العناوين الرئيسيةموجوعين

الموكيت وبطانيات المعونة.. بدائل السكان جراء ارتفاع أسعار السجاد 

تبدأ العائلات السورية منتصف شهر تشرين الأول من كل عام بتجهيز منازلها استعداداً للشتاء، وتحاول تأمين بعض المفروشات والمحروقات أو الحطب رغم ضعف القوة الشرائية للغالبية العظمى منها.

ويعد مد السجاد من أبرز العادات التي درجت عليها الأهالي في السابق، لكن غلاء أسعارها لهذا العام، ووصول تكلفة شرائها من الأسواق السورية إلى أرقام قياسية، دفع الكثير منهم للبحث عن بدائل.

وسجلت أسواق المحافظات ارتفاعاً قياسياً في أسعار السجاد هذا العام، وأصبحت وحدة الشراء القياسية الخاصة بها هي المليون.

 

ووصل سعر المتر الواحد من السجاد في حمص إلى 200 ألف ليرة للأنواع العادية، بينما بلغ سعر متر الفاخر ما يزيد عن 500 ألف ليرة، بزيادة تجاوزت 150-200٪ عن العام الماضي.

 

ويبدأ سعر متر الموكيت في أسواق مدينة حمص من 70 ألف، ومتر السجاد من 200 ألف، وطقم المد العربي مليون ونصف المليون ليرة، والبرادي المؤلفة من 4 قطع 400 ألف، والحصر 200 ألف.

 

وأجمع كل من التقى بهم تلفزيون الخبر في مدينة حمص على أن أسعار السجاد لهذا العام أصبحت خيالية ولا تتناسب مع القدرة المالية، سواء كانوا موظفين أو من أصحاب المهن الحرة.

 

وقالت سيدة من حي الأرمن إن “تكلفة شراء سجادة (طنعشاوية) تبلغ نحو 4 ملايين ليرة، ما جعلنا ننسى الموضوع بشكل كلي، وسط غياب الحلوب البلديلة المعتمدة في السابق مثل شراء السجاد المستعمل.

 

وبين صاحب صالة لبيع السجاد في حي الزهراء لتلفزيون الخبر أن “الأسعار تختلف حسب الجودة ونوع الخيط ومصدره، فهناك أنواع يصل سعر مترها إلى نصف مليون ليرة، وذلك لارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بالعام”.

 

ولفت البائع إلى أن “حركة البيع خفيفة جداً رغم اقتراب فصل الشتاء، ويقتصر الشراء على العائلات الميسورة، أو شراء أرخص الأنواع ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة مثل (الستاوية والتسعاوية).

 

وأشار البائع إلى “انتشار بديل السجاد، وهي مدارج تصمم بعدة قياسات، منها مقاس 80 × 350، ومقاس100 × 400، ومقاس100 × 600 ، وبأسعار أقل من السجاد”.

 

ودفع ارتفاع الأسعار القياسي الكثير من السوريين إلى البحث عن بدائل السجاد، وتوجه بعضهم لاستبداله بالموكيت كخيار أكثر اقتصادية.

 

من جهتها، أشارت عتاب (ربة منزل) إلى أن: “النساء يعملن على فرش ما أمكن على الأرض من سجاد وبطانيات وقطع زائدة لحفظ الدفء قدر المستطاع في غرف المنازل، بسبب قلة كميات المازوت المخصصة للعائلات بالسعر المدعوم والمحددة بخمسين لتر فقط”.

 

وأضافت الأم لثلاثة أبناء أن: “العديد من ربات البيوت عدن لاستعمال السجاد القديم بعد غسله وتنظيفه، مع عجزهن عن شراء سجاد جديد في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة”.

 

وتابعت سيدة أخرى لتلفزيون الخبر أن “الحل الوحيد المتبقي للأسر ذات المدخول الضعيف هو مد بطانيات المعونة عوض السجاد، حيث أن لا قدرة مالية تكفي لشراء الجديد في ظل الغلاء الحاصل”.

 

الجدير بالذكر أن سعر السجاد يعتبر محرراً، أي أنه لا يخضع لتسعيرة محددة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، حيث يعد من المصنوعات المحلية لذا فهو يخضع لإعداد بيان كلفة يُقدم إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظة التي يتبع لها المنتج ليجري تدقيقه من قبل دائرة الأسعار واعتماده ليكون حجة على المنتجين والبائعين.

ويأتي ارتفاع سعر السجاد في وقت يجد فيه السوريون أنفسهم عاجزين عن تأمين المحروقات أو الحطب نظراً لارتفاع أسعارها في السوق السوداء، وانقطاع طويل للكهرباء وندرة الغاز، ما جعل عائلات كثيرة تتجه إلى جمع النايلون والخشب لتأمين الدفء خلال فصل الشتاء.

 

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى