هكذا رأوا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
أكد فاراج , زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة ، بحماس “الاتحاد الأوروبي انتهى، الاتحاد الأوروبي مات”، وسط تصفيق مؤيديه الذين عبّروا عن
غبطة عارمة عندما اعلنت شبكة “بي بي سي” الاعلامية بعد دقائق قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد.
وقال مسؤول الاعلام في معسكر المشككين العماليين في أوروبا اويلفر هويتسن، “لم نكن نشعر بثقة كبيرة. ستبقى هذه النتيجة الاكثر غرابة لفترة طويلة في هذا البلد”. وعبّر عن ارتياحه “لانتصار على الطبقة السياسية الشاملة”.
وبدأ مؤيدو الخروج من الاتحاد أقرب إلى تبني مواقف انتقامية، بعدما كانت استطلاعات الرأي والخبراء والاسواق تتوقع هزيمتهم.
وقال رجل الاعمال اليكس ستوري ان “مؤيدي البقاء يسقطون الواحد تلو الآخر. الاحزاب السياسية فقدت الاتصال مع الشعب. انها بعيدة جدًا عن
الناخبين ولم تعد تسمعهم. بالنسبة لي من شبه المستحيل أن يحتفظ (رئيس الوزراء ديفيد) كاميرون و(وزير المالية جورج) اوزبورن بمنصبيهما”. ويركز
الجميع على مسألة الهجرة.
وقالت جورجينا ثوربرن: “نحن جزيرة صغيرة لا يمكننا مواجهة ذلك. لم تعد هناك اماكن في المدارس والمستشفيات، وليست لدينا امكانية للتحكم بتدفق المهاجرين إلى داخل الاتحاد الأوروبي”.
رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك قال لصحيفة “بليد” الالمانية هذا الاسبوع “اخشى ان يكون خروج بريطانيا مؤشرا ليس فقط على بداية انهيار الاتحاد الاوروبي وانما الحضارة الغربية”.
واعتبر توسك ان خروج بريطانيا سيشجع كل “القوى المتطرفة المناهضة للاتحاد الاوروبي لكن ايضا الاعداء الخارجيين الذين سيرحبون بذلك”.
قال المتخصص في شؤون الاتحاد الاوروبي في جامعة كامبريدج كريس بيكرتون “لا اعتقد ان الاتحاد الاوروبي سيزول فجأة. لكن على المدى الطويل قد نشهد تلاشيه ببطء وظهور شيء مختلف”.
ورغم ان بيكرتون لا يعتبر ان الاتحاد الاوروبي تلقى “الضربة القاضية” نظرا “لدوره الاساسي” في الحياة السياسية والاقتصادية الاوروبية، توقع اتجاها نحو اتحاد “اكثر مرونة”. وفي مطلق الاحوال فان الايام المقبلة ستكون بالغة الصعوبة.
و اعطى الاستفتاء البريطاني دوافع اضافية للمشككين في اوروبا، حيث عبرت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن عن رغبتها في ان تنظم “كل دولة” تصويتا شعبيا حول الانتماء الى الاتحاد على غرار مسؤولين مناهضين لاوروبا في الدنمارك وهولندا والسويد.
وقالت نيكول فونتين الرئيسة السابقة للبرلمان الاوروبي ان هناك “مخاطر” لكن خروج بريطانيا يمكن ان يشكل “صدمة مفيدة”.
واوضحت “حين نرى العواقب الاقتصادية التي ستشهدها بريطانيا اولا، هذا الامر يمكن ان يهدىء الدول التي لديها نزعة لاعتماد سيناريو مماثل”.
وقالت فيفيان بيرتسو من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان “المؤسسات نادرا ما تزول” مضيفة “قد لا يحصل تفكك وانما فقدان للزخم: فالاتحاد الاوروبي لم يعد منتدى تهيمن فيه المصلحة الجماعية، بات من الصعب التوصل الى تسويات”.
لكن رغم ان الاتحاد الاوروبي سيدخل اصلاحات بعد الصدمة التي احدثها خروج بريطانيا، يبقى هناك خطر فعلي من الا يتمكن من وقف انهياره.
وخلصت جانيس ايمانويليدس من مركز الابحاث الاوروبية في بروكسل الى القول “الاتحاد الاوروبي موجود في دوامة سلبية”.