في يوم “الورد والخبز” .. كل الورود للسوريات صانعات الحياة في يومهن العالمي
هناك في تاريخ بعيدٍ خرجت مجموعة نسوة من عاملات النسيج للتظاهر في شوارع نيويورك لنيل حقوقهن، حاملات للخبز اليابس وباقات الورد، في إطار رمزي لحركتهن الاحتجاجية، وفيما ترمز الوردة إلى الحب والتعاطف والمساواة فإن الخبز يرمز إلى حق العمل والمساواة فيه،
فاعتمدت منظمة الأمم المتحدة بيوم 8 آذار كيوم عالمي للمرأة لأول مرة سنة 1977 ليتحول هذا التاريخ إلى رمز لنضال المرأة وحقوقها يحتفل به سنوياً.
أما اليوم، وفي سوريا تحديداً، نحن من علينا أن نحمل آلاف الورود لننثرها على دروب نسائنا السوريات في كافة ميادين الحياة وعلى كل الجبهات، لاسيما بعد ما أظهرنه من جبروت وقوة في وجه الحرب التي وضعت خلالها سوريات كثيرة أولوية المواجهة كأساس للاستمرار.
المرأة السورية التي تحملت أقسى الظروف، وكافة أشكال التغيير الاقتصادي والاجتماعي، وكانت تجربة جديدة عليها أغرقتها في تفاصيل لم تكن في حسبانها، لتسارع إلى إبداء كل ما استطاعت من قدرات لتواكب التغييرات، و لتتغلب عليها أيضاً.
ومن تلك السيدات السوريات اللاتي التقاهن تلفزيون الخبر في وقت سابق “أم عرب” التي عقدت العزم على العمل كسائق تكسي بعد إصابة زوجها بمرض عضال أدى لوفاته لاحقاً، إلى أن دفعتها “الضرورة لإعالة زوجها المريض وصغارها الثلاث وأمها المسنة، ما دفعتها للتفكير بأفضل وسيلة لتأمين دخلهم جميعاً”.
ومنهن أيضاً السيدة نهيدة العلي أم قيس التي كانت المرأة الأولى التي كسرت التقاليد وأصبحت مختاراً لقرية المرحة التابعة لناحية وادي العيون في مصياف بريف حماة منذ أكثر من خمس سنوات، وفق حديث سابق لتلفزيون الخبر معها.
كما كان لتلفزيون الخبر حديثا عابرا مع السيدة الدمشقية أم محمد (بائعة خبز في حي الطلياني بدمشق) التي خطف الموت زوجها باكراً، إثر مرضه بعد أن ترك لها ثلاث بنات وثلاثة أولاد، وهي التي لم يهن عليها أن تمد يدها لطلب معونة أحد، فافترشت أرصفة دمشق لبيع الخبز ومصنوعاتها اليدوية و استطاعت بفضل عملها بناء بيت.
وكما أم محمد كانت ديبة امرأة سورية أخرى افترشت أحد أرصفة دمشق لتبيع مصنوعاتها اليدوية من دمىً صغيرة، وطائرات ورقية، و”حفايات”، والتي قالت لتلفزيون الخبر، ذات لقاء: “شو ما طلع معي بعمل”، وتقول: أنها طباخة ماهرة وتتمنى أن تطبخ أو أن تجد عملاً في مجال الطبخ.
كثيرات ممن ذكرن وأكثر منهن لا يعرف أحد عنهن شيئا سوى أنهن لم يعرفن لليأس عنوانا، فتركن بصماتهن في الحياة خلال الحرب وقبلها وبعدها وما زلن ربات منازل ومدارس ومشافي وراعيات لكثير من المجالات ومن يسرن وتسير خلفهن الحياة.
فالبراعة التي أظهرتها كل امرأة سورية خلال خوضها غمار الحرب في كل ركن بعيد وقريب من سوريا لايمكن إخفاؤها أو نكرانها، كل أم تحتضن ابنها الذي بترَت الحرب ساقاه وأحلامه، لتمنحه هي ساقين ويدين وعيون عبر سعيها وعملها ونجاحاتها في ذلك.
روان السيد – تلفزيون الخبر