ورشة وأمسية موسيقيتان لعازف العود “كنان أدناوي” في المعهد العالي للموسيقا
أقيمت في المعهد العالي للموسيقا ورشة عمل على مدار يومين “دوزنها” عازف العود السوري كنان أدناوي مع ستة طلاب للآلة ومن سنوات مختلفة، تلتها أمسية موسيقية للعازف والطلاب.
قال العازف السوري كنان أدناوي في تصريح صحفي: “هذه الورشة تأتي بعد غربة طويلة عن سوريا بقصد إتمام الدراسة الأكاديمية العليا وهدفها تقديم تجربة جديدة في المعهد لآلة العود والموسيقا الشرقية”.
وأعرب أدناوي عن “سعادته لاحتضان المعهد هذه الورشة التي تعني له الكثير إضافة إلى تفعيل تجربة العود “الصولو” التي يعمل عليها كعازف ومؤلف موسيقي”.
وبين أدناوي أن “الطلاب على المستوى الأكاديمي يملكون خلفية مهمة وقادرين على التفاعل مع أي نص موسيقي مكتوب بقوة وهذا يحسب لأساتذة المعهد الذين قدموا للطلاب خبرات علمية أكاديمية كبيرة”.
من جهته، لفت رئيس قسم الموسيقا العربية في المعهد، محمد عثمان، أن “هذه الورشات تفيد الطلاب عموماً للاطلاع على عازفين لديهم أسلوب مختلف كل عازف لديه تجربته الخاصة”، مضيفاً ” خلال الورشة اطلع الطلاب على تجربة الأستاذ كنان بطريقة تعامله مع العود ونوع المؤلفات التي يعزفها، وتعرفوا على نظرة العازف للعود”.
وأوضح عثمان أن “العزف الموسيقي هو أن ما يسمعه الطالب يعزفه، فكلما سمع أكثر كلما كان لديه وجهات نظر خاصة ومبدعة بطريقة التعاطي مع آلة العود”، منوهاً إلى أن “المشتركين في الورشة والأمسية من الطلاب من كل السنوات كانوا ستة طلاب عود”.
وأضاف “استمرت الورشة لمدة يومين وكانت تتضمن عدة أعمال موسيقية آلية، البعض منها من تأليف الأستاذ كنان والبعض الآخر من تأليف رياض السنباطي، وفي اليوم الثالث أقام المعهد حفل “صولو” برعاية الأستاذ المايسترو عدنان فتح الله عميد المعهد للأستاذ كنان أدناوي، وتم عزف قطعة موسيقية بمرافقة طلاب صف العود بعنوان “رقصة حب” من تأليف وتوزيع كنان أدناوي”.
وأشار رئيس قسم الموسيقا العربية في المعهد إلى أن “العازف كنان شرح للطلاب كيف يعزف موسيقاه الخاصة، كما عزف خلال الورشات “اللونغا” من وجهة نظره”، لافتاً إلى أن “الطلاب عزفوا اللونغا أيضاً، والتي تفسح المجال للعازف لأن يضيف عليها من روحه”.
عميد المعهد العالي للموسيقا، عدنان فتح الله، أوضح لتلفزيون الخبر أن “الخطة المستقبلية للدراسة في المعهد العالي للموسيقا في سوريا ستتضمن قسمين أولهما ورشات العمل للاستفادة من كل الخبرات”.
وثانيهما “الحفلات للطلاب وهي التي ستكون جزءاً لا يتجزأ من الخطة الدرسية الأكاديمية لطلاب المعهد”، مردفاً “خلال المعهد هناك حفلة كل فصل ضمن الدراسة والهدف منها هو اكتساب خبرة الظهور على المسرح وكسر هذا الحاجز وتأسيس قاعدة جماهيرية للعزف المنفرد”.
وأضاف فتح الله أنه “إضافة للخبرة التي يكتسبها الطالب في الحفلات وما فيها من خبرة مختلفة بدروس يأخذها مع أستاذه، فورشات العمل ضرورية بالنسبة للطلاب لأن الطالب ممكن أن يأخذ خلاصة خبرة الأستاذ الذي يقيم الورشة”.
وتابع عميد المعهد “العمل خلال أيام للورشة يركز على الثقافة الجديدة لآلة العود، وكان فيها تمارين مكتوبة من قبل الأستاذ كنان، حيث أعطى طريقة جديدة للتعامل مع الآلة”.
وأشار فتح الله إلى أنه “لا يمكن لأي عازف أن يقيم ورشة عمل إلا في حال كان هذا العازف خريج المعهد لاطلاعه على ما يتدرب عليه الطلاب خلال الدراسة”، مردفاً أن “ورشات العمل في المعهد مستمرة ونحرص على استغلال كافة الخبرات والاستفادة منها”.
وأوضح فتح الله أن “العازف السوري كنان أدناوي عندما عاد إلى سوريا كان يريد إفادة طلاب المعهد العالي للموسيقا، من خلال بيئته الصحية فطوّر فكرة الورشات واقترح هذه المبادرة وقدم مجموعة أعمال من تأليفه”، متابعاً “العلاقة مع الموسيقيين السوريين خارج الوطن لم تنقطع ونحن نرحب بأي مبادرة مشابهة”.
سلام بشر، أحد طلاب العود في المعهد، شارك في الورشة والأمسية، قال: إن “الفائدة من الورشة تجلت بعدة أشكال، وكانت روح الجماعة شيء أساسي فيها لإتمام أي عمل موسيقي بشكل أكاديمي واحترافي”.
وأضاف بشر “قدمت مع زملائي أعمالاً كانت في معظمها من تأليف الأستاذ كنان وكانت تحمل قيمة موسيقية عالية، يضاف إلى ذلك متعة العمل مع الأستاذ كنان، حيث يمتلك حساً موسيقياً عالياً ورُقياً في التعامل”، لافتاً إلى أنه “قدم مع زملائه بعض الارتجالات”.
ويعتبر الفنان كنان أدناوي من عازفي العود المبدعين في سوريا، بدأ العزف على آلة العود منذ عمر السابعة، ومنذ ذلك الحين عمل على إتقان أدائه مما أكسبه قائمة طويلة من الجوائز وسمعة مهمة على المستوى العالمي.
وأدى أدناوي عبر مسيرته العزف منفرد وكان جزء من فرق وأوركسترات في بعض الأحداث والمحافل الدولية الرئيسية و جنباً إلى جنب مع بعض الفنانين المشهورين عالمياً، وقادته اهتماماته القصوى في عالم الموسيقا للتعاون مع عدد من الفنانين من كل أنحاء العالم وبخلفيات موسيقية مختلفة.
وكان إدناوي دخل المعهد العالي للموسيقا في دمشق عام 2003 ودرس العود على يد الخبير الأذربيجاني عسكر علي أكبر قبل تخرجه في 2008.
يذكر أن المعهد العالي للموسيقا بدمشق تأسس عام 1990 ومقره في ساحة الأمويين، وهو المكان الأكاديمي الوحيد الذي يخرج موسيقين في سوريا ويضاف إليه كلية التربية الموسيقية في حمص.
روان السيد- تلفزيون الخبر