بعد الصدمة، والتي من أبرز أعراضها الكوابيس والأحلام المزعجة، وذكريات الأحداث السيئة والتي تنعكس على نفسيتهم وتصرفاتهم”.
وأوجزت الأخصائية أعراض الاكتئاب “بفقدان الاهتمام والطاقة والقدرة على العمل وانخفاض المزاج، مع العلم أن الاكتئاب مرض نفسي منتشر في العالم حتى في الدول المتقدمة، التي تعيش شعوبها حالة رفاهية”.
وقالت حوراني إن ” العلاج النفسي والمتابعة هي أفضل من الدواء لهذه الحالات، والنساء هم أكثر عرضة للاكتئاب كونه مرتبط بالعواطف بشكل أساسي، والنساء كائنات عاطفية وحساسة بدرجة تفوق الرجال”.
وأردفت حوراني ” تزداد نسبة الإصابة بالأمراض النفسية من عمر المراهقة فما فوق، لأن الأطفال بطبيعتهم يوجد لديهم نمو بعد الصدمات، الأمر الذي يزيد إمكانية تجاوزها، أما الكبار فأقل مقاومة لهذه الأمراض”.
وفي دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً على معدلات الإصابة بالأمراض النفسية بأشكالها العديدة، في مناطق الحروب في العالم، تبيّن أن “واحداً من كل خمسة أشخاص في تلك المناطق يعانون من اضطرابات نفسية”.
وبحسب المنظمة ” تتراوح هذه الاضطرابات بين الاكتئاب أو القلق أو اضطرابات ما بعد الصدمة أو الاضطراب ثنائي القطبية أو انفصام الشخصية، فيما يعاني كثير منهم من أشكال حادة من هذه الأمراض العقلية”.
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى “استثمار عاجل ومستدام، كي يكون الدعم في مجال الصحة العقلية والنفسية متوافراً لجميع من يحتاجونه ممن يعيشون وسط صراعات أو عاشوا وسطها”.
يذكر أن الدراسة غطت مناطق شهدت صراعات في السنوات العشر الأخيرة، وصنفت الأمراض العقلية لثلاث فئات: طفيفة أو متوسطة أو حادة. ولم تتطرق الدراسة إلى الكوارث الطبيعية والطوارئ الصحية العامة.
رنا سليمان – تلفزيون الخبر