صحف بريطانية: الاستغلال الجنسي ومافيا المخدرات يلاحقان اللاجئين داخل وخارج مخيمات أوروبا
قالت صحف بريطانية، إن حوالي 58 ألف من اللاجئين في اليونان يتعرضون لعصابات مافيا يونانية وألبانية تخترق مخيماتهم وتستقطب النساء والأطفال، بالإضافة إلى تعرض الأطفال منهم إلى الاستغلال الجنسي من قبل بعض المواطنين الإيطاليين.
تفاصيل هذه الحوادث في العديد من المخيمات تأتي بالتزامن مع إعلان الحكومة اليونانية عن اجراءات وتدابير عاجلة للتعامل مع الأزمة، إثر الانتقادات التي وجهت لها بعدما كشفت صحيفة الغارديان عن اعتداءات جنسية في مخيمات اللاجئين الأسبوع الماضي (الأسبوع الثالث من آب 2016).
وقالت الحكومة إنها ستقيم أربعة مراكز جديدة للاجئين، سعياً منها لتخفيف حالة الازدحام الخانقة الحالية، والتي تعد مصدراً رئيسياً للتوترات داخل المخيمات، وفقا لتقرير الصحيفة البريطانية.
وأكد لاجئون أطفال ومراهقون في جزيرة سيسيلي الإيطالية، إنه بجانب استغلالهم جنسيًا من قبل المهربين لدفع “ديونهم” للسفر إلى أوروبا، فإن الرجال المحليين يستهدفونهم أيضًا، بحسب تقرير “للاندبندنت” البريطانية .
“إذا لم تتخذ خطوات لتحسين نمط حياة اللاجئين واستغلال وقتهم بشكل أكثر فاعلية، فأنا أرى كارثة كبرى قادمة”، وفق ما قالت نسرين أباظة، وهي عاملة إغاثة متطوعة أميركية الجنسية في أول مخيم بتمويل خاص والذي يحمل اسم إيلبيدا خارج مدينة سالونيك.
وأضافت أباظة قائلة “هذه المخيمات هي أرض خصبة للإرهاب والعصابات والعنف. يبدو أن العالم قد نسيهم، اللاجئون ليسوا في صدارة عناوين الأخبار حالياً، لذلك فهم غير موجودين.. ولكن الإهمال سيُظهِر الصورة القبيحة”.
ومع وجود 55 مركزاً للاجئين في أنحاء البلاد، ومن بينها المراكز الأهم في جزر بحر إيجة قبالة تركيا، أصبحت اليونان على نحو فعال بمثابة مكان انتظار ضخم للاجئين منذ أن أغلقت دول الاتحاد الأوروبي ودول البلقان حدودها لمنع دخولهم مطلع عام 2016.
وفي إحدى المخيمات التي تديرها الحكومة اليونانية، والتي تقع في إحدى فروع مصنع المناشف الورقية “سوفتيكس”، “تشعر السيدات بالخوف من الذهاب لدورات المياه وحدهن بالليل”، ذلك وفقًا لما نقلته إحدى منظمات الإغاثة الت حذرت من أن هذه المخيمات “ليست آمنة”.
و شهد هذا المخيم و الذي يضم 1400 لاجئ معظمهم من السوريين، تعرض فتاة عراقية تبلغ من العمر سبع سنوات لانتهاك جنسي من قبل شخص من عصابات المافيا، ما دفعها هي وعائلتها بأن يرحلوا وينقلوا إقامتهم في مكاٍن آخر بعيد عن المخيم.
ونقلت “الغارديان” عن شاب سوري ( 17عامًا ) وهو أحد اللاجئين بمخيم “سوفتيكس” باليونان أنه تم استقطابه من قبل عصابات للعمل بالمخدرات، وأنه الآن معتقل وآخرين بالمخيم “يعيشون كالحيوانات” في غياب أمنى تام، في خيام تحت أشعة الشمس الحارقة”.
وبشكل سري، أعرب الكثير من المسؤولين اليونانيين عن قلقهم من الأعداد المتزايدة من اللاجئين وسط المؤشرات المثيرة للقلق من أن يتسبب الاتفاق الموقع بين أنقرة والاتحاد الأوروبي منذ خمسة أشهر في أن يكون ذلك التدفق المحكم للاجئين هو على وشك الانهيار.
وعلى الرغم من أن المعدلات أقل بكثير من الصيف الماضي ،حين كان يصل 10 آلاف شخص إلى جزيرة ليسبوس يومياً، تزايدت أعداد الوافدين بشكل ملحوظ منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في شهر تموز 2016.
وخلال 24 ساعة بين يومي الخميس والجمعة الماضيين 18 و19 آب2016، وصل 261 لاجئاً ومهاجراً إلى الجزيرة، وهو تقريباً ضعف الرقم الطبيعي. وبسبب عدم قدرتهم على التحرك، تسيطر حالة من الاحباط على آلاف المحاصرين العالقين حالياً في طي النسيان.
وكان الاتحاد الأوروبي في نيسان 2016 أعلن عن تمويل قيمته 83 مليون يورو لتحسين الظروف المعيشية للاجئين في اليونان، في الوقت الذي حصلت فيه وكالة الأمم المتحدة للاجئين والاتحاد الدولي للصليب الأحمر وستة منظمات دولية أخرى على الجزء الأكبر من هذا التمويل.
ورأى كريستون ستيليانيديس، مفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن المساعدات الإنسانية وإدارة الكوارث، أن الإعلان عن هذا الدعم الطارئ هو مثال حقيقي على تعامل الاتحاد الأوروبي مع الأزمات التي تمر بها القارة، إذ يقول “علينا أن نستعيد ظروف الحياة الكريمة للاجئين والمهاجرين في أوروبا في أسرع وقت ممكن”.
وأضاف ” لكن بعد مضي أربعة أشهر، ومع ظهور مزاعم حول اعتداءات جنسية وأنشطة إجرامية في المخيمات، تزداد الأسئلة من جديد حول ما إذا كانت تلك الأموال قد أديرت بطريقة صحيحة أم لا، ويضاف إلى ذلك الحالة المتردية للمخيمات وعدم وجود حماية من الشرطة، وهو ما يسلط الضوء على ما إذا كانت المنظومة الإنسانية تقول بعملها من الأساس”.
وقال أميد خان، أحد الممولين وفاعلي الخير ممن ساهموا في تأسيس مخيم إيلبيدا، في تصريح لصحيفة الغارديان البريطانية “لا يوجد أي تركيز على الجانب الإنساني، ما يهمهم هو الأرقام”.
وتأسس مخيم إيلبيدا محل مصنع سابق أيضاً بالقرب من مدينة سالونيك، ويتضمن المخيم غرفة للشاي ومركزاً لليوغا، وهو ما يمثل مبادرة رائدة تشجع اللاجئين على التعامل مع المخيم كمنزل لهم. وفي شهر واحد مضى منذ افتتاح المخيم، نال المخيم الكثير من الاستحسان باعتباره أكثر مراكز اللاجئين إنسانيةً في اليونان.