واستشهد عمر أبو ليلى .. حراً .. مقاوماً ولم يستسلم
استشهد عمر أبو ليلى الفتى الأيقونة ابن الـ19 ربيعاً الذي حيّر جنود الاحتلال شمال الضفة الغربية المحتلة بعد أن نجح بتنفيذ عملية “سلفيت” المعقدة، استشهد صامداً، حراً، ولم يستسلم.
جاء عمر أبو ليلى ليلخص البطولة بابتسامته الطفولية، وقسمات وجهه البريء وعينيه الصادقتين، جاء ممثلاً شرعياً لكرامة الإنسان العربي في زمن اللاانتماء، واللامبدأ، في زمن الردة والتطبيع مع كل قبيح.
أعاد الشاب الفلسطيني الاعتبار للهوية وأعاد رسم الإنسان، قال عنه أحد المستوطنين الذين شاهدوه: “ليس طبيعيا إنه رامبو”، نعم نفذ الشاب الوسيم عملية غير عادية في قلب مستوطنة “أرئيل” في الضفة الغربية، واستطاع الإفلات من المغتصبين، وبشجاعة لا يملكها إلا الفرسان؛ زرع الحيرة والصدمة في نفوس جنود الاحتلال ومستوطنيه على مدار يومين”.
وفي منطقة لا يسمح فيها للفلسطينيين بالسير على أقدامهم، وفي منطقة يخصص لهم فيها مسرب خلفي بعيداً عن المستوطنين، نجح عمر أبو ليلى في ضرب الاحتلال بعمقه، والنجاة رغم التشديد الأمني حول أكثر من 25 مستوطنة.
نفذ عمر أبو ليلى عمليته الفدائية لوحدة مع خنجره الذي صرع فيه الجندي الأول واستولى على سلاحه، ثم فتح النار ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، فقتل وأصاب عدداً من منهم بينهم حاخاماً.
ولم يكتفِ بذلك بل استولى على سيارة جنود الاحتلال، وقادها مطلقاً النار على جنود آخرين، وسط ذهول المحتلين وهم يشاهدون الشجاعة بهيئة رجل، فأُسقط بيدهم وعجزوا عن الدفاع عن أنفسهم بينما سار عمر إلى وجهته من دون أن يطلقوا النار عليه.
وبعد يومين من العملية عاد عمر ليزرع صدمة جديدة في نفوس المحتلين، وليقدم درسا عمليا بالشرف والمقاومة، مكتوبا بسيرة شهداء الحجارة، بأرواح القسام ونعالوة، و أبو علي مصطفى، بألوان لوحات ناجي العلي وبحبر كلمات غسان كنفاني.
خاض هذا الفدائي معركة جديدة لوحده، في بلدة عبوين ضد جيش من القوات الخاصة المدربة مدعومة بوحدات المستعربين، ومن خلفهم الاف الجواسيس المتصهينين.
وباعتراف الأجهزة الصهيونية فإن الشهيد أبو ليلى بادر بإطلاق النار على القوات التي حاولت اعتقاله، أبو ليلى رفض تسليم نفسه، أبو ليلى لم يستسلم.
بل واجه 40 دورية عسكرية صهيونية دخلوا قريته وطلبوا منه الاستسلام، رد على طلبهم بالنار، فقصفوا المنزل بالصواريخ لكن صواريخهم لم تتمكن إلا من جسده، أما روحه فمازالت حاضرة حية رافضة لمعاهدات الذل والهوان.
تلفزيون الخبر