وفاة الوزير السوري السابق في حكومة “الجمهورية المتحدة” جادو عز الدين
ودّعت محافظة السويداء في الأيام الأولى من العام 2019، أحد أبرز القادة العسكريين والسياسيين خلال القرن الماضي على الساحتين السورية والمصرية، قائد الجبهة السورية إبان الوحدة بين مصر وسوريا، و بطل معركة التوافيق ضد العدو “الإسرائيلي” الوزير السابق “جادو سعيد عز الدين”.
وقدم محافظ السويداء عامر العشي، التعازي لذوي الوزير السابق، وبتكليف من الرئيس السوري بشار الأسد حضر العشي مجلس العزاء الذي أقيم في ساحة سمارة بمدينة السويداء، بمشاركة شخصيات رسمية ودينية وأهلية.
ولد جادو عز الدين، في عام 1926، في قرية “رضيمة اللواء” في جبل العرب، وهو ابن الثائر “سعيد عز الدين”، وترعرع في أجواء ثورة 1925 التي قادها “سلطان باشا الأطرش”ضد الاستعمار الفرنسي.
وتلقى عز الدين علومه الأولى و هو طفل صغير، في النبك التابعة ل الصحراء السعودية، عندما لجأ ثوار 1925 و من بينهم والده، إلى وادي السرحان على الحدود (الأردنية – السعودية) اثناء الاستعمار الفرنسي.
والتحق عز الدين فيما بعد، بمدرسة التجهيز الأولى، عقب عودة الثوَّار في أوائل العهد الوطني إلى سوريا، وبعد أن حصل على شهادة البكالوريا، انتسب إلى الكلية العسكرية في حمص و تخرَّج منها عام 1947.
وتطوّع عز الدين، في كتائب المقاومة التي شكلها الجيش العربي السوري لمقاومة الاحتلال “الإسرائيلي”، كما أوفد بعد ذلك إلى مدرسة “سان ميكسان” بفرنسا لدراسة “تعاون صفوف الأسلحة”، ومن ثم أوفد إلى كلية أركان الحرب بفرنسا، و تخرج منها في ال30 من عمره.
وكان “جادو عز الدين” أحد أعضاء المجلس العسكري الذي شُكِّل بعد انتهاء عهد “أديب الشيشكلي”، وكان أيضا أحد أعضاء الوفد الذي اختاره هذا المجلس، لمباحثة الرئيس جمال عبد الناصر في القاهرة، لإقامة الوحدة بين مصر و سوريا (الجمهورية العربية المتحدة).
وشغل الراحل، عدة مناصب في الجيش، والتي كان آخرها، قائد الجبهة السورية، برتبة عقيد أركان حرب (عقيد ركن).
وقال ابن اخ الراحل “رائد عز الدين” لتلفزيون الخبر “في ظل قيادة عمي الجبهة السورية، قاد معركة “التوافيق”( قرية جنوبي بحيرة طبرية في فلسطين المحتلة وتبعد ١كم عن أول مستوطنة للعدو الصهيوني) في العام 1960، والتي كانت السبب في بروز اسمه، كونها كبدت العدو “الاسرائيلي” 250 قتيل، مقابل ثلاثة شهداء من الجيش السوري وأربعة جرحى فقط”.
وأردف رائد “اختير الراحل وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية، ثمَّ وزيراً للأشغال العامة، ثم وزيراً للحكم المحلِّي، قبل أن يطلب اللجوء السياسي، إلى القاهرة على إثر الانفصال، حيث بقي فيها سنوات عديدة، وعمل أثناء لجوئه مع اللواء “جاسم علوان” في قيادة التنظيم الاشتراكي في مصر”.
وأكمل رائد” عاش عمي هو وعائلته آخر سنتين قبل وفاته في مصر، كونه كان متابعاً لعمله السياسي الذي لم يتوقف عن ممارسته، حتى قبل وفاته بأشهر”.
وللراحل عز الدين، عدّة كتابات تتناول أمور إدارة المعارك، نشرت في العديد من المجلاّت العسكرية، ثم عاد إلى سوريا بعد الحركة التصحيحة في العام 1970.
توفي الوزير السابق “جادو عز الدين”، بتاريخ 2 كانون الثاني من العام2019، في القاهرة حيث ووري الثرى، عن عمر ناهز 92 عاماً، وهو أب لولدين، الشاب”طارق عز الدين” والشابة “حنين عز الدين”.
منار محرز – تلفزيون الخبر