وفاة مسن في الـ 69 من عمره أثناء رحلة البحث عن “جرة” غاز في جبلة
بعد أن تنقّل بين ثلاثة مواقع للحصول على الغاز, حطّ المواطن (ر.ع)، البالغ من العمر 69 عاماً, رحاله الأخير في مركز توزيع الغاز في العمارة, حيث فارق الحياة.
وتوفي الرجل المسن وهو يستند إلى اسطوانة الغاز، التي لم يكد يؤمّن عليها حتى استسلم للموت الذي صارعه ساعات طويلة وهو يلهث وراء سيارة الغاز.
أبو أحمد، أحد الأشخاص الذين رافقوا (ر.ع) بالتنقل بحثاً عن سيارة الغاز من الساعة الثانية عشرة وحتى الساعة الخامسة عصراً, يروي لتلفزيون الخبر تفاصيل ما جرى.
وقال أبو أحمد “في البداية انتظرنا بالقرب من روضة السلام، بعد أن قيل لنا أن ثمة سيارة غاز متجهة إلى المنطقة”.
وأضاف أبو أحمد “بعد انتظار طويل, قالوا لنا إننا ننتظر في المكان الخاطئ, وإنه يجب علينا التوجه إلى الساحة أمام جامع أبو بكر بحي الجركس, لأن السيارة متجهة إلى هناك”.
وتابع أبو أحمد “وبعد أن انتظرنا ساعة أمام الساحة, قالوا لنا أن سيارة الغاز لن تأتي للساحة، وإنما إلى مركز التوزيع بالقرب من جامع الحسين بحي العمارة”.
وأردف أبو أحمد “على عجل اتجهنا إلى جامع الحسين, وعند وصولنا تفاجئنا بالأعداد الكبيرة من الأهالي الذين كانوا يقفون بالدور”.
وأكد أبو أحمد، الذي تبادل أطراف الحديث مع (ر.ع) أثناء تنقلهم بين المواقع الثلاثة حاملين اسطوانات الغاز الفارغة على أكتافهم, أن “ملامح التعب والإعياء بدت على وجه (ر.ع) الذي كان يلهث بشدة ويشكو من ضيق في التنفس”.
وبيّن أبو أحمد أن “(ر.ع) قال للجهات المسؤولة عن التوزيع إنه لا يستطيع الانتظار لأنه مريض، فوعدوه أنه سيكون أول من يستلم اسطوانة الغاز عندما تأتي السيارة”.
وأكمل أبو أحمد “بعد طول انتظار جاءت السيارة، وبالفعل حصل (ر.ع) على اسطوانته سريعاً، حيث حملها على كتفه, وبعد أن سلم علينا وباركنا له بالاسطوانة, لم يكد يبتعد عنا أمتار، حتى وقع على الأرض وهو يقطع الشارع”.
وأضاف أبو أحمد “سارعنا لنجدته، إلا انه كان فاقدا للوعي تماماً, فقمنا بإيقاف أول سيارة مارة في الشارع، وأسعفناه إلى المشفى إلا انه كان فارق الحياة منذ سقوطه على الأرض”.
وأوضح أبو أحمد أن “الطبيب في المشفى أكد لهم أن سبب الوفاة هو جلطة، نتيجة إصابة الرجل بارتفاع شديد في الضغط”.
ورغم حالات الانفراج المحدودة التي تشهدها محافظة اللاذقية في توزيع الغاز, إلا أنه لا تزال مواعيد التوزيع غير معلومة بالنسبة لأغلبية أهالي المحافظة.
تلفزيون الخبر
