الأمطار الغزيرة في الحسكة سرّعت نمو “الكمأة”

نتيجة الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها مناطق محافظة الحسكة، التي تجاوزت المعدلات السنوية، زادت فرص ظهور فطر “الكمأة”، الذي يجنيه أهالي البادية من أصحاب الخبرة بالأراضي التي يتواجد ضمنها، لا سيما أنها تشكل مصدر دخل موسمي لأهالي البادية.

تنمو “الكمأة” في فصل الربيع، ويكثر موسمها على مطر الخريف بشكل خاص وبداية فصل الشتاء، والحصول عليها يتطلب جهداً وذلك من خلال النظر إلى الأرض والبحث الطويل المستمر، وعملية البحث عنها عملية شاقة فلا يستطيع أي احد أن يحصل عليها إذا لم يكن لديه خبرة في هذه الأرض.

وبينت مصادر أهلية بمحافظة الحسكة لتلفزيون الخبر أن “الكمأة لا تنمو فوق الأرض بل تنمو تحتها، وتتكاثر أثناء الرعد، فيقال إن الكمأة بنت الرعد، وتميز وجودها حيث تكون البقعة التي توجد تحتها بارزة إلى الأعلى من المساحة الباقية”.

وأوضحت المصادر أنه “للكمأة طعم لذيذ وألوان ثلاثة مختلفة: اللون الرمادي المائل إلى السواد، واللون الأحمر الذي يشبه لون البطاطا، وكذلك اللون الأبيض. وعلى الرغم من اختلاف ألوانه إلا إن طعمه واحد”.

أما عن طريقة طبخه وتحضيره، قالت المصادر “بعد أن نقوم بغسله وتنظيفه جيدا من التراب نقوم بتقطيعه إلى قطع صغيرة أو متوسطة الحجم وذلك حسب الرغبة، في هذه الأثناء نقوم بقلي البيض مع بعض التوابل ونضيف الكمأة” إليه ونحركه حتى ينضج”.

وأضافت المصادر “أما إذا استخدمنا اللحم الناعم بدل البيض، فنقوم بحمس اللحمة مع السمن وقليل من التوابل ونضيف الكمأة إليها، ونقلبها قليلا وبعد الانتهاء من طبخها تقدم ساخنة”.

وأشارت المصادر إلى أن ” فطر الكمأة يلقى حالياً رواجاً كبيراً لدى الأهالي في مدن المحافظة، ويتراوح سعر الكيلوغرام الواحد منها بين 3000 و 6000 ليرة سورية”.

وبحسب المصادر، فإن “غزارة إنتاج المحافظة هذا العام من الكمأة شجع بعض التجار من المحافظات المجاورة للقدوم إلى الحسكة وشراء كميات كبيرة منها، ما يزيد الطلب محلياً على المادة ويبقي أسعارها مرتفعة في الوقت الحالي”.

وتعتبر الكمأة من المواد ذات الفائدة الغذائية الكبيرة، لاحتوائها على كميات كبيرة من المعادن والبروتين، كما تمتاز بطعمها اللذيذ والشهي، وتنبت في المناطق غير المزروعة “البور”، وهناك عدة أنواع وأشكال لها ولعل أكثرها انتشاراً هو ما يطلق عليها محلياً “الزبيدي”.

عطية العطية – تلفزيون الخبر