سياسة

تقرير مسرّب من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: الهجوم الكيميائي على دوما كان مفبركاً

‏ ‏ذكر تقرير مسرب لمهندسين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، من الذي حققوا في صحة ‏فيديوهات زعمت الجماعات المسلحة من خلالها، قيام الجيش العربي السوري بهجوم كيميائي في ‏مدينة دوما قبيل عودتها إلى السيادة السورية، أن الهجوم كان مفبركاً

ونشر مركز دمشق للأبحاث والدراسات “مداد” أن جماعات من المعارضة السورية زعمت في شهر نيسان من العام الماضي، أن “‏الحكومة السورية ‏شنّت هجوماً كيماوياً على آخر معاقلها بالقرب من دمشق”، ‏وردت الولايات المتحدة وفرنسا ‏وبريطانيا بوابل من صواريخ “كروز” ضد سوريا.‏

ونشرت تلك الجماعات حينها، مقطع فيديو ومجموعة من الصور لجثث أكثر من 30 قتيلاً في مبنى ‏سكني في دوما، ادّعت أنهم قتلوا في هجوم كيميائي على المدينة، حيث تم العثور على ‏اسطوانات غاز داخل المبنى المذكور”.‏

وذكر التقرير المسرب أن “التفسير الوحيد المعقول لوجود أسطوانات الغاز في مبنيين سكنيين هو ‏أنه تم وضعهم هناك، ولم ‏تسقط من طائرات الهليكوبتر”.‏

وكان وصل فريق من المحققين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دمشق، في مهمة ‏لتقصي الحقائق، في اليوم التالي للهجوم الصاروخي الذي قادته الولايات المتحدة، وبدأوا في ‏تفتيش مواقع الهجوم المزعوم.‏

‏ وفي آذار عام 2019، تم نشر التقرير النهائي لبعثة تقصي الحقائق، وأفاد بأنه طُلب من ‏خبراء من الخارج في مجال المقذوفات والهندسة الإنشائية والمعادن إبداء الرأي حول “المسار ‏والضرر الذي لحق بالأسطوانات”، وخلص إلى أن “احتمال حدوث استخدام مادة كيميائية سامة ‏كسلاح له أرضيةٌ معقولة‎”.‎

ولم يرد في التقرير النهائي أن “بعثة تقصي الحقائق أجرت دراستها الهندسية الخاصة، بقيادة أحد ‏كبار مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إيان هندرسون.”

وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، على مضض، أن الوثيقة أصلية، ورفضت رغم ذلك ‏إضافة مزيد من التعليق على ذلك.

وقال التقييم الهندسي، بحسب الوثيقة المسربة، أن “الأسطوانة التي عُثر عليها ملقاة (في الموقع ‏المحدد 2)، قد تكون مرمية مباشرة من فتحة السقف، فإذا تم إسقاطها من ارتفاع 500 متر –‏فهذا أقل بكثير من الارتفاع الذي تبلغه الحوامات في طيرانها فعلياً– ولا يمكن أن تعترضها ‏قضبان التسليح الفولاذية دون ترك علامات على الأسطوانة”.‏

وأضافت الوثيقة أن “الأسطوانة ذات الزعانف التي وجدت ملقاة على السرير (في الموقع 4) لا ‏تتطابق مع حجم فتحة السقف إذا كانت سقطت من السماء

في كل حالة، وبهذا فإن الفرضية البديلة، والتي تقول بأن الأسطوانات وضعت في أماكنها، ‏ولم تُسقط من الهواء، هي التفسير الوحيد المعقول المبني على الوقائع التي تمت ملاحظتها في ‏الموقع”.‏

وقال بيرس روبنسون، منظم “مجموعة العمل المعنية بسوريا – والدعاية والإعلام” التي نشرت ‏الوثيقة المسربة: إنه ‏”من الصعب أن نرى كيف يمكن لآراء الخبراء الخارجيين الذين لم يذهبوا إلى المواقع، أن تتجاوز ‏آراء الفريق الهندسي التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذين قاموا بالتفتيش في الموقع”.‏

وأضاف روبنسون “أفضل طريقة لكي تتلافى المنظمة هذا الأمر، هي إتاحة جميع الوثائق التي ‏استُخدمت لإعداد التقرير النهائي لبعثة تقصي الحقائق، بما في ذلك التقارير الكاملة المقدمة من ‏خبراء خارجيين، للعامة لمراجعتها”.‏

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مقابلة مع وكالة “نوفوستي” الروسية ‏قال: إن “موسكو تمتلك الكثير من الأدلة التي تثبت ضلوع لندن بفبركة الهجوم الكيماوي ‏المزعوم‎”.‎

وأوضح لافروف أن “مقطع الفيديو الذي استخدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كذريعة لشن ‏الهجوم المحموم على مواقع تابعة للدولة السورية، يظهر بوضوح أن الأشخاص الذين زُعم أنهم ‏يحاولون إنقاذ المتضررين جراء الهجوم الكيميائي، وهم في موقع الهجوم المزعوم، لا يستخدمون ‏أي وسائل حماية شخصية، سوى أقنعة من الشاش لدى بعضهم‎”.

كما قدم عدد من أبناء مدينة دوما، شهاداتهم حول الاعتداء المزعوم بالسلاح الكيميائي في ‏المدينة، بمقر المنظمة في لاهاي، أكدوا فيه أنه “لم يكن هناك أي استخدام للمواد السامة في ‏دوما”.‏

يذكر أن بعثة تقصي الحقائق التي أرسلتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا حينها، ‏جاءت بدعوة رسمية من وزارة الخارجية والمغتربين، للتحقيق في الادعاءات المتعلقة بحادثة ‏الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية فيها.

تلفزيون الخبر‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى