“عشب” تحيي بألوانها مخيم اليرموك
أقامت جمعية نور للإغاثة و التنمية مبادرة “عشب” الفنية تحت شعار “لأنو الفن هو الأمل” في مخيم اليرموك بدمشق بمشاركة 13 فناناً و فنانة من خريجي و طلاب كلية الفنون الجميلة.
و تقوم فكرة المبادرة على رسم لوحات تضمنت مواضيع مختلفة من تجسيد الواقع المرير للحرب و السلام إلى الموت والحياة والأمل في مكان عاث فيه الإرهاب سنين عدة.
أمجد جودة (27 عاماً) من الفنانين المشاركين في المبادرة، وأحد سكان مخيم اليرموك سابقاً يعود إليه اليوم بريشته و ألوانه، قال لتلفزيون الخبر “بعد أن دمرت العصابات المسلحة كل آلاتي الموسيقية ومزقوا لوحاتي الفنية و فجروا منزلي في المخيم”.
وأضاف جودة “سألت نفسي ماذا أستطيع أن أقدم لمخيمي، فجلبت ريشتي وألواني وعودي، ووقفت أرسم لوحة فوق ركام منزلي …نعم نحن لن نموت، وبالرغم من كل هذا الركام .. يبقى الإنسان”.
وتحدثت ميس خلوف (26عاماً) إحدى الفنانات المشاركات عن السبب الذي دفعها للمشاركة هي “الفكرة بحد ذاتها” وما وجدت فيها من تحدٍ غريب لها أن ترسم وسط الدمار في الخط الفاصل بين الجيش السوري و الفصائل المسلحة سابقاً”.
وأشارت خلوف إلى أن “الحالة خلقت اندفاع لدى المشاركين وحرضت مشاعرهم و أفكارهم فطلبوا من الجمعية تمديد الفعالية والتي بدورها وافقت على الطلب”.
كما اتفق الفنانان على دور الفن في إحياء السلام و إعطاء حياة لمكان “شبه ميت” بعد سيطرة الحزن و اللون الأسود عليه، مؤكدين أنه “على هذه الارض ما يستحق الحياة ” على حد تعبيرهم.
وأوضحت رنا شورى عضو مجلس إدارة جميعة نور لتلفزيون الخبر أن “الفعالية سُميت ب “عشب” نسبة للمساحة الخضراء النابضة من بين مفاصل الحجارة و الدمار التي تحاول جاهدة أن تحيا وسط الخراب”.
و أضافت شورى “حول اختيار مخيم اليرموك تحديداً، لما يحمله من رمزية على المستوى السياسي و الثقافي و الفكري، و ترى أن التجربة ستتكرر لاحقاً في عدة أماكن طالها الإرهاب ضمن مقدرات الجمعية”.
وقالت: “الورشة جزء من مساحة حشد الطاقات، وهي ليست النشاط الأول في المخيم الذي كان من مجال عمل الجمعية خلال السنوات الخمس السابقة”.
وتابعت “الخطوات في المخيم ستتوالى وصولاً لمرحلة حشد طاقات تطوعية لمرحلة إعادة الإعمار وهو جزء من برنامج عملنا في هذه المنطقة”.
يشار إلى أن الفعالية سيتبعها معرض فني لعرض اللوحات المنتجة في المكان نفسه، وفقاً لموقع الجمعية.
تلفزيون الخبر