مبادرة فردية تجمع شباب الدريكيش بالريشة والألوان..
قام مجموعة من المتطوعين بمدينة الدريكيش في طرطوس بتنفيذ مبادرة مجتمعية تعمل على تزيين وترميم درج من أدراج المدينة.
وقالت “زينب محفوظ علي” طالبة ماجستير الفنون الجميلة قسم العماره الداخلية في جامعة دمشق لتلفزيون الخبر، بأنها دائما ماكانت تحلم بأن تقدم شيء لمساعدة مدينتها على الفرح من جديد، بعد حرب أخذت منها “زينة الشباب”.
وبينت زينب بأن “الدريكيش مدينة جبلية فيها بين كل حي وحي درج وكنت دائماً أتسائل لماذا لا ترمم وتزين هذه الأدراج وتزرع لتصبح أجمل، بدلاً من هيئتها الأسمنتية”.
وتابعت “تكلمت مع عمي لأسئله عن إمكانية ترميم وتزيين أحد الأدراج في المدينة، وللمصادفة بين لي بأن المدينة مقبلة على الاحتفال بمهرجان “الدريكيش مدينة المياه والحرير”.
وبينت أنها “تواصلت مع البلدية وأخبرتهم بالفكرة وقدموا لي المواد اللازمة لتنفيذها من أدوات وألوان وطلاء، وصممت على البدء بأسرع وقت لينتهي الدرج قبل بدء احتفالات مهرجان طريق الحرير”.
اختارت زينب درجاً يصل بين الكورنيش والبلدية، ولأن الدرج مشغول بشكل شبه دائم قررت العمل في ساعات الليل المتأخرة وفجر كل يوم، بدأت بترميمه بالأسمنت كمرحلة أولى، وطلته بالأبيض كمادة أساس لرسم الزخارف فوقها.
و شاركت زينب المارة على الدرج بأفكارها ولاقت تشجيعاً وترحيباً كبيراً منهم، وبدأ الناس بعرض المساعدة، فتحولت المبادرة من فردية إلى “جماعية أنجزت بأيادي أهالي المنطقة”.
وتحدثت زينب عن ألية العمل حيث قسمت المهام بين المتطوعين وبدأ كلٌ منهم الرسم على درجة من الدرجات وأعتبرها “لوحته الخاصة” حسب تعبيرها، وطلبت المساعدة من منارة الدريكيش التابعة للأمانة السورية للتنمية، وكان التجاوب سريع حيث تلقى المتطوعين المساعدة من 20 شاب وشابة من المنارة استطاعوا معهم طلاء جدار كببر مقابل للدرج بسرعة قياسية.
وعبرت زينب عن فرحتها بما أنجزت وتقول” الفرحة لا توصف عندما أرى الناس في كل يوم يأتون إلى الدرج لأخذ الصور، أحسست بأنني قدمت شيء جميل لمدينتي كما كنت أتمنى، دائماً نستطيع خلق السعادة والقيام بأعمال مفيدة بمحبة وبأقل التكاليف”.
يذكر أن الدريكيش مدينة سورية ومركز منطقة دريكيش في محافظة طرطوس، وهي من أهم المصايف الجبلية في الساحل السوري، تقع على سفح جبل بازلتي يشتهر بينابيعه المعدنية ويرتفع حوالي 550 متراً عن سطح البحر، على الطريق الذي يصل طرطوس بمصياف.
تلفزيون الخبر